رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى أمين يكتب: عودة فقيّ الكتاب

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في كتابه (أفكار ممنوعة ) كتب مصطفى أمين تحت عنوان "عودة ففي الكتاب" مقالا قال فيه: "سيعود فقى الكتاب.. هذه الشخصية التاريخية التي لا يعرفها هذا الجيل، والتي صنعت أعظم رجال مصر على مدى التاريخ، والتي ضربت بـ"الفلقة "كل آبائنا وأجدادنا".


وتابع: "أنه الأستاذ الوحيد في مدرسة القرية التي كانت تقوم غالبا في العراء تحت شجرة فى الغيط، بلا أبنية ولا فصول ولا معامل ولا ميزانية.. التعليم فيها أحيانا مجانا وأحيانا برغيف عيش كل يوم، التدريس فيها يبدأ من الصباح إلى العصر، لا ناظر للمدرسة، ولا ضابط ولا فراشين.. سيدنا الفقى هو كل هذا معا".

وأضاف: "كم انهال ضربا وصفعا على أطفال مصر في الأجيال الماضية، وخرج منهم أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد عبده وقاسم أمين ومحمد فريد وسعد زغلول وطه حسين وغيرهم.. كثيرون منهم ذكروا فضل فقى الكتاب على بلاغتهم في اللغة العربية وحفظهم للقرآن الكريم وتكوين شخصياتهم".

وواصل "أمين" في مقاله: "والذي يطالب بعودتها ليس عجائز البلد والرجعيين وخصوم التقدم.. إنما هو المجالس القومية المتخصصة التي قامت بدراسة المستقبل حتى عام 2000، وهى تتألف من 150 من كبار العلماء والساسة والمتخصصين وأساتذة الجامعات.. فقد وجدت أن الدولة تنفق على التعليم 300 مليون جنيه كل سنة، ومع ذلك يبقى ربع مليون طالب لا يجدون كل سنة أماكن في المدارس، وقد وجدت المجالس المتخصصة أن الحل هو مدرسة الفصل الواحد..أي كتاب زمان الذي لا يتقيد بالسن ولا بالوقت، والذي يتألف من معلم واحد وسوف يتطور فقى الكتاب مع الزمن بطبيعة الحال".

واستطرد: "فلا أظن ان أطفال اليوم يقبلون الضرب كما قبله أجدادنا، ولن يسمح الآباء لفقى أن يفرض على التلميذ رطل سمن أو صينية كعك أو فطيرا يقدمه في المناسبات لينال رضا الشيخ.. وأتصور أنه ستقام كتاتيب في القرى للفتيات الصغيرات وسوف يكون لكل كتاب آنسة "فقيهة "ولا أعرف إذا كنا سنجد الآن الفقى الذي يقبل أن يعمل كل يوم ثماني ساعات ويتولى تدريس كل العلوم ويقوم بمهمة الناظر والمدرسين والفراشين وضرب التلاميذ".

واختتم مقاله قائلا: "المجالس القومية تتوقع أن عدد السكان في مصر سيصل في عام 2000 إلى 72 مليونا، وتقدر نسبةالامية بـ70 % وقد وضعت خطة القضاء عليها في خمس سنوات.. ولا شك أن فقى الكتاب سوف يستطيع أن يفعل في هذا الشأن أضعاف ما يفعله "شرشر".
Advertisements
الجريدة الرسمية