رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية «هدى» بطلة الجمهورية في رفع الأثقال لذوي الاحتياجات الخاصة

فيتو

هدى أحمد محمد (28 سنة)، مقيمة طنبول التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، حصلت على ليسانس آداب عام 2011، عاشقة للرياضة منذ نعومة أظفارها، وترددت على العديد من الأندية وكلية التربية الرياضية لممارسة الرياضات التي تناسب ذوي الإعاقة، وكانت طموحاتها وأحلامها استغلال قدراتها للوصول للبطولات.

والتقت "فيتو" هدى الحاصلة على بطولة الجمهورية في رفع الأثقال لذوي الاحتياجات الخاصة، التي قالت: "بدأت مسيرتي الرياضية خلال أسبوع شباب الجامعات، الذي كان الشرارة الأولى حينما كنت طالبة بالفرقة الرابعة في كلية الآداب في بورسعيد، حيث تلقيت اتصالا من كلية التربية الرياضية يفيد بإمكانية مشاركتي لاحتياجهم المشاركة في الأسبوع بـ4 من ذوي الإعاقة (فتاتين وشابين)، ووقتها لم أكن حددت اللعبة التي سأشارك فيها، واخترت رفع الأثقال، وحصلت على المركز الثاني، ولم أكن أعلم كيفية لعب تلك الرياضة، ولكن كان لدي عزيمة وإصرار، واكتسبت مهارات اللعبة في ساعات معدودة".

وأضافت هدى: "أثناء مشاركتي بأسبوع الجامعات علمت بوجود نادي اتحاد الشرطة لذوي الإعاقة، وكانت هي البداية، حيث دخلت بطولة الجمهورية مركز أول، وبطولة كأس مصر، وحصدت المركز الأول بأرقام جيدة، وحصلت على برنامج من النادي لتطبيقه، ولكن لم أجد مدربا يساندني، وأغلقوا الأبواب في وجهي، حتى التقيت الكابتن محمد الغمري، وهو أول من وقف بجواري، واقتنع بي، وأكد لى أني سأصل لهدفي، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكأس مصر مركز أول، وتركت رفع الأثقال منذ عام ونصف العام، لعدم ملاءمة الملابس الخاصة بها".

وتابعت: "بحثت عن لعبة أخرى وهي رمي القرص واشتريت الأدوات ولم أجد ناديا يقف بجوار ذوى الاحتياجات الخاصة، وهناك نادي طلب مني أن أكوّن فريقا لممارسة اللعبة، وعانيت وجمّعت فريقا بالفعل، ولم أجد مدربا يعطيني الاهتمام، على الرغم من شرائي الأدوات، وتمرّنت على مدار 4 سنوات، وحققت مركز أول جمهورية، ودخلت منتخب مصر، وشاركت ببطولة تونس. والمنصورة لا يوجد بها أي شيء يخص ذوي الاحتياجات الخاصة".

وقالت: "عدت من تونس لكني لم أوفق، وبعد 4 سنوات من رمي القرص، لم أجد نفسي في اللعبة، ووجدت في الأولمبياد لعبة دفع الكرسي المتحرك، ولم أجد فتيات تمارسها لاحتياجها لعجلة خاصة وتنافست مع الشباب". مشيرة إلى تقديم نادي الحوار كافة الدعم والمساعدات لها وفتحوا لها أبوب النادي لتحقيق حلمها.

وأضافت "هدى": "ولدت ولادة طبيعية دون إعاقة وفى سن الـ8 أشهر تلقيت تطعيما فاسدا تسبب في إصابتي بشلل رباعي، ووالداي عانيا معي كثيرا، وكنت أتمرن بالمنصورة، وأكد لي المدرب على تمريني داخل الصالة، وفوجئت بأحد الأشخاص يمنعني، واعتقدت في البداية أنه يمزح إلا أنه بدأ في الجهير بصوته، (أنت ليس لك مكان بيننا، ليس لك مكان للتمرين هنا، لكم مكان لذوي الاحتياجات الخاصة ولكم أموال خاصة بكم)، وقتها شعرت بالإهانة وبأني متسولة، فأجبته لا أحتاج إلى أموال أرغب أن أتمرن فقط ولى هدف وحلم أرغب في تحقيقه".

ووجهت هدى رسالة لذوى الاعاقة قائلة: "لدينا إرادة قوية تفوق إرادة الإنسان العادي لا وجود لكلمة إعاقة بل الإعاقة إعاقة العقل"، مشيرة إلى مساندة والديها لها كثيرا، مؤكدة أنها لن تخذلهما.

