رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فيروز تكتب: الاستوديو مدرستي المفضلة

فيروز
فيروز

في مجلة الكواكب العدد 35 من عام 1951 كتبت النجمة المصرية فيروز "رحلت في مثل هذا اليوم عام 2016"، مقالا قالت فيه:
نعم، إن الاستوديو الذي أقضي فيه أيامي أثناء تمثيل أفلامي هو مدرستي المفضلة التي أتلقى فيها علوما لا تتوفر لي في مدرسة أخرى.

إن كل شيء يهمني معرفته في هذه الحياة يمكنني أن أعرفه في أثناء وجودي بالاستوديو، أرى فيه كل يوما لونا من ألوان الحياة، وأتلقى فيه كل ساعة مفاجأة سارة تسعدني وتدخل البهجة على نفسى.

والواقع أن الساعات التي أقضيها في الاستوديو هي ساعات مرح وسرور، فليس هناك ضجر ولا ملل ولا تعب من العمل ولا تذمر، بل بهجة في كل شيء، وأعتبر فيها العمل لعبة وتسلية.

وأنا واثقة أنه لا يوجد في العالم مكان عظيم مثل الاستوديو، ففيه يعلمني المخرج كيف أفهم الحياة وكيف يجب علي أن اقتدى بالناس على اختلاف مشاربهم.

أليست الروايات التي نمثلها مقتطعة من الحياة نفسها، ولذا أعتبر كل دور يرشدني المخرج إلى كيفية تمثيله درسًا لي قد استفيد منه في حياتي الخاصة.

والماكيير يفيدني أيضا، وأنا أرقبه أثناء عمل ماكياجي، وأخذ منه درسا كيف يهيئ الإنسان نفسه لكل حالة من حالات الحياة، ويلبس لكل حالة لبوس.

لذلك تجدونني أضع أنفي في كل شيء بالاستوديو لكي أتعلم منه شيئا يفيدني، فمثلا تعلمت من مهندس الديكور والنجارين كيف تصنع المناظر وتوضع الأثاثات فيها، وكثيرا ما كنت أساعدهم في دق المسامير لمنظر من المناظر.

تعلمت من المصور كيف أدير آلة التصوير، وقد ساعدت المصور أكثر من مرة في رفع علبة الفيلم من الكاميرا وتركيب علبة فيلم جديدة، ومساعدته في فك آلات الكاميرا وتركيبها ثانية.

وهكذا لا أترك لحظة تمر بي في الاستوديو دون أن أتعلم فيها شيئا، وعندما أتعلم كل شيء سوف أشيد لنفسي ستوديو صغيرا أخرج بنفسي فيه أفلاما قصيرة لأعرضها على الناس، بل لعرضها على أهلي وأقاربي وأصدقائي في صالة خاصة لعرض الأفلام بالاستوديو الصغير.
Advertisements
الجريدة الرسمية