رئيس التحرير
عصام كامل

وجيه الصقار يكتب: المعلمون.. عمال تراحيل!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لا يتخيل أي إنسان طبيعى ما تفعله وزارة التربية، بأشرف مهنة وأشرف شخصية وهو المعلم الذي يصنع مستقبل بلد، بعد إعلانها عن قبول طلبات التشغيل المؤقت لنحو 50 ألف معلم، لمدة لا تزيد على شهرين ونصف الشهر، للتشغيل على طريقة عمال التراحيل أو عمال اليومية ثم تلقيهم بالشارع!

ومن يرى ويسمع التصريحات النارية حول ضرورة التزام النزاهة في التعاقد مع المعلمين، ومنع الوساطات وغيرها من التصريحات الملتهبة على مدى شهر ونصف الشهر، لابد أن يقول: إن هذا العمل فرصة ذهبية لن تعوض، مع أنه صورة مؤلمة لهؤلاء الشباب وغياب عن حفظ ماء الوجه، فماذا يشعر شاب يجد نفسه على الهامش، جاء لعمل بلا مستقبل، فلا نجد من الوزارة كل يوم سوى الكلام عن ثورة التعليم والإنجازات غير المسبوقة في "المكلمة" التي تصدعنا يوميا بلا فائدة، فهذا العجز في المعلمين استمر من النصف الأول للعام الدراسى، أي أن فصولا كاملة لم تحصل على دراسات في معظم المواد بسبب نقص المعلمين، ومع ذلك أدى الطلاب الامتحانات ونجحوا بسلامة الله وبركة الوزارة المعجزة ورائد ثورة التعليم، والذي نصب نفسه وزيرا لأولى ثانوى. 

إن معنى استخدام شباب المعلمين لفترة مؤقتة هو إهانة لهم لا تغتفر، بعد العلم والجهد والانتظار المميت، يجد الشاب نفسه بلا ثمن أو قيمة في نظر القائمين على تخصصه، فالعامل في الشارع قد يعمل عاما أو أكثر، أما هذا المعلم فلا مكانة له أمام المجال الذي تخصص فيه، ويعيش في وهم العمل الذي لن يأتي مع وزير يتجاهل كليات التربية المصرية وبالتالى خريجيها، فالامتهان يمتد حتى للمعلمين بعد وقف العلاوات التشجيعية منذ عامين، والتي لا تزيد على ستة جنيهات، بينما استمرت للعمال والإداريين بواقع 5% بما يصل حده الأدنى لنحو 55 جنيها للعامل في الدرجة الرابعة، بل وتصميم الوزارة على تثبيت الحافز والعلاوات للمعلمين منذ عام 2014 دون خلق الله!

وعندما طالبوا الوزير بحقوقهم هذا العام قال: إن المعلمين يبتزونى، وعندما نقرأ هيكل أجور المعلمين الهزيلة تتضح مأساة المعلمين فتحدد 1450 جنيها للمعلم، و1715 للمعلم الأول، و1880 للمعلم "أ" و2450 للمعلم الخبير، و3209 لكبير المعلمين، وهو في الطريق للمعاش، وما أدراك ما المعاش، لذلك لا نتعجب من أن كثيرا من المعلمين يعملون سائقى "توك توك" أو عمالا بالمقاهى وغيرها من الأعمال التي لا تناسب قدسية المهنة، حتى أصبحت لدى الكثيرين منهم قناعة بأن الوزير "عدو المعلمين"، فالمعلم في عهده يعيش تحت الصفر، ثم تكمل متحدثة الوزارة بأن المعلمين من أسباب مشكلة التعليم !!
الجريدة الرسمية