وتابعت: "طلبت العام الماضي 2018 الالتحاق والتمرن بنادي الإسكندرية، وتبناني نادي الحوار ورفع عني مشقة السفر اليومية لتحقيق حلمي، وكنت أحتاج لمدرب، وتبنى تدريبي الدكتور أحمد عبد الستار أستاذ مساعد بكلية تربية رياضية جامعة المنصورة، ويعاونني على تحقيق حلمى".

وقال الدكتور محمد عبد الستار أستاذ مساعد بكلية التربية الرياضية جامعة المنصورة قسم تدريب رياضي، مدرب هدى: "حققنا البطولة في 800 متر و1500 متر كراسى متحركة".

وأضاف: "بداية تعرفي على هدى أنني رأيتها في التراك أكثر من مرة ووجدتها تمارس التمرين بمفردها دون مدرب، وفي وقت منعت من التمرين بحجة عدم ملاءمة العجلة الخاصة بها للتراك، ومنذ 3 أشهر بدأ التعارف على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تزامنا مع بحثها عن مدرب يساعدها لتحقيق حلمها وانشغلت عنها للحصول على ترقيتي، ثم تقابلنا بعدها، تفاجأت بقوة غير عادية داخل التراك".

وتابع: "تم توفير دراجة سباقات من نادي الحوار لهدى وكانت أول خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق حلمها، وقررت وقتها أن أكون مدربها... يداها فيهما قوة وتحمل كبيرة، لم أكن أتخيلها. في فترة قصيرة قرابة الشهر، هدى كسرت رقمها مرتين.. تتمرن باجتهاد 6 أيام في الأسبوع بين التراك والجيم".

وأضاف "عبدالستار": "نعمل للوصول بهدى لأعلى الدرجا،ت ويتابع تغذيتها وبرنامجها الغذائي الدكتور أيمن شحاتة، كما أنشأنا حولها منظومة رياضية علمية لنعوضها السنوات التي فاتتها، والاستجابة منها كبيرة، وهي فعلا موهوبة".

وقال: "اللعبة التي تمارسها هدى ليست سهلة، وتنافس شبابا، وتحتاج اللعبة إلى إمكانيات ومتطلبات كثيرة وعالية لتحقيق بطولة دولية، فالدراجة تحتاج إلى التفصيل على جسم اللاعب ومعدن الدراجة يتجاوز سعره الـ 100 ألف جنيه والمعوقات المادية هي العقبة الأولى للحصول على مستوى دولى، والبوش ريم الخاص بالدراجة مستهلك على فترات ويستورد من كندا".

وأضاف: "حصلنا على وعد من مدرب منتخب مصر الكابتن محمد عبد الرءوف بعد رؤيته لهدى في البطولة البارلمبية بضمها للمنتخب لو كسرت أرقام الثامن والسابع دوليا، وأثق فيها لو تم توفير متطلبات اللعب كدراجة مخصصة، وجوانتي خاص باللعبة، وهى قامت بشرائه على نفقتها الخاصة سعره 7 آلاف جنيه، وهو مستهلك، ويحتاج إلى التغيير باستمرار، فلو توافرت الإمكانيات ستحصل على أرقام قياسية".

وقال "عبدالستار": "النادي مهتم بـ(هدى) واستجاب بسرعة للتعامل معها الدكتور هيثم حسني، وإيهاب فودة. تواصلا معي لإدخالها في منظومة رياضية وعلمية.. النادي ينظر لهدى على أنها بطلة طموحة، ولديها إصرار، وتتمتع بمقومات بنية جيدة، نتيجة تعاملها في ألعاب سابقة، وفي حالة دعم الاتحاد لهدى سيكون حافزا نفسيا لتحقيق أرقام أعلى".

وأضاف: "هدى مثل أي بنت أيا كان نوع الإعاقة بها.. على الجميع النزول والتمرين ولو توافرت مقومات التميز لا تفكروا. وشاركوا في البطولات.. نحتاج إلى تجهيزات كبيرة لحركة ذوى الإعاقة.. لا نريد أن نكون وحدنا في التراك. شاركوا هدى في التمرين. ولا تترددوا في ممارسة الرياضة".

وطالبت هدى المسئولين بتوفير أماكن لتدريب ذوى الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أنها عانت في الوصول إلى مكان للتمرين والبحث عن مدرب يرعاها. وناشدت وزيري الشباب والرياضة والتعليم العالي بتوفير متطلبات ذوى الإعاقة وتوفير مدربين مؤهلين علميا للتعامل معهم.

Advertisements
الجريدة الرسمية