رئيس التحرير
عصام كامل

«اشعلها يا جرن الوقيد».. «الفرن البلدي» ملكة بيوت سيدات الصعيد (صور)

فيتو

"يا فرن بيت أبوية.. معزتك في عنيه..عيشك يا حلوة كله طيبة وحنية.. اشعلها يا جرن الوقيد.. لعشاء الأكابر وفطار الغلابة".. كلمات ترددها الكثير من نساء الصعيد اللاتي يحرصن على وجود الفرن البلدي، رغم استحدثت الماكينات.


"متربعة على العرش".. بتلك الكلمات قالت سناء محمود الطاهر، ربة منزل، مضيفة أنها تربت في بيت عائلتها على الفرن البلدي، وعندما تزوجت حرصت على بنائها.

وعن طريقة بنائها قالت: "طريقة البناء اختلفت عن الأيام السابقة، فقبل ذلك كانت تشيدها النساء من بقايا روث الحيوانات وخلطها ببعض الرمال حتى تظل وقتًا طويلًا، أما حاليًا فيتم بنائها بالأسمنت والطوب، لكن العيش بها يختلف كثيرًا عن القديمة، مثل أطباق العيش المصنوعة من أوراق وكراتين البيض والأخير المصنوعة من روث الحيوانات".

وأشارت رمزية المحمودي، موظفة، إلى أنها حاصلة على ليسانس آداب، وعند زواجها طلبت من زوجها بناء الفرن البلدي لخبز العيش البلدي، وعلى النظام القديم".

وأضاف منتصر عيسى محمد، أحد أبناء مركز أبوتشت: "الفرن البلدي ملكة ومتربعة على العرش حتى يومنا هذا، ولن يكون هناك بديل عنها، والفرن الحديثة لأطعم لخبزها، فنحن تربينا على الخبز البلدي الذي عندما يخرج من الفرن نتلقفه بالسكر والسمن البلدي، ولم أشتر أفران حديثة نهائيًا، وبالعكس بعد زيادة الأسعار أصبح الإقبال على القديم".

وأوضح أحمد رضوان، موظف، أن زوجته لا تزال تحتفظ بالفرن البلدي القديم، وتحرص دائمًا على طهي الطعام والخبز خاصة الشمسي، فضلًا عن شوي البيض البلدي في رماد الفرن الساخن بعد دفنه".

وتابع: "هو ده اللي كبرنا وطلعنا عليه.. مش أكل البهوات بتاع الدلفيري".

كما تروي حورية محمد، الستنيية العمر، حكايات عن الفرن البلدي وقالت: "كنا بنعمل خميرة الفرن بمساعدة بعض الأشخاص القريبين منا وبعد زواج أبنائي علمتهم طريقة بنائها.. والخبز البلدي لا يصح إلا في الفرن البلدي".

وأشارت سناء مرسي، خمسينية العمر، إلى أن الفرن المشيدة بالطوب والأسمنت لم يطل عمرها، وأغلب الناس بعد ارتفاع الأسعار عزفت عن بنائها، وتابعت: "الناس بطلت وكله رجع لقديمه.. بسيطة وعلى قد الإيد".
الجريدة الرسمية