رئيس التحرير
عصام كامل

نعمات أحمد فؤاد: أم كلثوم عاصمة أمة

فيتو

في برنامج ( شاهد على العصر) الذي يقدمه الإذاعي عمر بطيشة في البرنامج العام عام 1980 استضاف الكاتبة المفكرة، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وأجرى معها حوارا شاملا.


حول ادعاء اليهود بنائهم للأهرامات قالت: اليهود ظهروا في مصر في الدولة الحديثة كانت الأهرامات قد بنيت، وكما قال ديودرانت في موسوعته عن الحضارة أن المصري هو أول إنسان بنى وأول من تدين وأول من عرف الزراعة والنسيج والصيد، وديودرانت ليس مصريا، إن هذه عقدة لدى اليهود أنه لا يوجد متفوق غيرهم في الدنيا، والانتحال ينم دائما عن الحقد والفقر الحضارى وافتقاد من لا يملك، حتى الأميرة ديانا بعد رحيلها تحايلوا وقالوا إن جدها البعيد كان يهوديا، وده شيء مضحك وفى النهاية كلامهم لا قيمة له.
وحول كتابها "عبقرية الإسلام" وكيف حددت هذه العبقرية فقالت: من شدة إحساسي بالإسلام وحضارته مقدرتش أسمي الكتاب عبقرية الإسلام لكني أطلقت عليه (من عبقرية الإسلام) وده دليل على الجزئية، فكتبت كيف عن الإسلام، كيف هدى العقل وهدى القلب، وكيف صنع الرجال، ومثال على ذلك أبو ذر الغفاري، ووضع أسس القضاء الذي استفاد منه القانون الفرنسي. 
وأذكر هنا حادثة حين دخل علي بن أبي طالب ومعه يهوديا على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وبينهما مشكلة، فقال عمر أهلا أبا الحسن فتجهم وجه علي، وقال لعمر لما لم ترحب بضيفي كما رحبت بي وقلت أبا الحسن.
تحدثت عن عبقرية الإنسان كصانع حضارة وصانع فن ولم أتحدث عن الحلال والحرام، كتبت كيف كان الإسلام وراء الكثير من الفنون في البلاد الإسلامية مثل الخط مثلا، وكما يقال الخط يزيد الحق وضوحا.
وعن تغريب الشباب وتقليد كل ما هو أجنبي قالت: نحن معرضون للتغريب في كل شيء في ملابسنا ومأكلنا ومشربنا حتى أنه مؤخرا يعلن عن نوع أوروبى من كريم الوجه للتبييض.. مين قال إني أكره بشرتي السمراء حتى أطالب بالتبييض، وليس معنى هذا أننى ضد الغرب، لكن هذا اختيار لا انبهار، مش أمشى تقليد وتبعية في كل شيء.. أختار ما يناسبني لكن أحتفظ بجذوري.
وأيضا أروح أعمل ناطحات سحاب زى أمريكا وأنا مش محتاج، وعندي الصحراء أتوسع فيها، خاصة وإن ناطحات في نيويورك لضيق مساحتها فترتفع رأسيا ويطلق عليها هناك (أقفاص الدجاج).
أما عن المقصود بكتاب "رسالة إلى ابنتي"، قالت: بدأت أكتب هذا الكتاب مع ولادتي لابنتي البكر وكنت في المستشفى في حالة الوضع، ومنع عنى الطبيب الأوراق والأقلام والصحف، لكني كنت أجعل الممرضة تحضرها لي، وبدأت أكتب ما أحس به مع أول شعوري بالأمومة، وأتخيل ابنتي وهي في الحضانة، ثم المدرسة، ثم الجامعة، وأتخيلها عروسة، وأقدم لها النصائح لتكون أما مثالية، وكنت أحكى لها عن أحسن ما قرأت من كتب، وطريقة اختياري للكتب وتنوع القراءة عندى، فالتخصص نوع من الجمود.
الكتاب شامل لدرجة أن منظمة اليونسكو ترجمتها إلى لغات عديدة كأحد أهم الكتب في مجال الأمومة.
وعن هجرة الآباء للعمل بالخارج ومردوده على المجتمع، قالت: نتيجتها فورا تفكك الأسرة، فحتى الفلوس التي يرسلونها قد تضر الأبناء؛ لأن حنان الأم وعطف الأب وتقويمه للأبناء ورعايته لهم هي الأهم، والدنيا ليست أموالا فقط.
أما عن كتابتها المتعددة عن أم كلثوم، قالت: أم كلثوم كانت ملحمة أمة، بعض الدول العربية تختلف فيما بينها سياسيا إلا أنها جميعا تتفق على أم كلثوم، فهي كانت عاصمة فنية للجميع، مثلما هناك القاهرة عاصمة مصر وبغداد عاصمة العراق، فأم كلثوم عاصمة أمة.
اختتم بطيشة لقاءه بسؤالها، ماذا تقولين وأنت شاهد على العصر؟
قالت: هو عصر فيه نزاعات ومعارك واضطرابات وتقلبات، لكن كل هذا سيهدأ وينصهر في بوتقة واحدة، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
الجريدة الرسمية