رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتلال الإسرائيلي وراء توتر الأزمة بين الهند وباكستان

فيتو

حالة من التوتر تشهدها الحدود الباكستانية الهندية تحديدًا في الإقليم المتنازع عليه كشمير، وذلك منذ وقوع هجوم نفذه باكستانيون في الجزء الخاضع للهند في كشمير 14 فبراير الماضي، الذي أودى بحياة العشرات من عناصر الشرطة الهندية، لترد الهند بقصف جوي على باكستان ينتج عنه أسر طيار هندي، اللافت أن باكستان أظهرت بادرة حسن نية، محاولة التوصل للسلام مع الهند بإعلانها أنها ستطلق اليوم الجمعة سراح الطيار الهندي، لكن الهند في الوقت ذاته ترفض أي نوع من أنواع السلام مع باكستان، وهنا تبرز اليد الخفية لإسرائيل التي تؤجج أي فتنة في أي بقعة من بقاع العالم.


بيع الأسلحة الإسرائيلية
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة، لماذا إسرائيل؟ والإجابة عليه هو أن دولة الاحتلال المستفيد الأكبر من أي صراع العالم، وخاصة أنها تجني أموالا ضخمة تضخ في خزانة دولة الاحتلال نتيجة بيع الأسلحة الإسرائيلية في مناطق الصراع.

وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الهندية لوسائل الإعلام أن نيودلهي استخدمت قنابل إسرائيلية الصنع في غاراتها الجوية على باكستان المجاورة الثلاثاء الماضي، كما تم التأكيد على أن خمس مقاتلات من طراز "ميراج 2000" تابعة لسلاح الجو الهندي قصفت معسكرا لتنظيم "جيش محمـد" في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني بقذائف Spice-2000 إسرائيلية الصنع، علمًا أن هذه القذائف الإسرائيلية المتطورة تضرب الأهداف استنادا إلى نظام تحديد المواقع GPS، وكذلك تضم تكنولوجيا تمنع العدو من تشويه الإحداثيات وحرفها عن مسارها.

الهند كانت تخطط لاستهداف المعسكر دون دخول المجال الجوي الباكستاني، لأن هذه القذائف التي يبلغ وزن كل منها طنا واحدا قادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 100 كيلو متر، إلا أن الرياح الغربية القوية منعت المقاتلات الهندية من تطبيق هذه الخطة، ودخلت الطائرات المجال الباكستاني لعدة دقائق ووجهت الضربات ثم عادت بسلام إلى أجواء بلادها، على الرغم من محاولة مقاتلتين باكستانيتين اعتراضها، وأسقطت باكستان مقاتلتين هنديتين في المعركة الجوية، بينما قالت الهند إنها أسقطت مقاتلة باكستانية، وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود كوريشي، إن الغارة الجوية التي حدثت تؤكد حق باكستان في الدفاع عن نفسها.

التآمر على باكستان
وإسرائيل تعد المصدر الرئيسي لتصدير الأسلحة للجيش الهندي، وتقدر صفقات الأسلحة بين البلدين في السنوات الأخيرة بمليارات الدولارات، فيما شهدت السنوات الأخيرة تدريبات مشتركة بين الجيشين، وقام كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين بزيارات متبادلة.

وذكر الإعلام الإسرائيلي أن هناك قفزة في حجم الصادرات العسكرية العام الماضي بلغت 40% بفضل صفقات تم التوقيع عليها مع الهند، ومن ذلك تزويدها بصواريخ "باراك 8" وصفقات أخرى مع نيودلهي تجاوزت قيمتها 3 مليارات دولار، هذا كله دار على خلفية زيارات هندية إسرائيلية متبادلة، حيث زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تل أبيب في يوليو 2017، كأول رئيس وزراء هندي يقدم على هذه الخطوة، وهو ما أثار مخاوف إسلام آباد وقتها، الأمر الذي انعكس عبر تصريحات آصف كرماني المستشار الخاص لرئيس وزراء باكستان، حين ذكر أن إسرائيل والهند شاركتا منذ فترة طويلة في التسبب باضطرابات في باكستان، معربًا عن اعتقاده أن زيارة مودي لإسرائيل وتوقيع اتفاقات دفاعية يجب أن يثير قلقنا، لابد أنهما يتآمران ضد باكستان.

دعم إسرائيلي بالانتخابات
كل هذا يجري وفي الخلفية يستعد الرئيس الهندي نارديرا مودي للانتخابات المقرر لها في السابع من أبريل المقبل؛ لذلك كل خطوة يقوم بها مع باكستان محسوبة عليه وسيكون لها نتائجها في الانتخابات المقبلة، لذا لن يجد الرئيس الهندي أفضل من إسرائيل كحليف يدعمه سواء في الأزمة الحالية مع باكستان أو حتى في الانتخابات المقبلة المرتبطة بالتوتر مع باكستان أيضًا، ومع أن المحللين السياسيين يرون لدى حزب مودي الفرص الأكبر في الفوز بالانتخابات، إلا أن المنافسة ستكون شديدة، لذا يحق لمودي أن يخطئ، لأن ثمن الخطأ سيكون باهظا ويعقد الوضع، من ناحية أخرى وجود الأسلحة النووية لدى الهند وباكستان، علما بأن الإدارة المدنية في باكستان لا سلطة لها على الأسلحة النووية وحواملها، فهي محصورة في باكستان بأيدي العسكريين، وإذا خسروا بالأسلحة التقليدية، فإنهم من دون أي تردد يستخدمون الأسلحة النووية، بخلاف الهند.

ويشار إلى أن كشمير شكلت دومَا موضع خلاف بين كل من باكستان والهند حتى قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، وبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الاستقلال الهندي، كان لدى كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان، واختار وقتها حاكمها هاري سينج الهند، فاندلعت الحرب عام 1947 واستمرت مدة عامين، وبدأت حرب أخرى في عام 1965، في حين خاضت الهند صراعًا قصيرًا، لكن مريرًا مع قوات مدعومة من باكستان في عام 1999، وفي تلك الفترة أعلنت كل من الهند وباكستان أنهما قوتان نوويتان.
الجريدة الرسمية