رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تقصف القاهرة في رمضان


بينما سكان القاهرة، المصريون الكادحون، ساعة الإفطار، يتناولون إفطارهم في رمضان، عام 1948، ضربت القاهرة غارة صهيونية مجرمة، هدمت البيوت وشردت المواطنين.


وكما نشرت مجلة "المصور"، عام 1948، قامت وزارة الشئون الاجتماعية بتخصيص جانب من معسكر اللاجئين بالعباسية لإيواء المنكوبين إلى جوار مشردي فلسطين.

سارعت مبرة محمد على الكبير، وسيدات الهلال الأحمر لمساعدة منكوبي المأساة الذين ذهبت بأموالهم وبيوتهم الغارة.

سارعت الهيئتان إلى مد يد العون لهم، وكان تجمُّع بعض المشردين نتيجة الغارة في نقطة بوليس المتولي، فقامت حرم بهي الدين بركات، وحرم عزيز أباظة، بتوزيع البطاطين والملابس والسكر والأرز والزيت والصابون والمسلي والدقيق، بالإضافة إلى منح مالية للرجال.

وقد استمع محرر "المصور" إلى قصص تدَخَّل فيها القضاءُ والقدرُ في الحي المنكوب..

تقول سعاد إبراهيم: كنت آكل بطيخ، وإذا بالسقف يسقط على الأرض.. وأنا داخل الدولاب، وظللت مكاني أصرخ إلى أن أنقذوني.

ويقول الحاج فؤاد حبيب، تاجر الحدايد، إن القنبلة سقطت في حوش بيته فانفجر البيت كله ما عدا صالة البيت التي كان يجلس فيها مع أولاده، يتناول طعام الإفطار، وكانت زوجتي تحضر وابور السبرتو وكنكة القهوة، إلا ونشعر بالوابور يطير، وضلفة الشباك تخلع والدولاب ينكسر، وظللنا أربع ساعات مدفونين على قيد الحياة، ثم أنقذونا ببركة رمضان.

ويقول حامد درويش: إن العناية الإلهية هي التي أنقذتني، فبينما أقف للصلاة بعد تناول الإفطار، وزوجتي تفض المائدة، وأولادي حولي، وقع الانفجار، فرفعت يدي بالدعوة أن يسترني الله، أنا وأولادي، حتى خرجنا أحياء.
الجريدة الرسمية