رئيس التحرير
عصام كامل

مستشار وزير الصحة لنظم المعلومات: تطبيق التتبع على 70 ألف صيدلية يمنع بيع الأدوية منتهية الصلاحية

فيتو




  •  تطبيق تتبع العبوات.. ثورة إصلاحية في سوق الدواء خلال 2019
  •  الشركات رحبت بالمنظومة بعد معرفة فوائدها وتوفر عليهم مبالغ تدفع في دراسات سوق الدواء
  •  أهم مؤشرات حملة 100 مليون صحة.. 10 ملايين مواطن مصابون بالسمنة
  •  رسائل موبايل لحث المواطنين على المشاركة بحملة 100 مليون صحة
  •  لدينا نظام إلكتروني قوي لتسجيل بيانات المواطنين في الثانية الواحدة
  •  تعميم ميكنة صرف ألبان الأطفال بالكوبون على كل المحافظات خلال 2019



ثورة في صناعة الدواء في مصر سوف تحدث خلال 2019، بتطبيق منظومة أكواد عبوات الدواء وتتبع الدواء، كما تعمل تلك المنظومة على إحكام الرقابة على سوق الدواء في مصر بحسب المهندس أيسم صلاح مستشار وزيرة الصحة لنظم المعلومات، حيث يعد نظم المعلومات داخل وزارة الصحة العمود الفقري لكل المشروعات التي تعتمد في المقام الأول على التكنولوجيا الحديثة، سواء في مبادرات للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية، أو مبادرة قوائم الانتظار، أو نظم ميكنة كل قطاعات الصحة.
 
"فيتو" التقت المهندس أيسم صلاح للتعرف على أهم المشروعات الجديدة لوزارة الصحة، ومزايا استخدام التكنولوجيا فيها، وآليات العمل داخل مبادرة 100 مليون صحة، التي من المقرر أن تبدأ المرحلة الثالثة منها أول مارس المقبل، وكذلك مشروع صرف ألبان الأطفال بالكوبونات.


◄بداية.. حدثنا عن كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات في مبادرة 100 مليون صحة.
دور تكنولوجيا المعلومات حيوي ورئيسي في مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية، لتسجيل نتائج المرضى، ولكي يكون لدى وزارة الصحة قاعدة البيانات كاملة، فهي العمود الفقري للحملة التي بدأت بقاعدة بيانات وتنتهي بقاعدة بيانات، بعد أن وفرت اللجنة العليا للانتخابات قاعدة بيانات في كل المحافظات لجميع المواطنين، فوق عمر 18 سنة سواء مستهدف بالانتخاب أم لا، وتستهدف كل المواطنين الذين لم يحصلوا على العلاج، ويتم التعليم عليهم بأنهم مستهدفون من الفحص، لأن من حصل على العلاج سوف تظهر نتيجة تحليل الأجسام المضادة إيجابية، وبالتالي ليس مفيدا خضوعه للحملة حيث يعد إهدارا للوقت والمال.


◄ لماذا تعتبر نظم المعلومات العمود الفقري للمبادرة؟
لأن أول من يستقبل المواطن هو مدخل البيانات الذي يسأل على الرقم القومي، ويدخله في شبكة إلكترونية وتسجيل اسمه ورقم الهاتف وتظهر الشبكة إذا كان مستهدفا أم لا، ونحصل على رقم الهاتف لإرسال مواعيد العلاج لهم، فضلا عن أن الذي لم يذهب للفحص يتواصل معه فريق الحملة هاتفيا، ويحثه على التوجه لمراكز العلاج، ويقوم مدخل البيانات داخل حملة الفحص بتسجيل نتيجة المواطن على الشبكة، وحجز موعد ومكان وتاريخ بدء العلاج، واستكمال الفحص إذا كان إيجابيا، وكذلك الأمراض غير السارية سواء السكر أو الضغط يوجد لهم معايير موجودة على الشبكة لتوضيح إذا كانت القياسات منضبطة أم لا، فهو مبرمج على القياس المنضبط للضغط والسكر ثم في حالات الإصابة بالضغط يظهر الأماكن والمستشفيات الخاصة بعلاج الضغط والسمنة والسكر، ويختار المواطن الأقرب لمحل سكنه، كما يتم تسجيل صرف الأدوية على الشبكة الإلكترونية، لذا كل دورة العمل بالحملة مميكنة.

