رئيس التحرير
عصام كامل

«فضيحة BBC».. الشبكة البريطانية عبرت عن عنصريتها ورفضت وصف حادث نيوزيلندا بالإرهابي.. سامي عبدالعزيز: ليس بجديد عليها.. وفقدت مصداقيتها تماما.. صفوت العالم: هناك علامات استفهام تستوجب الكشف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انتفاضة عالمية وإدانات دولية واسعة النطاق ضد الحادث الإرهابي المشين الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن قتل 50 شخصًا من بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات، وهو ما اعتبرته السلطات النيوزيلندية نفسها أسوأ حادث في تاريخها على الإطلاق.


لكن يبدو أنه كان لوسائل الإعلام الغربية وخاصة شبكة قنوات «بي بي سي» منطق آخر في تعاطيها مع هذا الحدث الإرهابي، وهو ما ظهر جليًا في توصيف مراسلها للحادث نيوزيلندا بـ"القتل الجماعي"، دون أن تصفه بـ "العمل الإرهابي"، الأمر الذي أثار حفيظة وغضب كثير من المتابعين وخاصة الإعلاميين ممن كانوا ينتمون لـ«بي بي سي»، فضلا عن المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان الرسمية وغير الرسمية في مختلف بلدان العالم.

تجاوزت بي بي سي في تغطيتها للحادث حتى الموقف البريطاني الرسمي، ففي بيان رسمي وصفت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، الحادث بالهجوم الإرهابي، قائلة: "بالنيابة عن بريطانيا، أتقدم بأحر التعازي لشعب نيوزيلندا بعد الهجوم الإرهابي المروع في كرايستشرش".

وكان من بين المنتقدين لتناول "بي بي سي" للحادث، شيرين مزاري التي أعربت عن صدمتها لتغطية بي بي سي، وإصرارها على وصف مجزرة نيوزيلندا بالقتل الجماعي وليس الحادث الإرهابي، في الوقت الذي اعترف رئيسا وزراء نيوزيلندا وأستراليا به هجوما إرهابيا، هو الأسوأ في تاريخ البلاد.

من جانبه قال الدكتور سامي عبد العزيز، العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن تناول شبكة بي بي سي للهجوم الإرهابي على مسجدي نيوزيلندا وتعمدها عدم وصفه بالإرهابي ليس بجديد عليها خلال الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي أفقدها مصداقيتها التي كنا نعتقد أنها تعلو فوق ذلك، ولا بد أن تبحثوا عن من يمول، وتذكروا أسئلة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة «من يمول، ومن يدرب، ومن يدعم؟!».

وأضاف: الأمر لا يقف عند حدود الدعم المادي، أو التدريب الميداني، ولكن الدعم يبدأ من المحطات والصحف التي فقدت كل المهنية، وأتصور أنها الخاسر الأكبر، خاصة أن الكاميرا لم تعد تكذب، إن الإرهابي وثق جريمته بنفسه، فحينها تكون الحقيقة دامغة ويتم التلاعب بالألفاظ، والالتفاف حول الحقيقة، فنحن أمام مؤسسة إعلامية فقدت المهنية والموضوعية.

ووجه عبدالعزيز رسالة إلى بي بي سي قائلا: "عودي إلى صوابك، فالمشاهد بحكم تعدد مصادر الأخبار وتنوعها بات قادرًا على الفرز، ومن ثم كما كنا نتوهم صاحبة المصداقية".

من جهته، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام بجامعة القاهرة، إن تجاهل شبكة بي بي سي لوصف مجزرة نيوزيلندا والذي استهدف مسجدين بالحادث الإرهابي العنصري يؤكد عدم المهنية في تعاطيها مع الحادث الذي أحزن العالم أجمع، وأن تغطيتها تتصف بالتحيز والافتقار للدقة، موضحا أنه عندما يأتي ذلك من مؤسسة عريقة كـ«بي بي سي» كان الجميع يثق فيها، فإننا أمام كثير من علامات الاستفهام التي تستلزم الكشف والفضح.

وتساءل: "كيف بي بي سي لا ترى الشواهد التي تؤكد عنصرية الحادث وعمديته، من خلال الكلمات المكتوبة على سلاح الجريمة، وممارسات الإرهابي مرتكب القتل، وحرصه على نقلها على الهواء مباشرةً، وغيرها من العناصر الذي تؤكد أنه حادث مخطط له سلفًا، وليس بمحض الصدفة، فالإرهابي اختار يوم الجمعة داخل مسجد معروف أنه تجمع لجنسيات من عدة أقطار إسلامية، في وقت صلاة الجمعة، وبالتالي فكل عناصر الحادث الإرهابي مكتملة فيه. وأردف: "إن لم يكن هذا هو الإرهاب بعينه، فلتحدثنا بي بي سي عن مفهومها للحوادث الإرهابية".

وأضاف: "آن الآوان لبي بي سي أن تلتزم بالمهنية، وتبتعد عن التحيز، لأنها بذلك ستخسر الكثير من جمهورها عبر العالم، وستفقد ثقته فيها، ولا بد أن تصف الأحداث بأوصافها الحقيقية والمناسبة".

"نقلا عن العدد الورقي...".
الجريدة الرسمية