رئيس التحرير
عصام كامل

بـ«لوحين خشب وعجينة سكر».. «عشرة عمر» بين صانع البهجة وفوانيس رمضان

فيتو

بمجرد أن تدخل ذلك الزقاق بأحد شوارع منطقة محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، تشتم روائح شهر رمضان المبارك، حيث تجد حسن إبراهيم 40 عاما جالسًا على طاولته، محاطا بالألواح الخشبية مختلفة الأحجام وأدوات النجارة، معلقا الأشكال المختلفة من الفوانيس الخشبية على جدران ورشته الصغيرة.


يقول حسن: «ورثت المهنة منذ الصغر عن والدى منذ 20 عاما، لعدم استكمال مشواري التعليمي، فذهبت لتعلم خبرات المهنة من والدي داخل ورشته، فصناعة الفوانيس تحتاج إلى دقة وفن ومهارة».

ولفت إلى أن كل عام يبدأ في تصنيع الفوانيس بمختلف أحجامها، منذ بداية شهر رجب لتكون جاهزة للعرض نهاية شهر شعبان وحتى مطلع شهر رمضان الكريم، مؤكدًا أن تلك الفوانيس يتم تزويدها بلمبة كهربائية لتضيء كما يتم طلاؤها بعدة ألوان زاهية، ولكن الجديد هذا العام هو أنه أضاف لها لمحة رومانسية مثل وضع الصور وكتابة الأسماء على تلك الفوانيس.

ويتابع حسن: «الفانوس الخشب أفضل الأنواع، لأنه لا ينكسر مثل البلاستيك أو يصدأ مثل النحاس، وهناك منافسة قوية بين الخشبي والمعدني، بعد تراجع إقبال المواطنين على شراء المستورد، لكن الخشب هو الأقوى في المنافسة والإنتاج، فأنا قادر على تغيير أشكاله وألوانه، لكن المعدني شكله تقليدي مثل كل عام، وهناك الكثير من أنواع الخشب المستخدم في التصنيع، إلا أن الأكثرية يفضلون الأبيض السويدي لما يتميز به من صلابة، على خلاف الخشب الزان، ولكن ارتفاع الأسعار للخشب خلال هذه الفترة، كان له تأثير كبير على الأسواق والعاملين في صناعة الفوانيس الخشبية، لافتا إلى أنه يعتمد على شراء السراديب الخشبية التي تخرج من بعض الورش والمصانع، وشرائها على حسب الكمية المتاحة، ومن بعدها يتم تصميم أشكال مختلفة من الفوانيس على حسب الاحجام والخامة التي يحتاجها الزبون».

ويضبف، أن الأدوات والمعدات الأساسية التي تستخدم في صناعة الفوانيس، تأتى في مقدمتها الأخشاب بمختلف أنواعها والمنشار وعجينة السكر، والتي تستخدم كمادة لاصقة لتجليد الفوانيس بعد الانتهاء من التصميمات بمختلف الألوان حسب احتياجات الزبائن، وما يفضلون من وضع الألوان المعينة على الفوانيس لتغليفها، وقد يطلب بعض الزبائن توصيل الإضاءة الكهربائية بداخل الفوانيس بمختلف الألوان للإضاءة.

ويوضح، أنه يقوم بتصنيع كافة الأحجام والأشكال من الفوانيس لتلبي كافة الاحتياجات من الاستخدام الشخصي إلى تلك الفوانيس الكبيرة المستخدمة في واجهة المحال وشرفات المنازل والمناطق الشعبية بالإضافة إلى التجار بالأسواق، ولكن خلال هذه الفترة ومع ارتفاع الأسعار للخشب في الأسواق، تأثرت بشكل كبير حركة البيع والشراء عن الأعوام الماضية، وتتراوح الأسعار ما بين 50 إلى 200 جنيه، على خلاف التغليف والأشكال التي يحرص الزبون على وضعها داخل الفانوس.

وأكد أن أكثر عمله على الفوانيس صغيرة الحجم ولكن تلك الفوانيس ذات الأحجام الكبيرة فيتم تصنيعها وفق الطلب عليها؛ لأن تكلفتها عالية وصناعتها قد تستغرق الكثير من الوقت، أما بالنسبة للأخرى الصغيرة التي يتعدى حجمها كف اليد والمتوسطة فهي ما يتم صناعتها بشكل دائم حيث إنها الأكثر طلبًا، لافتا إلى أن صناعة الفوانيس الخشبية في طريقها للانقراض بسبب عدم وجود أجيال جديدة من «الصنايعية»، فلجأ الكثير منهم إلى العمل في المصانع التي يتوفر بها الماكينات الحديثة، دون أي اكتساب للمهارات والخبرات من المهنة.
الجريدة الرسمية