◄ كيف سيتم الاستفادة من قاعدة البيانات؟
توجد لوحة مؤشرات قمت بتصميمها تعمل أون لاين على مدار 24 ساعة، تحدث نفسها تلقائيا كل 5 دقائق، تضم كل البيانات التي يدخلها جميع مدخلي البيانات في كل محافظات المرحلة، وتعرض المؤشرات ومسار الحملة وتشمل نسب الإصابة الموزعة على المحافظات والأقسام والمراكز وبروفايل لكل محافظة، ومدى نسب الإصابة بالأمراض الأربعة ضمن الحملة، كما توضح مدى الإقبال في كل وحدة على الحملة، وتكشف الشبكة الإلكترونية أي من الوحدات لم يدخل بيانات من ربع ساعة، ونتواصل معهم حينها لمتابعتهم.


◄إذن توجد رقابة مستمرة للفرق المشاركة في الحملة؟
ليس بهدف الرقابة فقط، ولكن أيضا التنبؤ بالمشكلات، ولا يقتصر دورنا على تلقى بلاغات فقط، بل حسن إدارة الحملة ومتابعة المناطق ذات التردد المرتفع، وذات التردد المنخفض، لكي نوجه حملات فيس بوك، والحملات الإعلامية للمناطق ذات التردد المنخفض، وحشد الرائدات الريفيات لحث الناس على المشاركة، فضلا عن متابعة توقيتات التردد سواء بالنهار أو الليل، وتحريك الموارد البشرية، فضلا عن تحديد الفئات العمرية الأكثر مشاركة والفئات المصابة.

◄وما أهم المؤشرات حتى الآن؟
حتى اليوم شارك أكثر من 28 مليون مواطن مصري أي أكثر من نصف العدد المستهدف والنتائج الحالية لن تختلف كثيرا عن النتائج النهائية، فالشباب في عمر 25 عاما هم الأكثر مشاركة والسيدات أكثر من الرجال، كما ظهرت مؤشرات إصابة بالسمنة والسمنة المفرطة، حيث تصيب أكثر من 10 ملايين من المفحوصين، بينما أصحاب الوزن فوق الطبيعي بلغت نسبتهم 75% من المفحوصين، كما بدأنا نجري جداول بيانية تكشف نسب الإصابة بأكثر من مرض أي المواطن المصاب بالضغط والسكر والسمنة معا وهكذا، وسوف نستفيد من كل ذلك بوجود خريطة صحية في مصر كلها موزع بها نسب الإصابة بكل مرض على كل مركز وقرية.

◄وما أكثر المحافظات إصابة؟
مثلا في مرض الضغط بلغ ترتيب المحافظات "مطروح ودمياط وبورسعيد" في المرحلة الأولى، بينما المرحلة الثانية "القاهرة والمنوفية والسويس والإسماعيلية وأسوان".

◄وكيف ستستفيد مصر من تلك الخريطة؟
نستفيد بالمساعدة في رسم السياسة الصحية خلال 10 سنوات قادمة، فمثلا سيتم تحليل النتائج بعد انتهاء الحملة، لو وجدنا مرض الضغط منتشرا في 10 محافظات بنسب مرتفعة، في حالات الرغبة في إنشاء مراكز علاجية لمرض الضغط ومكافحته يتم توجيه الميزانية للعشر محافظات وليس الـ27 محافظة، استغلالا للموارد، كما أنه يتم توزيع القوى البشرية حسب الاحتياج، ومن ضمن ما تحتوي اللوحة الإلكترونية عليه هو بيان حجم التردد على المحافظات، وهل في منحنى تصاعدي أم لا، لوضع خطط تصحيحية، وقد وصلنا مع بداية المرحلة الثانية بتردد نصف مليون مواطن في اليوم الواحد، بمعدل 14 مواطنا في الثانية الواحدة، ووقت الذروة 25 مواطنا في الثانية تسجل بياناتهم.

◄ كم عدد مدخلي البيانات في الحملة؟
في المرحلتين الأولى والثانية يبلغ العدد 12 ألف مدخل بيانات، ورغم انتهاء المرحلة الأولى إلا أنه يوجد نقاط للمسح سوف تظل مستمرة لمن يرغب ومن لم يخضع للفحص، وحاليا يتم التجهيز للمرحلة الثالثة في 7 محافظات تبدأ في مارس المقبل.


