رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الوزير متفرغ للجري والكرة.. والشباب في خطر!


كتبت صفحتي في شبكة التواصل الاجتماعي، بوست عن د. حسن عباس زكى وزير المالية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وحتى عام 72، البوست يحمل شهادة من الوزير عباس زكى إلى نبل وأمانة جمال عبد الناصر عندما اقترض من البنك مثله مثل أي مواطن ورفض عرض عبد الحكيم عامر أن يأخذ عبد الناصر مليما من ميزانية القوات المسلحة، والتي قال عبد الحكيم عامر عنها إنها ميزانية مفتوحة..


هذه القصة المختصرة جدا جاءت على لسان حسن عباس زكى، ومع هذا من حق المستمع لها أن يصدقها أو لا يصدقها أو يرى أنها مبالغة غير منطقية أو من وحى الخيال، كل هذه احتمالات واردة أن تحدث في عقل المتلقى، وكونى نشرتها فإننى أصدقها وأعرف الكثير من رجال كانوا حول عبد الناصر، ونالوا التشريد بعد 15 مايو 1971 وثورة التصحيح، وكونهم يقولون بعض المواقف الإنسانية بعد رحيل عبد الناصر بسنوات طويلة قاربت على النصف قرن فإنهم لن يستفيدوا من ذلك شيئا..

أي لا مجال للكذب أو النفاق، ومع هذا أن تصدق أو لا تصدق فهذا من حقك تماما.. فماذا حدث مع البوست؟! في أقل من أربعة وعشرين ساعة تجاوز الإعجاب ما يقترب من الألف شخص، معظمهم ليسوا من أصدقاء الصفحة، أكثر من ثلاثمائة مشاركة من أصدقاء وغير الأصدقاء في نفس الفترة الزمنية، أما التعليقات فحدث ولا حرج وهى الأمر المهم، الأغلبية العظمى تتجاوز 65% تصدق القصة وترى أنه زمن كان الجميع أو أغلبيتهم وليس عبد الناصر صادقا مع الوطن بصرف النظر صحة أو خطأ قراراتهم..

الأهم بالنسبة وجدت مجموعة هائلة ربما 35% تمارس ليس الرفض للقصة أو عدم الاقتناع أو....أو....إلخ، وإنما سلكت مسلكا غريبا تماما، أولا، هؤلاء الأغلبية العظمى دون 35 سنة وحتى 19 و20 سنة!.. ثانيا، أنهم يسبون ويلعنون بأحقر الشتائم والسباب لعبد الناصر وحسن عباس زكى وناشر البوست، إنهم لا يعترضون ولكنهم يمارسون السفالة وقلة الأدب بشكل لم أتخيله، هل هذا شبابنا!؟ هل هذه اللغة التي يتحدث بها؟! 

لا أصدق.. أننى لست بصدد أن البوست صحيح أو كاذب ولكن بصدد مستوى الانحطاط للغة التي يتحدث بها الشباب، يا ترى ماذا يعرفون عن تاريخهم ورجال ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل تراب مصر!؟ ماذا يعرفون عن الشباب الذي ضحى بحياته وواجه نيران الاستعمار في ثورة 19 وفى مظاهرات 1936 و1946 والدماء التي كانت تروى مطالبة الاستعمار بالرحيل، ماذا يعرفون عن جيل ذهب إلى فلسطين يحارب في 1948 بدون أدنى أعداد ولكنهم كانوا يرون أن حياتهم رخيصة تجاه الدفاع عن وطنهم العربى..

ولو ذهبنا بعيدا إلى الشهيد محمد عبيد وهو يقدم بطولة أسطورية على مدفعه المتواضع في مواجهة الغزو الإنجليزي؟ ماذا يعرفون عن البطل محمد مهران الذي ضحى بعينيه عندما اعتقلته قوات العدو الإنجليزي في حرب 56 ورحلته إلى مالطة وخيرته بين سب وشتم عبد الناصر ورجال الثورة وبين أخذ عينيه، واختار ألا يخون وطنه ورفض سب رجال وطنه وفقد عينيه وربنا يعطيه الصحة حتى الآن..

