رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فيلم «122».. «أوفر أكشن» أم خيال علمي؟!

فيتو

حالة من الإبهار حققها فيلم «122» كأول بطولة للنجم طارق لطفي، بمشاركة مجموعة متميزة من النجوم الشباب، خاصة وأن الفيلم يعد الأول في اعتماده على تقنية الـ 4DX بالإضافة إلى إطار الرعب والتشويق في الفيلم، كان لها عوامل الجذب والإبهار ما حقق نسبة من الإيرادات بعد 3 أسابيع من عرضه تجاوزت الـ 15 مليونا و275 ألف جنيه.


وحقق الفيلم في الأسبوع الثالث من عرضه إيرادات 2 مليون و436 ألف جنيه، ويوم السبت الموافق 5 يناير حقق إيرادات بلغت مليونا و256 ألفا و47 جنيهًا متفوقًا على كل الأفلام المنافسة بعد الإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده دار العرض عقب طرحه مباشرةً.

الإقبال الجماهيري والنجاح في شباك التذاكر كان بمثابة التكريم على التاريخ الفني للفنان طارق لطفي، الذي قدم عددا من الأدوار الفنية الرائعة على المستويين السينمائي والتليفزيوني والتي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، إلا أنه لم يحظ بدور البطولة إلا مؤخرًا على المستوى الدرامي مسلسل «بعد البداية»، الذي عرض على الشاشات الفضية في رمضان 2015، وفي العام الجاري كانت أول بطولة سينمائية من خلال فيلم «122»، ليثبت الفنان طارق لطفي أنه كفء بتحمل مسئولية عمل متكامل كبطل أول له.

مجموعة من السقطات تمكن المشاهد العادي معرفتها بمجرد الانتهاء من مشاهدة الفيلم دون الحاجة إلى تحليل فني أو نقدي للعمل.

رغم التقنيات العالية التي لجأ إليها صناع الفيلم ليتمكنوا من منافسة سينما هوليوود، فقد شعر المشاهد أن العمل ما هو إلا تقليد لما كانت تعرضه سينمات هوليوود منذ عشرات السنين في أفلام كانت توصف بأنها تجارية.

تقنية الـ 4DX
لا شك أنه يحسب لصناع الفيلم محاولاتهم في إدخال لون جديد من الرعب على الأفلام المصرية بعد أن كانت مقتصرة على «المرأة التي غلبت الشيطان، سفير جهنم، التعويذة، إنس وجن، والدساس»، وغيرها من الأفلام التي لم تخرج من نطاق رعب «الجن والعفاريت»، والتي لاقت قبولا رغم اعتماد أكثر على مجرد الخرافات والخزعبلات التي يرددها سكان القرى والنجوع في جلساتهم المسائية ولكنها تتفق مع ما تتقبله العقلية المصرية والعربية، ولكن الخطأ الذي وقع فيه صناع فيلم «122» أنهم قدموا فيلما هوليووديا بكافة التفاصيل لجمهور لا يستسيغ إلا الحبكة المصرية، وكأن صناع الفيلم أرادوا أن يجعلوا «أشهر محال الكشري تقدم وجبة من البيتزا الإيطالي أو الباستا».

قصة الفيلم
فيلم 122 تدور أحداثه في إطار اجتماعي عن قصة حب بين نصر (أحمد داوود) من الطبقة الشعبية (أمنية) فتاة من الصم والبكم (أمينة خليل)، تقودهما الظروف إلى الاشتراك في إحدى العمليات المشبوهة (تجارة مخدرات)، ولكنهما يصابان بحادث أليم ويتم نقلهما إلى المستشفى ليبدآ في مواجهة أسوأ كابوس في حياتهما، ويقضيان أوقات مفزعة بين جنبات هذا المستشفى الذي يعمل في الخفاء في تجارة الأعضاء.

ويضم فيلم 122 العديد من النجوم من بينهم طارق لطفي (دكتور نبيل)، أحمد داوود (نصر)، أمينة خليل (أمنية)، وأحمد الفيشاوي، بجانب محمد ممدوح (سائق سيارة الإسعاف) ومحمد لطفي (ضابط شرطة) كضيفي شرف، الفيلم من تأليف صلاح الجهيني، تصوير أحمد كردوس، وقام سيف عريبي بتأليف موسيقى الفيلم.