◄وماذا عن منظومة التتبع الدوائي؟
مشروع التتبع الدوائي من المشروعات المهمة داخل وزارة الصحة، ونعمل في النظام الإلكتروني الخاص بها منذ عامين، من وقت صدور قرار رئيس الوزراء بتطبيقه، وسوف يدخل فيه كل شركات الإنتاج وتوزيع الدواء وجميع الصيدليات، وهم نحو 70 ألف صيدلية مرخصة في مصر، وقد تم الاتفاق مع المصانع على تركيب الماكينات الخاصة بطباعة serial number المميز على كل عبوة دواء، فيما تم الانتهاء من عمل السوفت وير لجمع كل البيانات، وسوف يكون لكل عبوة دواء أنتجت في نفس التوقيت برقم التشغيلة رقم مسلسل مختلف عن غيرها.

◄وكيف سيتم تتبع العبوة؟
من خلال الرقم الخاص بها سيتم تتبع مسار العبوة، ويمكن للمواطن الذي يشتري العبوة برسالة على الموبايل، أن يعرف موعد إنتاجها ومن موزعها، وموعد تواجدها في الصيدلية، والمادة الفعالة بها وآثارها الجانبية وهل مغشوشة أم لا.

◄وما فوائد ذلك؟
منع التهريب والغش ويمكن لكل جهة تصل إليها عبوة الدواء تدخل على نظام إلكتروني تجري "سكان" أي مسح على كل عبوة الدواء.

◄وهل يمكن للصيدليات بيع أدوية غير معلوم مصدرها؟
لا يمكن للصيدلي أن يسجل على نظام العمل لديه على جهاز الكمبيوتر أي عبوة دواء لم تسجل من المصنع.

◄وما آلية العمل؟
كل مصنع ينتج خط إنتاج دواء من خلال الماكينات يتم طباعة الرقم الخاص بكل عبوة، ويرفع ذلك إلى "سيستم الوزارة " وأين تذهب وأي موزع، ويأتي دور شركة التوزيع التي تراجع العبوات.

◄ولكن هل يمكن أخذ عينات عشوائية لمراجعتها أو مثلا عدم حصر كل عبوة؟
مستحيل ذلك، ولن يملوا من مراجعة كل عبوة، لأنه ببساطة كل عبوة لها رقم، وكل مجموعة تدخل في كرتونة برقم أيضا، وكل كرتونة داخل كرتونة أكبر برقم خاص، ويمكن عمل مسح شامل لكل تلك العبوات عن طريق باركود، وحاليا نتابع تجارب الدول التي طبقته ولا يوجد دولة طبقت المنظومة كاملة حتى يد المريض، كما نسعى في وزارة الصحة المصرية بل منهم من يكتفي بالوصول إلى الموزع أو الصيدلية.

◄وما الفوائد الأخرى؟
يمكن لنظام التتبع تحديد نواقص الدواء، وحاليا يتم ذلك من خلال شكوى المواطنين عبر الخط الساخن ولكن بالنظام الجديد يمكن تحديد النقص قبل أن يشعر به المواطن ويشكو منه، وفي سياسة نظم المعلومات نعمل على تحويل الوزارة إلى التنبؤ بالمشكلات وحلها بدلا من أن يقتصر الدور على رد الفعل فقط.

◄ولكن فهمت من ذلك أن النظام الجديد يمكنه أيضا أن يعرف حجم مبيعات السوق وأرباح الشركات كلها؟
الهدف الأساسي هو رسم خريطة للدواء في مصر، وتحديد الكميات في الصيدليات والمحافظات، وظهور الدواء الناقص أتوماتيكيا، كما أن الهدف النهائي الذي نسعى له رؤية كل أرفف على كل صيدلية والأدوية التي يحتوي عليها.

◄وكيف سيتم إحكام الرقابة على تلك المنظومة؟
من خلال التفتيش الصيدلي الذي سوف يساعد عمله النظام الجديد، ولن يكون عمله مجرد تفتيش عشوائي، بينما في نظام التتبع سيكون معه أبليكيشن يختار الصيدلية التي يتواجد بها تظهر له جميع الأدوية الموجودة بها، ثم يختار عينة منها ويجري لها "سكان" يعرف تاريخ العبوة وموعد دخولها الصيدلية، مما يحكم عدم بيع أي أدوية مجهولة المصدر، كما يمكن أن يكشف الصيدليات التي لا تسجل أدويتها أو العبوات المباعة.

