رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور حسين مؤنس يكتب: اللعنات السبع

فيتو

قد تختلف مقاييس الأخلاق من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ونحن اليوم ننكر الرعونة والتهور والبطش، لكنها كانت في عصور البداوة والفروسية فضائل يزهو أصحابها بها، ويرون أنها من معايير الرجولة.


وكما كتب الكاتب الدكتور حسين مؤنس في مجلة المصور عام 1957، وقال: "هناك سبع أخطاء تمثل سبع صفات أو سبع لعنات نقع فيها نحن المواطنين، فنحن مثلا ننكر البخل ونعتبره رأس النقائص، بينما في إسكتلندا يعتبرونه فضيلة كبرى ورجولة عظيمة، لكن هناك صفات أجمع الناس على إنكارها في كل زمان ومكان، وهي الحسد والغرور والغضب والنهم "الجشع" البخل، الكسل والإسراف في الترف".

أول هذه الخصال الحسد: وهي صفة في صميمها كراهية متأصلة في النفس لكل من يصيبهم الخير، فالحسود توجعه بسمة الرضا التي يراها على وجوه الآخرين، بالرغم من أن الحسود قد يكون من أصحاب النعمة لكنه يرضاها لنفسه ويكرهها لغيره.
ثاني الخصال الغرور: وهو آفة الفضائل، الناس في حسابه هباء في فضاء، ينظر إلى الناس في كبرياء، وقد يكون المغرور على فضل، لكن غروره يحول بينه وبين تقديره للآخرين.
ثالث الخصال الغضب: وهو رذيلة لا يمتدحها إنسان، والغضب خطر لأنه لون من ألوان الجنون يجعلك لا تطمئن إليه، يثور لأتفه الأسباب، وإذا ثار يعصف بكل ما في طريقه.
رابع الخصال النهم: وهو إذا أكل نفر منه الناس ومن أسلوبه في الأكل، وزهد الناس في الطعام، يأكل بالأصابع الخمسة، ويملأ فمه ويزيد في عنف وقلة صبر، ويصيب من حوله برشاش الطعام.
خامس الخصال الجشع: شخص لا يقنع ولا يرضى بشيء، تعطيه عشرة يطلب عشرين، ولا تظهر عليه النعمة أبدا؛ لأن جشعه يجعله دائما في مراتب الفقراء وإن كان من الأغنياء، وجشعه ينسيه الناس وينسيه الخير في الدنيا.
سادس الخصال البخل: يراه العرب قديما رأس كل رذيلة، هو في أساسه خسة وذلة، يرضى بالخسيس من الطعام وهو قادر، ينفر من ثوب طيب يظفر به بين الناس، يستكثر على نفسه الخير ويظل عمره كله في حاجة وفقر وهوان.
سابع الخصال الكسل: الكسول رجل هين على نفسه، قليل الإحساس بها، إنه لا يأنف أن يأكل دون جهد، ويستريح دون تعب ويعيش على كد الآخرين.
إنه أشبه بحشرة أو جرثومة طفيلية تعيش على دم غيرها دون استحياء، وهو يتمطي ويتثاءب ولا ينهض ليعمل، في بعض بلاد أوروبا يرون الكسل نقمة من الله، فالكسول ميت يعد في عداد الحياة، يريد أن يقدم له كل شيء في طبق من ذهب.
الجريدة الرسمية