فلاش باك
الفيلم بدأ بنظام الفلاش باك (Flash Back)، بمشهد لأحمد داوود وهو يجري داخل طرقات المستشفى في محاولة للهرب من (طارق لطفي)، أحد الأطباء الذي يحاول قتله، وبعدها تبدأ تفاصيل الفيلم.

تفاصيل الشخصية
من سقطات العمل، المواجهة بين أحمد الفيشاوي وطارق لطفي، حينما علم الأول أن نصر، لا زال على قيد الحياة فيقرر (في صحوة ضمير) تهريبه دون سرقة أعضائه، الخطأ هنا التحول في شخصية أحمد الفيشاوي، الطبيب الذي يشترك في أكثر من عملية مشبوهة وغير أخلاقية بسرقة أعضاء ضحايا حوادث الطرق، ولكن غاب عن صناع العمل تقديم ولو نبذة من خلال مشهد أو إثنين على الأكثر لتكشف جوانب شخصية ذلك الطبيب، حتى يقدم للمشاهد حبكة درامية مقنعة لذلك التحول.

أوفر أكشن
إطار الأكشن والرعب في الفيلم لم يكن مقنعًا، فعلينا أن نعترف أن المشاهد المصري تحديدًا أكثر المشاهدين تفاعلًا مع أحداث العمل الفني وأبطاله ودائمًا ما يمني نفسه بالنهاية الوردية التي ترضيه وهي انتصار الخير على الشر، ولكن يجب أن يحدث هذا في إطار مقنع ومقبول لعقلية المشاهد.

جميع مشاهد المواجهة بين نصر ودكتور نبيل، لم تكن مقنعة، ففي نهاية كل مواجهة كان ينتهي المشهد بانتصار أحدهم على الآخر في شكل دموي يقنعك كمشاهد أنه انتهى بوفاة أحدهما، لتفاجئ في بداية المشهد التالي بظهورهما أحياء يتحركان بكامل لياقتهما البدنية وكأن شيئًا لم يكن.

حتى أن رغم الحالة النفسية والجسدية السيئة التي ألمت بـ«نصر» من جروح وكدمات نتيجة حادث السير الذي نقل على أثره للمستشفى، إلى عيار ناري يصيبه في كتفه، حينما يقوم دكتور نيل (طارق لطفي) بإشعال النيران في مدخل التكييف حيثما يختبئ نصر (أحمد داوود) ويحدث الانفجار ويسقط نصر من ارتفاع على ظهره وبعدها ينهض ويجري لاستكمال الفيلم.

الشر مكمل لاخر الفيلم
وفي أحد المشاهد تمكنت أمنية (أمينة خليل) من دكتور نبيل، بغرس مشرط جراحي في ساقه وبعدها ينهال عليه نصر، ويقوم بتهشيهم وجهه بواسطة قطعة خشبية لينتهي المشهد بوجه دكتور نبيل غارقًا في الدماء والقطعة الخشبية مغروسة فيه ليوحي لك بنهايته المتوقعة والوفاة، لتفاجئ في جو من الغموض وموسيقى «ساسبنس»، يفتح عينيه وينهض قائمًا وكأنه جرح وجهه بالخطأ أثناء «الحلاقة»، ليكمل باقي المشاهد واضعًا لاصقة طبية على جرح وجهه ويتحرك بكامل لياقته.

البطل لا يموت
وفي المشهد الأكثر «لا عقلانية»، حينما يتمكن نصر وأمنية من الهرب من المستشفى مستقلين سيارة دكتور نبيل، ليفاجئهما الأخير ويشتبك معهما ويوجه عيار ناري لـ«نصر» وينتهي المشهد به يخرج كمية من الدماء من فمه توحي بالوفاة والنهاية المنطقية لدى الجمهور، وبعدها يتمكن نبيل، بمشاعدة محمد ممدوح (سائق سيارة الإسعاف) من اللحاق بنصر وأمنية، ليعود نصر للحياة مرة أخرى ويتمكن من القضاء على سائق سيارة الإسعاف وبعدها يقتل نبيل، ويفوز بالأموال التي جمعها من أعماله المشبوهة وينتهى الفيلم بوفاة الجميع إلا نصر وأمنية.
Advertisements
الجريدة الرسمية