رئيس التحرير
عصام كامل

العالم يحتفل بمكافحة ختان الإناث.. «الصحة» تطلق مبادرة للقضاء على العادة.. توزيع منشورا على المستشفيات بضرورة الإبلاغ عن حالات اشتباه بالختان.. و«الصحة العالمية» تؤكد: انتهاك لحقوق

 الدكتورة هالة زايد
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان

تحتفل دول العالم يوم 6 فبراير من كل عام باليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث لنبذ تلك العادة وتأكيد تجريم تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات.


مبادرة قومية
وتزامنا مع اليوم العالمي أعلنت وزارة الصحة إطلاق مبادرة جديدة لمكافحة الختان ومن المقرر أن يحتفل المجلس القومى للسكان غدا الأربعاء بذلك اليوم تحت عنوان جهود واحدة للحد من ختان الإناث في مصر، وذلك برعاية الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان.

وينظم الاحتفال المجلس القومي للسكان والمجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وقوة العمل المناهضة لختان الإناث.

وكشف الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان، عن وجود منشور موزع على كل المستشفيات بجميع المحافظات بالتوعية بتجريم ختان الإناث للقضاء على هذه الجريمة نهائيًا وتفعيل القانون، مشيرا إلى أن من خلاله تم التنبيه على كل العاملين بالبرامج والمنشآت الصحية بشكل رسمي بنص القانون 78 لسنة 2016، والذي غلظ العقوبات على جرائم ختان الإناث وتشديد الرقابة لمنع إجرائها داخل المنشآت الطبية.

وشدد حسن على ضرورة التوعية بكل ما يتعلق بالآثار السلبية الناتجة عن ذلك الإجراء في جميع مناهج البرامج التدريبية التي تستهدف الأطباء والتمريض والمثقفين الصحيين والرائدات الريفيات العاملين بجميع المنشأت الصحية وكذلك في مناهج ومعاهد ومدارس التمريض وتدريبهم.

وأكد مقرر المجلس القومي للسكان ضرورة وجود رسائل إعلامية متعلقة بختان البنات، مشددا على أن جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والقطاع الخاص والأهلي ملتزمة بإبلاغ أقسام الشرطة في حالات الاشتباه في ختان الإناث التي تستقبلها أقسام الطوارئ مصحوبة بمضاعفات ومراعاة استيفاء البيانات الخاصة بالضحية.

وأشار إلى متابعة نتائج الكشف الطبي في سجل المرضى بدقة كتابية مع كتابة تقرير طبي واف وطبقًا للقواعد التي يقرها الطب الشرعى لضمان الحفاظ على الحقوق البنات وسلامة الإجراءات القانونية ضد المشاركين في هذه الجرائم.

الإستراتيجية الوطنية
يذكر أن المجلس القومى للسكان يسعى من خلال احتفال هذا العام إلى التأكيد على استمرار العمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمناهضة ختــــــــان الإناث ( 2016 – 2020 ) والتي أعدها المجلس، كما أنه يتم تنسيق كل الجهود الوطنية والدولية لتنفيذ أهداف الإستراتيجية.

يذكر أن الإستراتيجية الوطنية لمناهضة ختــــــــان الإناث تهدف إلى خفض معدلات ختان الإناث بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% وسط الأجيال الجديدة في الفئة العمرية من 10: 19 سنة على المستوى الوطنى، من خلال دعم مناخ سياسي واجتماعى وثقافى، لتمكين الأسرة المصرية من اتخاذ قرار بعدم ختان بناتهن.

كما تتضمن الإستراتيجية عددا من المحاور الأساسية، تتمثل في إنفاذ قانون تجريم ختان الإناث، وتفعيل القرارات الوزارية بشأنه وتغيير ثقافى اجتماعى داعم لحقوق الطفل والمرأة والأسرة، وتطوير نظم المعلومات ومتابعة وتقييم برامج تمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث.


العقوبة في مصر
وجدير بالذكر أن ختان الإناث في مصر أصبح جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات، وإذا أنتجت عاهة مستديمة أو وفاة الضحية عوقب مرتكبها بالسجن المشدد.

كما أصدر النائب العام كتابًا دوريًا إلى كافة أعضاء النيابة العامة في أواخر عام 2016، بشأن تشديد العقوبة المقررة لجرائم ختان الإناث، وأصبح هذا الكتاب مرجعًا لوكلاء النائب العام، في التحقيقات الخاصة بجرائم ختان الإناث، لتطبيق العقوبة المغلظة.

انتهاك لحقوق الفتيات
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم الإقرار دوليا بأنّ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يشكّل انتهاكًا لحقوق الفتيات والنساء الأساسية. وتعكس هذه الممارسة العميقة الجذور عدم المساواة بين الجنسين، وتشكّل شكلًا وخيمًا من أشكال التمييز ضد المرأة.

ويتم إجراؤها على قاصرات في جميع الحالات تقريبًا، وهي تشكّل بالتالي انتهاكًا لحقوق الطفل. كما تنتهك هذه الممارسة حقوق الفرد في الصحة والأمن والسلامة الجسدية والحق في السلامة من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والحق في العيش عندما تؤدي هذه الممارسة إلى الوفاة.

ويعد اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان ) هو يوم توعية عالمي في 6 فبراير من كل عام، تلك الفكرة التي أتت من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005 وتم الاحتفال لأول مرة في عام 2006 والهدف منه التوعية حول مدى خطورة ختان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.

ومن المقرر أن يستعرض الاحتفال باليوم العالمي لرفض ختان الإناث، ماهية البنية التشريعية لمناهضة ختان الإناث، وتطبيب ختان الاناث بين الجريمة وميثاق الشرف وعرض نتائج الدراسات التي نفذها المجلس الدولي للسكان حول تطبيب الختان وحملات التسويق الاجتماعي، كما يتم عمل معرض لبعض المطبوعات وللمنتجات اليدوية من المشاريع المنفذة في عدد من الجمعيات العاملة في مجال مناهضة ختان الإناث.
الجريدة الرسمية