ماذا يعرفون على بطولات رجال المقاومة في بورسعيد فى 56؟ ماذا يعرفون عن شهداء مصر الذين تطوعوا حبا في الدفاع عن فلسطين بعد هزيمة 67؟! ماذا يعرفون عن بطولات الصاعقة في سيناء في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وتدمير المدمرة إيلات وتدمير ميناء إيلات 4 مرات وبمن فيه من قطع بحرية عسكرية؟ شباب واضح أنه لا يعرف شيئا، لا يعرف كيف تم بناء السد العالى، لا يعرف كيف تحول الفلاح من عبد إلى مالك أرضه، لا يعرف حجم الدماء التي روت سيناء حتى تحررت، هل يعرفون أن مصر دفعت تسعة آلاف وخمسمئة شهيد في حرب أكتوبر المجيدة..

هذا غير الآلاف التي استشهدت في 67 وحرب الاستنزاف، انهم لايعرفون كيف أصبحت مصر الآن بالرغم من كل السلبيات التي نتحدث عنها، شباب لا يعرف شيئا عن تاريخه، بالرغم أن التاريخ هو علم المستقبل، فمن لا يعرف تاريخه فلا مستقبل له، هكذا قالها ابن خلدون التاريخ هو العظة والاعتبار، وهم لا يعرفون سوى السب والشتيمة وقلة الأدب..

السؤال هل هم ضحية أكثر من أربعين عاما من التجريف الذي حدث خلق أجيال خاوية لا تعبر عن شباب مصر المشرف في كل زمان ومكان وحتى الآن هناك شباب غير هؤلاء التي أرى أنهم ربما يكونون ضحايا ولكنهم أعطوا عقولهم إجازة من أعمال العقل، لو أن الأجيال السابقة أعطت عقولها إجازة ما كان لدينا طه حسين والعقاد ومشرفة وحافظ إبراهيم وصولا إلى مجدى يعقوب وأحمد زويل ومصطفى السيد وغيرهم!

ثالثا، وربما الأخطر تجولت في صفحات هؤلاء الشباب، فإذا ينقسمون إلى ثلاث صور معظمهم شباب الإخوان وصفحاتهم تعلن عن هذا حتى من أعطى لنفسه اسما حركيا، وهذا دليل أن الإخوان لم ينسوا ثأرهم من عبد الناصر بالرغم من رحيله منذ ما يقرب من نصف قرن وأن الكبار يشعلون نار الثأر في الأجيال المتعاقبة منهم، الصورة الثانية أنهم يعيشون خارج مصر معظمهم أيضا إخوان، بسذاجة منهم ينقلون نفس تعليقاتهم بعضهم بالبعض بنفس الكلمات والسباب والشتائم وكأنها من شخص واحد، قلة من الذين خارج مصر شعرت أنهم في غياهب الدنيا والأمر لا يعدو سباب وشتائم وخلاص، الصور الأخيرة شباب بلا هوية ولكنهم يجاملون بعض بالسباب!

وهنا أعود وأسأل ماذا نقدم للشباب!؟ هل بالجرى في المارثون أو المشى أو حتى بتنظيم الأمم الأفريقية وامتلاء المدرجات، الشباب يحتاج الحوار من الجميع للعمل من أجل المستقبل الأفضل، ماذا تقدم وزارة الشباب والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى.. لا شيء!

لا بد أن يدركون أن تربية الإنسان أهم مليون مرة من شهادة في يد خريج خاو بلا قيم بلا مبادئ بلا انتماء لتراب الوطن!

وتحيا مصر بعرق نبلاء الوطن من بسطائها وشرفائها الأطهار.

Advertisements
الجريدة الرسمية