رئيس التحرير
عصام كامل

إهمال التفاصيل سر أزمة أول امتحان بالتابلت.. والـ12 ساعة تحفظ ماء وجه الوزارة

فيتو

حالة الارتباك التي شهدها امتحان الصف الأول الثانوي اليوم في أول تجربة لتدريب الطلاب على الامتحانات باستخدام أجهزة التابلت كشفت حجم الفجوة بين التصريحات التي كررها مسئولون بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن جاهزية المدارس لتنفيذ تجربة الثانوية التراكمية، والواقع الفعلي للمدارس.


وتسبب اليوم الأول لامتحانات التابلت في حالة غضب انتابت أولياء أمور وطلاب الصف الأول الثانوي نظرا للمشكلات الفنية والتقنية التي ظهرت خلال أداء امتحانات اللغة العربية.

وكانت فكرة جعل الامتحان متاحا لمدة 12 ساعة على الموقع المخصص لأداء الامتحان بابا لحفظ ماء وجه الوزارة خاصة بعد الأخطاء التي ظهرت وتمثلت في عدم تمكن الطلاب من الدخول إلى الموقع عبر الأكواد الممنوحة لهم في بداية اليوم، وكذلك شكاوى الطلاب من عدم تمكنهم من تشغيل شرائح Sim التي تسلموها في المدارس، إضافة إلى عدم قدرة أخصائي التطوير التكنولوجي على تجاوز المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة في وقتها، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول مدى كفاءة هؤلاء ومدى جدوى التدريبات التي تلقوها، وهل حصلوا بالفعل على التدريبات الكافية أم لا؟!

قائمة التساؤلات تمتد لتشمل التساؤل حول مدى قدرة الوزارة على تنفيذ ما وعدت به قبل أشهر، وهل حدثت أخطاء عند التنفيذ؟ وهل كان هناك تنسيق كامل بين المسئولين عن التخطيط والمسئولين عن التنفيذ؟ أم أن ما حدث يعني أن هناك مشكلات في قراءة التفاصيل وخاصة ما يتعلق بحجم السيرفر الذي كان يجب على القائمين على التنفيذ توفيره حتى لا يحدث عطل مفاجئ عند الضغط والتحميل عليه.

ومن الأمور التي تتطلب إجابات واضحة وشافية من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ضرورة الكشف عن الدور الذي تلعبه الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني، وقطاع التطوير التكنولوجي بالوزارة، فهل تم الاعتماد عليهم أم أنهم كانوا مهمشين عند التخطيط والتنفيذ؟! وكذلك تطل أسئلة أخرى مفاده هل بالفعل لا يوجد رئيس لقطاع التطوير التكنولوجي ورئيسا للإدارة المركزية للتكنولوجيا بالوزارة والتي كان يرأسها في وقت سابق محسن عبد العزيز؟ وهل هناك فجوة بين المديريات التعليمية وديوان عام الوزارة تسببت فيما حدث؟!

الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لمنع تكرار ما حدث، والمتمثلة في زيادة سعة السيرفر المخصص للامتحان، وعدم السماح بالدخول للموقع من الخارج، وإصدار كود موحد على مستوى الجمهورية سيتم إعلانه مساء اليوم السابق لامتحان المادة، تشير إلى أنه كانت هناك أخطاء في تقدير الاحتياجات الفعلية.

وما أعلنه وزير التعليم، مساء اليوم، من رصد 4 ملايين محاولة دخول على سيرفر الامتحان من خارج وداخل مصر، وإتاحة الامتحان على موقع الوزارة يوميا للتدريب، واستمرار التجربة على الامتحانات الإلكترونية قبل الاستقرار على الشكل النهائي، كل ذلك يشير إلى أنه من الممكن تكرار ما حدث، وكل تلك إجراءات احترازية قد لا تجدي نفعا، وفي حالة تكرار ما حدث ربما تدخل تعديلات جذرية على التجربة.
الجريدة الرسمية