رئيس التحرير
عصام كامل

الجولان تتحول لبؤرة صراع.. 4 أسباب تكشف سر الرفض الأوروبي لقرار ترامب

ترامب
ترامب

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من الغضب والرفض الأوروبي عقب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، معتبرين أن المرتفعات السورية أرض احتلت بالقوة العسكرية منذ عام 1967، خاصة أن إعلان الرئيس الأمريكي الذي وصفته روسيا بغير المسئول أعاد إلى الأذهان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 الصادر في عام 1981، الذي يعتبر ضم إسرائيل للجولان غير شرعي وباطلا، من وجهة نظر القانون الدولي.


رفض أوروبي
سارع الاتحاد الأوروبي في إعلان رفضه التام لخطوة ترامب، وأكد على لسان متحدث بعثة الاتحاد في إسرائيل أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير تماشيا مع القانون الدولي، ولا يعترف بسيادة إسرائيل على المناطق التي احتلتها في يونيو 1967 بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية".

وأعلنت فرنسا أن الجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضمها لإسرائيل عام 1981، مشيرة إلى أن القرارات الدولية تعتبر ضم الجولان لإسرائيل غير شرعي وباطلا من الناحية القانونية. إلى جانب إعلان الحكومة الألمانية رفضها للتحرك أحادي الجانب من قبل الرئيس الأمريكي، مشددة على أن موقف برلين بشأن الجولان لا يزال بدون تغيير.

هدم السلام
ويأتي الرفض الأوروبي الواسع خشية من هدم فرص السلام التي طال انتظارها، حيث يرى مراقبون أن إعلان ترامب يعقد خطط السلام بالشرق الأوسط، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، وهو الأمر الذي يقلل من فرص تقريب إسرائيل بدرجة كبيرة مع العرب، خاصة مع الرفض العربي الكبير لضم الجولان للسيادة الإسرائيلية.

زعزعة الاستقرار
الخطوة الأمريكية الجديدة تأتي بهدف تقديم الدعم الأمريكي اللا محدود لتل أبيب وحكومة نتنياهو في انتهاك وشرعنة احتلال الأراضي العربية، وهو الأمر الذي تراه روسيا زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط، حيث قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إن موسكو تعتبر تصريح الرئيس ترامب حول مرتفعات الجولان غير مسئول، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الشرق الأوسط، ويزعزع استقرار الوضع، مضيفة أن تصريحات ترامب التي يتم الإدلاء بها، في رأينا بطريقة غير مسئولة، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي حقًا، في الواقع يمكن أن تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في المنطقة.

انتهاك القانون الدولي
يمثل قرار ترامب ضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، والتي تؤكد سورية هضبة الجولان، وتعتبر استيلاء إسرائيل عليها احتلالا، إلى جانب شرعنة احتلال إسرائيل للأراضي العربي بما يخالف قرارات هيئات الأمم المتحدة التي أكدت تبعية هذه المنطقة لسوريا، ووصفت الاستيلاء الإسرائيلي عليها بالاحتلال، وأكثر من ذلك طالب مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 497 تل أبيب فورا بإلغاء قرارها الذي فرض قوانينها وولايتها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتبره لاغيا وباطلا ودون أي أثر قانوني.

بؤرة صراع جديدة
المخاوف الأوروبية أيضا تأتي في ظل مخاوف إلى فتح بؤرة صراع جديدة في الداخل السوري بين إيران وحزب الله والجيش السوري في مواجهة القوات الإسرائيلية للدفاع عن الأرض، خاصة بعدما أطلقت الخارجية الإيرانية تحذيرا للإدارة الأمريكية بأن قرار ترامب قد تؤدي لسلسة أزمات خطيرة في الشرق الأوسط، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، برهام قاسمي: "القرارات الشخصية ومزاج ترامب الإبداعي يظهر مجددا حقيقة سياسة الولايات المتحدة، والتي تشكل خطرا على العالم بأسره، وقد تؤدي إلى سلسلة أزمات خطيرة وجديدة في المنطقة"، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تحكم أي أرض عربية أو إسلامية إلا ككيان محتل، ويجب إيقاف اغتصاب احتلال هذا الكيان"، وأن "الجولان أرض سورية محتلة، باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وليس هناك حل فيما يخص الجولان غير طرد الاحتلال منها".
الجريدة الرسمية