رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمود السعدني يكتب: عودة الروح بوابة دخولي ساحة الفن

محمود السعدني
محمود السعدني

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الصحفى الساخر محمود السعدنى مقالا قال فيه:

عندما جلست إلى توفيق الحكيم في مكتبه بدار الكتب أدركت أن شيئا ما قد حدث.. لكن لم أستطع إدراك هذا الشيء.


فقد اعتذر لى توفيق الحكيم بأنه لم يقرأ قصص المجموعة الثانية، وطلب منى أن أمهله حتى شهر رمضان حيث الوقت متسع للقراءة والكتابة.

وافقته بالطبع لكني لم انقطع عن زيارته حتى جاء شهر رمضان، ومضى رمضان.. وبعد ثلاثة أشهر أدركت أن الحكيم لن يكتب مقدمة مجموعتى القصصية، وحزنت بشدة لأنى كنت في صباي أحب طه حسين، لكن أوصانى طبيب شاب بأن اقرأ توفيق الحكيم لأني سأجد بين السطور مصر، وسأشم رائحة الأرض الطيبة ممزوجة برائحة الحبر الذي كتبت به الكلمات.

وقرأت "عودة الروح" في البداية لكنها لم تهزنى، لكن عندما قرأت يوميات نائب في الأرياف انتابتني حالة غريبة من القلق والامتاع الفنى الذي عمر كيانى كله، رحت بعدها التهم توفيق الحكيم كمفجوع وجد نفسه فجأة على مائدة عامرة بأطيب الطعام والشراب.
وبذلك كان توفيق الحكيم هو البوابة التي دخلت منها إلى ساحة الفن المصرى العظيم، وهى التي قادتني إلى هذا النفر العظيم من الفنانين المصريين المازنى وزكى مبارك وبيرم التونسى والعقاد.

لكن لماذا اعتذر الحكيم عن كتابة مقدمة مجموعتى، لذلك قصة وهي أن بعض الشبان ذهبوا إلى الحكيم وعاتبوه على اختيار مجموعتى لكتابة مقدمة لها، وبعدها فهم الحكيم أنه لا يجب أن يقحم نفسه في مهاترات من أي نوع، وقد واجهت هؤلاء الشبان بعد ذلك واعتذر بعضهم لى.

على أية حال طبعت المجموعة "جنة رضوان" في الكتاب الذهبى، حيث طلب منى الأديب يوسف السباعى أن أسلم أصول المجموعة إلى إحسان عبد القدوس الذي كانت صلتي به مجرد صلة قارئ بكاتب قصة، وصلة زميل صغير بزميل أكبر.

لكني اكتشفت عند لقائي به أنه قرأ مجموعتي الأولى (السماء السوداء)، وأنه معجب بها على نحو ما، ولم أكن أنا أدرك حتى هذه اللحظة أن ما أكتبه يستحق اهتمام أحد من الكتاب والأدباء الكبار.
Advertisements
الجريدة الرسمية