رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: الشباب والكرة

محمود السعدنى
محمود السعدنى

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الصحفى الساخر محمود السعدنى يقول: كتب أكثر من كاتب ينعى علينا أننا أمرنا بالسماح لمباريات الكرة، ثم عدلنا عن قرارنا إلى الإلغاء.

وقال البعض ولماذا الكرة وحدها ما دامت الأغانى شغالة والمسارح مفتوحة، وملاهى شارع الهرم مضيئة ولا كورنيش النيل.
الحقيقة أننا لم نسمح بالكرة ولكن سمحنا فقط بإقامة دورة صيفية بالإسكندرية لتستفيد النوادى من إيرادات المباريات لتغطى مصروفاتها ولكى تنجح حركة السياحة الداخلية في الصيف حيث ذهب عشرات الآلاف من عشاق الكرة لمتابعة الدورة في الإسكندرية.

وجاءت فكرة الدورة بعد أن طلبت عدة نوادي عربية وليبية وسودانية اللعب مع النوادى المصرية خلال دورة صيف واتفقنا أن يكون اللعب بالإسكندرية لكن الاتفاق لم يتم ولأسباب كثيرة.

وسأل البعض لماذا الكرة ثانية بعد أن أصبحنا نعيش تبعات النكسة؟
وأقول كل ما هنالك أننا نعيد الكرة إلى حجمها الطبيعى حيث كانت تحتل كل أجهزة الإعلام وأصدرت الصحف ملاحق خاصة بها وأهملت الفن والأدب ومشكلات الشباب من أجل الكرة.

كما أصبح النقاد الرياضيون هم أكبر وأشهر كتاب مصر، وهو وضع مقلوب ولا أحد يوافق عليه، لأنه لا يمكن أن يكون أبطال شعبنا هم كل هؤلاء الذين يشوطون الكرة بالأقدام.

ولك أيها القارئ أن تذكر مباريات الكرة في التليفزيون تصفيق وهتاف وخناق وكلمات بذيئة وهتافات سوقية.
وفكرنا في إعادة المباريات دون إذاعتها حتى تعود الكرة إلى حجمها الطبيعى، لكن تجربة دورة الصيف جعلتنا نصرف النظر تماما عن عودتها في الوقت الحاضر.

لقد عادت الصحف إلى الاهتمام بالكرة وعادت صور الكباتن تحتل أكبر مساحة في الصفحات فلا بد إذن أن نعيد ترويض الكرة حتى تعود إلى مكانتها الأولى.
الجريدة الرسمية