«اليهود في فنزويلا».. جالية تنتظر المنتصر لتدعمه
في ضوء التوتر الجاري في فنزويلا تشعر الجالية اليهودية هناك بالريبة والقلق لأنها لا تدري إلى أين ستذهب دفة الأمور، هل في صالح الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أم زعيم المعارضة، خوان جوايدو، المدعوم أمريكيًا وبالطبع إسرائيليًا لأن النهج الأمريكي والإسرائيلي يسيران في اتجاه واحد، لكن في الوقت نفسه لم يصدر أي إعلان رسمي من إسرائيل بشأن أي كفة سيرجح الوقوف إلى جوارها النظام أم المعارضة.
استقبال الإسرائيليين
الإعلام الإسرائيلي يقول إن الصراعات في فنزويلا والحياة الصعبة في البلاد تؤثر أيضا على الطائفة اليهودية الصغيرة التي تعيش هناك، في المقابل طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل الإعلان رسميًا عن دعمها للإجراءات الهادفة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وبالمقابل الإعلان عن دعم زعيم المعارضة، خوان جوايدو، ليكون رئيسا مؤقتا للبلاد، ويبدو أن دولة الاحتلال بدأت تسقبل الإسرائيليين في فلسطين المحتلة لحين استقرار الأوضاع في فنزويلا.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رصدت فرحة الإسرائيليين الذين نجحوا في مغادرة فنزويلا والسفر إلى إسرائيل، قائلة أن الجالية اليهودية في فنزويلا تعيش حالة رعب بسبب العنف والقتل واللصوص في الشوارع، مشيرة إلى أن فوق كل ذلك فنزويلا بلد يكافح من أجل الكهرباء ولديها مشكلات في الإنترنت، والأسوأ من ذلك الجوع.
مصير الجالية
ورغم ميول إسرائيل المعروفة والموالية لفكر الأمريكان أو التي بمعنى يمليها الإسرائيليون على الأمريكان ليظهروا أنهم أصحاب القرار، فإن الجهات الرسمية في دولة الاحتلال تلتزم الصمت حول ما يحصل في فنزويلا وذلك بسبب الخشية على مصير الجالية اليهودية الصغيرة التي تعيش فيها وتمر بفترة ليست سهلة تحت نظام مادورو اليساري الذي أعلن بأنه قطع علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعيم المعارضة الفنزويلية جوايدو كرئيس مؤقت.
الصحيفة أشارت إلى أن اليهود في فنزويلا يعيشون أجواء ليست سهلة بسبب كراهية نظام مادورو للكيان الصهيوني، الذي منذ صعوده إلى السلطة بات وضع الجالية يتفاقم على خلفية الفوضى والوضع الاقتصادي الصعب.
وأكدت الصحيفة أن الوكالة اليهودية ومنظمات يهودية أخرى تجري إتصالات مع الجالية اليهودية وتساعدها، مشيرة إلى أن إسرائيل تتابع التطورات وتخشى على مصير الجالية، فيما تجري إتصالات مع إدارة ترامب بخصوص الموضوع.
دعم إسرائيلي للانقلاب
والعلاقات بين فنزويلا وإسرائيل متدهورة منذ عام 2009، وخاصة في عهد الرئيس الفنزويلي السابق، هوجو تشافيز، وفي 2012 صوتت فنزويلا لصالح انضمام فلسطين بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، وحاول الاحتلال تحسين العلاقات في عهد مادور، وتم الإعلان في خطة العمل السنوية للعامين 2017 - 2018، الصادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن إسرائيل تطمح إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع أربع دول في أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها فنزويلا لكن الرئيس الفنزويلي بدا مخيبًا لآمال إسرائيل ولم يكن على هواها، لذا من الطبيعي أن يكون هناك رفض إسرائيلي له ودعم للانقلاب ضده، وبالتالي فمن الطبيعي أن تلعب الجالية اليهودية في فنزويلا دورًا كبيرًا في اشتعال الأجواء هناك.
دعم المنتصر
وتخشى إسرائيل في الوقت نفسه من الإعلان عن دعمها لزعيم المعارضة والخروج بشكل علني ضد الرئيس مادورو، وذلك خوفا من أن يقوم النظام الحالي بالتضييق على الجالية اليهودية في فنزويلا التي يبلغ عدد أفرادها 6000 شخص، وتعقد وزارة الخارجية الإسرائيلية اجتماعا في القدس لصياغة توصيات تقدم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيكون مطالبا باتخاذ القرار والحسم ما إذا كانت إسرائيل ستواصل الصمت وتعلن لاحقًا وقوفها إلى جانب العنصر المنتصر أو الانضمام إلى الغرب ودعم المعارضة في فنزويلا.
