رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين وهبة يكتب: حكايتي مع فاتن حمامة

سعد الدين وهبة
سعد الدين وهبة

في المذكرات التي كتبها الكاتب والسيناريست سعد الدين وهبة ونشرها أمير أباظة في كتاب نشر جزء منه بمجلة النجوم عام 2017 يحكى وهبة قصة هروب فاتن حمامة من مصر وطلب عبد الناصر عودتها.


وقال فيها: "اتصل بى رئيس الوزراء زكريا محيى الدين ذات يوم قائلا: الرئيس عبد الناصر زعلان جدا علشان فاتن حمامة موجودة بره مصر.. لازم ترجعها وتعمل أي حاجة واللى هي عايزاه أمر بتنفيذه.. كان ذلك صيف 1966 وكنت رئيسا لمجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائى العربى".

وتابع: "في اليوم التالى اتصل بى سمير مصلح مدير مكتب زكريا محيى الدين وقال لى السيد رئيس الوزراء عاوز يشوفك غدا صباحا، ولم أكن أدرى ماذا يريد منى.. صحيح أنى أعرفه منذ زمن لكن لو كان الأمر متعلقا بمكالمته عن فاتن حمامة فأمامه عبد القادر حاتم وزير الثقافة.. في الموعد المحدد كنت في مكتب رئيس الوزراء الذي بادرنى قائلا: أنت فين يا سى سعد، انت بتعمل ايه في السينما أمال احنا حاطينك هناك ليه؟".

وأضاف: "نزلت كلماته كالصاعقة وبعد أن صافحنى وجلست أمامه، فجأة سألنى ايه حكاية فاتن حمامة، قلت له: مالها يا فندم؟ فقال زعلتوها في حاجة؟.. قلت أبدا يا فندم دى حتى ليلة ما سافرت كنت عندها في البيت أمضيتها عقد فيلم جديد، وأعطيتها عربون 3 آلاف جنيه وأنها حاليا تقرأ ثلاث قصص لإحسان عبد القدوس، وقعت العقود واستلمت العربون ثم ودعتها على أن تعود بعد شهر وكانت في طريقها إلى إسبانيا لزيارة أسرة عمر الشريف".

وأردف "وهبة": "بعد سفرها بشهر حضر إلى زوج شقيقتها ومعه خطاب فيه شيك العربون ومعاه اعتذار عن عدم حضورها وأنها لا تنوي العودة إلى مصر قريبا وانتهى الأمر، وقال زكريا محيى الدين: الرئيس زعلان جدا لأنه قرأ في جريدة عربية أن فاتن في بيروت وتستعد لتصوير فيلم "رمال من ذهب" إخراج يوسف شاهين وأن الرئيس يقول أن فاتن ثروة قومية يبقى لازم تكون في مصر ولازم تعمل أي طريقة حتى تعود، وطلب منى السفر إليها وإذا كانت زعلانة من أي حاجة أنفذ طلباتها وأننى المسئول عن رجوعها مصر".

واستطرد: "خرجت من عند زكريا محيى الدين ولا أدرى ماذا أفعل، لكنى اتصلت برمسيس نجيب وقلت له تسافر معى لنعود بفاتن حمامة، فقال لى هي بتصور فيلم مع شاهين ولما تخلص تصوير نسافر لها، وما هي إلا أيام حتى ترك زكريا محيى الدين الوزارة وتركت أنا السينما، ثم وقعت كارثة يونيو 1967 ولم تعد فاتن حمامة إلى مصر إلا بعد وفاة جمال عبد الناصر".
الجريدة الرسمية