رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى أمين يكتب: من الذين منعوا صوت «ثومة»؟

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في كتابه (أفكار ممنوعة) الذي صدر عام 1984 كتب مصطفى أمين مقالا قال فيه: الناس تتساءل ما هي الجريمة التي ارتكبتها أم كلثوم حتى تمنع أغانيها من الإذاعة والتليفزيون؟


يتساءلون هل هناك عصابات من المافيا في الإذاعة والتليفزيون تفرض إتاوات على المطربين والمطربات، وأنه عندما تأخرت أم كلثوم في دفع الإتاوة بدون سبب وجيه تقرر مصادرة أغانيها عقابا لها، ولتكون أمثولة لغيرها من المطربات الناشئات.

الناس في ذهول.. أن أغانى أم كلثوم الكبيرة وأحلى تسجيلاتها تذاع بالساعات في جميع محطات الإذاعة الناطقة بالعربية ما عدا إذاعة مصر وتليفزيون مصر.

هل المافيا تريد أن تصرف الناس عن سماع محطة إذاعة القاهرة ليسمعوا المحطات الأخرى التي تشتم مصر وتؤلف الأكاذيب عنها وتبث السموم ضدها.

وهل لدى التليفزيون والإذاعة سياسة مرسومة للعمل على انحطاط الذوق الفنى، وبذلك منعت إذاعة أغاني أم كلثوم حتى تستمر في إذاعة أغانى الصراصير.

لم يكن أحد يستطيع أن يفعل هذا مع أم كلثوم وهى على قيد الحياة، والذين يحاولون إسكات صوتها اليوم يجهلون أن العباقرة لا يموتون، وإنما يموت كل من يحاول أن يخمد أصواتهم.

إننا نسمع أن أحسن أشرطة أم كلثوم اختفت، أو تسربت إلى الخارج، أو مسحت، وهى ثروة قومية ملك مصر، وهى صوت مصر الذي اجتمع حوله كل العرب، وهى الشيء الوحيد الذي اجتمعت عليه كلمة العرب من الخليج إلى المحيط.

يجب أن نحافظ على أم كلثوم كما نحافظ على أهرامات الجيزة، وإلا فسوف نفاجأ أنه تكونت مافيا في مصلحة الآثار وهدمت الهرم الأكبر بحجة أن خوفو لم يدفع إتاوة أسوة بخفرع ومنقرع، أو نفاجأ ذات يوم أن الأهرامات الثلاثة انتهت إلى موزمبيق، واعتذرت إدارة المرور بأن الأهرامات تزحم الطريق.
Advertisements
الجريدة الرسمية