رئيس التحرير
عصام كامل

الأنبا مكاريوس.. الطريق إلى كندا مرصوف بالأحداث الطائفة

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

تصاعدت الأحداث في المنيا مؤخرا، وطل شبح الطائفية بوجهه القبيح مجددا، ويظل الأنبا مكاريوس أسقف عام إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، بطل المشهد، حيث يتحمل وحده ما يثار من قلاقل في المحافظة البركان.


طموحات الأنبا مكاريوس، التي لا تتوقف، تصطدم غالبا بمجتمع رافض لأي تغييرات أو توسعات تطرأ على المستوى الكنسي، وهو ما يقاومه الأسقف، مما يثير جدلا، يعتبره بعض الأقباط إحراج للدولة، ويؤثر على علاقة الكنيسة والقيادة السياسية التي تعيش أزهى عصورها.

وكان عدد من الإعلاميين وجهوا اتهامات للأنبا مكاريوس، الذي يحظى بشعبية كبيرة ليس في المنيا فقط، وإنما وسط الأقباط في الداخل والخارج، وجميعهم يدافعون عنهم باستماتة ضد محاولات النيل منه، أو نقله خارج المحافظة، الملتهبة، ظنا أن إبعاده يهدئ من الأوضاع هناك.

الأحداث الساخنة التي تشهدها المنيا طوال السنوات الماضية، جعلت نقل الأنبا مكاريوس، خيارا مطروحا وبقوة، خاصة بعد أن أجل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تجليسه أسقفا على الإيبارشية التي يخدمها منذ سنوات.

تأجيل التجليس شكك البعض في نية البابا تواضروس، كما عمقت الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنيا، شكوك المحبين للأنبا مكاريوس، خاصة وأنه في خضم الأزمة، الدائرة حاليا أعلن دير الأنبا أنطونيوس في كندا أن الأنبا مكاريوس سيقوم بزيارة رعوية للدير يوم السبت السادس والعشرين من يناير الجاري.

يذكر أن قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، كان قد كلف الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص، بافتتاح دير القديس الأنبا أنطونيوس بمدينة بيرث بمقاطعة أونتاريو بكندا في عام 2014، وذلك إيذانًا بالبدء في تعمير الدير رهبانيا ومعماريا.

إعلان الدير أحدث ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الأقباط، حيث اعتبره البعض إبعادا للأنبا مكاريوس عن المنيا، قبل أن يخرج أسقف إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، ويعلن تأجيل الزيارة إلى كندا.

مصدر مقرب قال إن زيارة الأنبا مكاريوس، إلى كندا، هي زيارة اعتيادية يقوم بها كل عام تزامنا مع عيد الأنبا أنطونيوس، مشيرا إلى أن الأسقف فضل تأجيل الزيارة خوفا من اتهامه بالهروب، في ظل الأحداث الملتهبة في المنيا.

كندا كانت مطروحة على الأنبا مكاريوس، بديلا عن المنيا، حيث إن الاجتماع الذي سبق الرسامات الأخيرة، وجمع بين البابا تواضروس وأسقف المنيا، طرح البطريرك فكرة تجليس الأنبا مكاريوس على كندا، إلا أن الأخير رفض هذا العرض، ودعم البابا أطروحته قائلا «الناس هناك عايزينك وطلبوك بالاسم »، لكن الأنبا مكاريوس تمسك بالمنيا، كما يتمسك به الشعب هناك.

خرج الأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص، معلقا على الأحداث التي تشهدها المحافظة حاليا، قائلا:" نحن دائمًا نسعى للسلام والتهدئة، ولكننا نرفض الذلّ والهوان والذمّية والتنازل عن الحقوق".

وأضاف الأنبا مكاريوس عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر":"سواءً توجد كنيسة بروتستانتية أم لا فهو أمر لا نناقشه، وإنما ما يعنينا هو توفير مكان لأولادنا ليصلوا فيه، إذ ليس هناك مبرّر للانتقال إلى قرية أخرى للصلاة هناك، وأن الذين يتطاولون علينا لا نرد عليهم بل نصلي لأجلهم، فلدينا قضية واهتمامات تستحق الوقت والجهد".

وتابع :" أعجب من استمرار معاتبة الضحية، لأنها تحتجّ على الظلم، بينما يُترَك الجناة دون عقاب، بل ويتم التماس الأعذار لهم، وإلى الذين يدّعون بأن هناك مخالفة في إنشاء الكنيسة، فالجهة المنوط بها المراجعة، هي الدولة وليس المتشددين".

وأشار إلى أن "الاتهام الذي يوجّهونه لنا هو أننا نرغب في الصلاة، وهو حق لنا.. ونحن فيما نصلي نطلب أيضًا من أجل مُضطهِدينا والمسيئين إلينا، والعجيب أنه، وبعد الاعتداء علينا وغلق الكنيسة بحضور ممثلي الحكومة، وعدم ملاحقة الجناة، يستمر آخرون في توجيه الإهانات والسخرية".

ونوه أسقف عام المنيا وأبوقرقاص إلى أن اعتماد فكرة ومبدأ أن الجناة معذورون بسبب الثقافة والجهل، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت، من شأنه توفير المبرّر لاستمرارهم في التعديات، وطمأنتهم بأن لديهم متسعًا من الوقت لينفذوا المزيد من الهجمات.

وتابع: "الكنيسة هي الصخرة التي تحطمت عليها كافة محاولات النيل منها، وفي هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا، نثق أن الله سيتدخل في الوقت المناسب، فهو يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر".

وأكد أن أكاليل يعدّها الله للآباء الكهنة وكل قبطي وُجِّهت إليه إهانة من أي نوع، هكذا قال الرب: "طوبى لكم إذا اضطهدوكم وعيروكم"، وأنه من رحم الضيقات تولد أعظم البركات، والنور يأتي بعد أحلك ساعات الليل، والله دائما يأتي ولو في الهزيع الرابع، وطالما أنه يتم التعامل مع كل مشكلة بمفردها لتنتهي كيفما تنتهي، وما دمنا نعتمد مبدأ التهدئة والتصالح فقط دون البحث في الجذور، فلن نصل إلى حل، وستظل النار تحت الرماد، وسنظل ندور في دائرة مغلقة".
الجريدة الرسمية