مناقشة في القلعة حول الطريقة الصحيحة لأكل الخيار
في مجلة "الأزهر"، عام 1386هـ، كتب الدكتور عباس حلمي إسماعيل، الأستاذ بجامعة الأزهر، موضوعًا حول قاعة باسم رمضان في القلعة قال فيه:
"حرص الأيوبيون، كما حرص الفاطميون من قبلهم، على إحياء ليالي رمضان، وقد بلغ حرص السلطان الكامل الأيوبي على إحيائها أنه خصص قاعة في القلعة بالقاهرة، سماها "قاعة رمضان"، عام 1208هـ.
اعتاد السلطان الكامل أن يجلس مع الفقهاء والقراء في قاعة رمضان طوال الشهر الكريم لإحياء ليالي رمضان على المذهب السني.
وقد اهتم الكامل بهذه القاعة حتى إنه جعلها بمثابة مدرسة دينية تربوية؛ إذ كان يبيت عنده في غرف ملحقة بالقاعة كل ليلة صفوة من العلماء لمناقشة الموضوعات الدينية والمسائل الفقهية والدينية.
وقد اهتم الكامل بهذه القاعة حتى إنه جعلها بمثابة مدرسة دينية تربوية؛ إذ كان يبيت عنده في غرف ملحقة بالقاعة كل ليلة صفوة من العلماء لمناقشة الموضوعات الدينية والمسائل الفقهية والدينية.
ومن أشهر ما ناقشه الكامل هو الطريقة الصحيحة لأكل الخيار على مائدة الإفطار كتسلية بين الأذان والصلاة، ثم الإفطار.
أثناء المناقشة اختار العالم أفضل الدين الخونجى أكل الخيار بقشره لما فيه من فوائد وألياف وعناصر غذائية مفيدة، واختار الطبيب رشيد الدين أبو خليفة أكله بدون قشر لأنه غليظ وعسر الهضم، وفي نهاية النقاش فضّل السلطان الكامل الطريقة الثانية لسهولتها في الأكل وحتى لا تشبعه على الإفطار، بل إنه أمر بمكافأة كبيرة للطبيب رشيد الدين.
وكانت المناقشة الثانية حول إيجاد فكة صغيرة للعملة يستطيع الناس شراء حاجتهم في رمضان، خاصة أنه قام بتخفيض أسعار السلع الاستهلاكية والمكسرات والدقيق والكنافة والقطائف.. فأصدر أمرًا لسك عملات صغيرة لهذا الغرض.
وكانت المناقشة الثالثة؛ هل إحياء ليالي رمضان بالغناء حرام أم حلال؟!، وتوصل النقاش إلى أنه إذا كان الغناء بغرض التسرية عن الناس بعد الإفطار فهو مستحب وضروري.
إلى جانب هذه المناقشات كانت هناك مدارسة للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، إلى جانب إلقاء الأشعار وتبادل أكل الحلوى والمشروبات المرطبة والدعوة إلى إقامة مجتمع تسوده المودة والمحبة بعيدًا عن التبعية والعبودية".
