رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنا والسرطان!


عرفت أنني أصبت بمرض السرطان عبر مكالمة تليفونية مع الصديق الدكتور "محمد شرف"، الذي أبلغنى نتيجة التحليل لعينة من الورم اكتشفتها مصادفة في المثانة، وقد بذل بالطبع جهدا كبيرا للتخفيف من تأثير سماعي ذلك الخبر الصادم، بمحاولة التهوين من قسوة العلاج. وأحمد الله أنه منحني ثباتا نفسيا وأنا أسمع هذا الخبر السيئ حتى أنني أخبرت ابني "شهدي" فورا بالأمر بنفسي، وبدأت فورا التأهب نفسيا لتقبل قسوة العلاج من هذا المرض اللعين.


وأحمد الله أيضا أنني لم أشعر بالقلق، ومارست حياتي بعد سماعي هذا الخبر الصادم بشكل طبيعي، ولم أتوقف عن الكتابة، بل إنني عزمت على إجراء الجراحة الدقيقة والكبيرة وحرصت على أن أكتب سلسلة من المقالات لتنشرها "فيتو" خلال الفترة التي تعذر على فيها الكتابة بعد إجراء هذه الجراحة.

وها أنا أعود إلى الكتابة مجددا، ومن داخل المستشفى "الجوي التخصصي" أحد الصروح الناجحة لقواتنا المسلحة، فلقد ظلت كلمات للأخ الكبير أستاذنا "مكرم محمد أحمد" ترن في أذني، والتي يقول فيها لي: "لا أقول لك لا تقلق، ولكن اقلق فقط بالقدر الذي يحفزك على الإسراع بالعلاج وتحمل آلامه". 

ولعل هذا سبب إصراره على مصاحبتي إلى المنصورة للقاء عالمنا الدكتور "محمد غنيم" لسماع رأيه ومشورته، وأيضًا لإقناعي بقبول الحل الجراحي، والذي حظيت أن تم بيد جراحنا العظيم دكتور "حسن أبو العينين" صاحب المكانة العلمية الدولية، وأيضًا صاحب الشخصية البسيطة المتواضعة، والذي ما زال يحتفظ بالكثير من قيمنا الجميلة والطيبة التي نتطلع أن تسود مجتمعنا.

ولعل ما حظيت به من مساندة ضخمة ودعم كبير من الأصدقاء كان سببا لعدم السقوط في براثن القلق، والاحتفاظ بما من الله به على من تماسك. لقد أذهلني هذا الدعم الذي غمرني به الأصدقاء، والذي كان حقيقيا وقويًّا وفاعلا، وكم كان مؤثرا جدا بالنسبة لي أن ألقى اهتماما كبيرا ممن يعانون ذات المرض، مثلما لقيت من الزميل العزيز "ياسر رزق"، ولعل هذا يُبين لنا أن تضامننا ضروري لكسب معاركنا خاصة الضارية.
Advertisements
الجريدة الرسمية