◄وهل سيتم التحكم في بيع الدواء منتهي الصلاحية؟
النظام الجديد سوف يمنع الصيدلي من بيعه، لأن السيستم الإلكتروني لن يقبل بيعه، لأنه مدون عليه تاريخ الإنتاج وتاريخ الصلاحية، ونظام العمل بالصيدلية يري أن التاريخ انتهى، ويوقف حركة البيع، والمواطن يمكنه عمل سكان للعبوة وإرسال رسائل عبر الموبايل توضح له مدى صلاحية عبوة الدواء، وكل ذلك يظهر على لوحة إلكترونية لوزارة الصحة لمتابعة كل حركة صرف وبيع من المنتج للموزع، ومن الموزع للصيدلي، ومن الصيدلي للمواطن، مما يساهم في توفير مخزون إستراتيجي كاف، ويعمل على هيكلة سوق الدواء والأهم توفير الاحتياجات للسوق وتنظيم صناعة الدواء في مصر، فضلا عن إدارة الأزمات، فمثلا لو في أي محافظة تحتاج أصناف معينة ويوجد لديها نقص يمكن معرفة أماكن الأرصدة للدواء وتحريك كميات لتغطية الأزمة.

◄وهل تم الانتهاء من التجهيزات الخاصة بالمنظومة؟
حاليا نعمل على تحضير بعض المصانع ومجموعة من الصيدليات على بعض الأصناف لإجراء تجربة أولية للمنظومة، ومن ثم التطبيق الشامل على 17 ألف صنف دواء مسجل في إدارة الصيدلة لتحديد أي مشكلات تواجهنا، ووضع حلول لها قبل التطبيق على نطاق واسع وسيكون ذلك خلال 2019.

◄هل اعترضت الشركات على تكلفة الطباعة والماكينات الجديدة التي يشترونها؟
الأمر ليس عقبة، ولكن وجدنا منهم في البداية مقاومة للتغيير وهذا طبيعي، أو وجود شركة تستفيد من الوضع الحالي إلا أن المنظومة إجبارية، وقرار من رئاسة الوزراء وهو أمن قومي للبلد، والشركات المعترضة لن تتخيل الفوائد من وراء المنظومة، خاصة أن كل دراسات السوق على الدواء من حجم مبيعات تدفع فيها الشركات أموالا طائلة لإجرائها، بينما في النظام الجديد سيكون كل تلك الدراسات متاحة لهم، ولن تحتاج إلى إجراء تلك الدراسات، وتعرف كل شركة حجم مبيعات أصنافها في الجمهورية، وقد رحبت الشركات عندما فهمت الصورة كاملة وحجم الاستفادة.

◄هل التقارير ستكون مجانية للشركات؟
لم ندرس ذلك يمكن أن يكون جزء باشتراك وجزء مجاني.

◄وكيف سيتم تنظيم أرقام عبوات الدواء هل يمكن أن يحدث تشابه؟
مستحيل لأن الكود المطبوع يظهر أولا كود الدولة المنتجة، ثم كود المصنع، ثم كود الصنف، واستحالة تتكرر أرقام وبعدها تاريخ التشغيلة وتاريخ الإنتاج.


◄وما كيفية عمل منظومة ميكنة صرف الألبان المدعمة للأطفال؟
حاليا يوجد 14 محافظة مطبق بها الميكنة، وجار تعميمها على كل المحافظات، من خلال التأكد من وصول الألبان للمستحقين، ويمكن للمواطن أن يصل لأقرب وحدة صحية له لتسجيل بياناته على نظام إلكتروني بعدها، يطبع له 12 كوبونا كل شهر كوبون من بداية الولادة لصرف حصة اللبن، وعليه كود مشفر، والكوبون لا يمكن لأي أحد صرفه أو صرفه مرتين، ولكي يتم فتح شاشة الكمبيوتر يتم إدخال الرقم القومي للأب، وعمل إسكان للكود المدون على الكوبون، لكى يتم الصرف وحتى لو ضاع الكوبون لا يمكن لأى شخص آخر أن يصرفه ويصدر له بدل فاقد، ويتميز النظام بتحديد أرصدة الألبان في كل وحدة يوميا، وعندما ينخفض المخزون عن المعدل الطبيعي يتم دعمهم بكميات جديدة.




الجريدة الرسمية