رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

معاداة السامية.. فزاعة إسرائيل ضد العرب

فيتو

في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب الإسرائيلي وحتى الغربي في كل مكان في العالم، لا تزال إسرائيل تلوح بورقة معاداة السامية وهى الفزاعة التي تستخدمها ضد العرب لإلصاق تهمة التطرف بهم من جهة وللتغطية على جرائمها الإرهابية من جهة أخرى، وتواصل الدعاية الصهيونية الدفع بمخططاتها والتي كان أخرها صدور دعوات أمس الإثنين، تطالب بوضع قانون يجرم ما يسمى بمعادة السامية.


فزاعة إسرائيلية
ويعرف اليهود مصطلح معاداة السامية بأنه عمل عدائي أو تحيز ضد اليهود، كمجموعة عرقية ودينية وإثنية، وكان الباحث الألماني فيلهم مار، أول من وضع هذا الوصف ضد موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر والتي لم تكن تظهر لولا تصرفات اليهود الغريبة والسيئة داخل المجتمعات التي عاشوا بداخلها في أوروبا.

وبالرغم من انتماء العرب والآشوريين وغيرهم إلى الساميين، إلا أن معاداتهم لا تصنف كمعاداة للسامية، ولكن يقتصر الوصف على اليهود فقط، وعلى مر السنين وحتى اللحظة استغلته إسرائيل كفزاعة إسرائيلية للتغطية على عنصريتها وتبرير انتهاكاتها في فلسطين، ليس ذلك فحسب وإنما أي شخص لا يكون على هوى إسرائيل أو يفضح مخططاتها أو يطلق انتقادًا حتى ولو كان بسيطًا لا بد أن تصيبه لعنة معاداة السامية وكان آخر هؤلاء النائبة في الكونجرس الأمريكي، إلهان عمر، والتي أجبرت على الاعتذار بعد الحملة التي قادتها إسرائيل ضدها بزعم معاداة السامية.

وانتقد الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء إلهان بسبب ما كتبته على تويتر بأن لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، تدفع المال للساسة الأمريكيين لدعم إسرائيل.

كما انتقدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وغيرها من الزعماء الديمقراطيين في المجلس تصريحات النائبة، في وقت سابق، وطالبوها بالاعتذار، وقالوا إنه يتعين التصدي لمعاداة السامية والتنديد بها.

معاداة اليهودية والصهيونية
ورغم ذلك فإن لا فرق بين ما يسمى بمعاداة اليهودية ومعاداة الصهيونية، فبالرغم من الفصل بين اليهودية والصهيونية، إلا أن إسرائيل التي توظف كل شيء من الناحية السياسية والدينية اعتبرت أن من يعادي الصهيونية هو معاد لليهودية، وخاصة أن إلهان عمر حينما انتقدت اللوبي الصهيوني فإنها وجهت انتقادها للكيان الصهيوني الذي يحرك الكونجرس ولم توجه سهامها تجاه اليهودية كديانة، لكن البعض يقولون إنه يمكن استخدام كلمة "صهيوني" كوسيلة لهجوم مستتر على اليهود.

بينما يعارض آخرون هذا ويقولون إن الحكومة الإسرائيلية وداعميها يخلطون عمدا بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية لمنع انتقادها.

ويقول الكثير من اليهود إن استخدام "صهيوني" كمصطلح مسيء لهم يعكس وجود موجة متصاعدة من التعصب والعنصرية الموجهة نحو اليهود.

الدعوات اليهودية لسن قانون يجرم معاداة السامية جاء عقب إعلان المحكمة الإسرائيلية العليا إبطال ترشيح ميخائيل بن آري عضو حزب "القوة اليهودية" اليميني القومي بعدما اتّهمه النائب العام بالعنصرية ضد العرب، رغم أن اللجنة الانتخابية قبلت في 6 مارس طلب ترشيحه، لكن حزب "ميريتس" اليساري المعارض لجأ إلى المحكمة العليا لإبطال هذا الترشيح المثير للجدل.

إبطال الترشح أغضب فئة المتطرفين اليهود وكعادتهم لجأوا للسلاح التقليدي والفزاعة الجاهزة وهى معاداة السامية، مشيرين إلى وجود أعضاء كنيست عرب ظلوا لسنوات في الكنيست ويوجد منهم من تم قبول ترشحه للانتخابات المقبلة للكنيست رغم معاداتهم لليهودية، والذين من بينهم وفقًا للرواية اليهودية باسل غطاس، وحنين زعبي وغيرهم.

كما أن تعليقات المواطنين الإسرائيليين جاءت كاشفة عن أنهم ناقمين على الدولة لأن يريدون مزيد من الغلو والتطرف ضد العرب ويشعرون بالغضب من قرار المحكمة العليا بشأن استبعاد عضو الكنيست المتطرف ميخائيل بن آري، ويقول أحدهم: "فلتحترق دولة إسرائيل، أنني سأحرق علمها قريبًا وسأتنازل عن الجنسية الإسرائيلية، أشعر بالخجل لأنني ولدت في إسرائيل يسمحون للعرب الذين وصفهم بـ"المخربين" لدخول الكنيست لكن يستبعدون شخصية يهودية محترمة مثل ميخائيل بن آري".
Advertisements
الجريدة الرسمية