رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الزحف السلفي لـ«مواقع التواصل».. حركة «دافع» تدشن حملة جديدة نصرا للمشايخ.. تهاجم أوروبا والمدنيين وتعتبر الثقافة الغربية «حضارة لقطاء».. باحث: تسعى للتربح من اللعب

طارق البشبيشي، الباحث
طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية

عادت حركة «دافع» السلفية للانتشار مجددًا، ودشنت حملة للدفاع عن مشايخ السلف، واعتمدت سياسة فرض القوة والهجوم الاستباقي، سواء على أشخاص، أو الأيدلوجيات المدنية المعادية للسلفيين، أو حتى التيارات الدينية التي لا تعترف أو لاتهادن الفكر السلفي، ظنا منها أن هذه السياسة ستحمي المشايخ وترهب من يقترب منهم.


وطالبت الحملة الجديدة أتباعها من السلف، بتسجيل مقطع فيديو «vlog» مدته نحو 3 دقائق، ومنعت السيدات من الاشتراك في التدوين، على أن تقوم الحركة بنشر الفيديوهات على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

الموت للجميع إلا السلف

بدأت الحملة نشاطها، بشن هجوم ممنهج على التيارات المدنية والعلمانية، ونشرت العديد من الصور، وزعمت أن الغرب يتوسع في إلقاء الأطفال حديثي الولادة في حاويات القمامة، مما يتسبب في موت هؤلاء الأطفال، إما نتيجة البرد أو بواسطة الكلاب الضالة، وبدلا من اللجوء إلى وسائل شرعية، يوزع الغرب صناديق بأوروبا وأمريكا منذ «سبعينات القرن الماضي» للتخلص من الأطفال، عبر طريقة معروفة باسم «baby hatch».

وأكدت "دافع" أن في أمريكا وحدها يولد سنويا 400 ألف طفل غير شرعي، و45% من هؤلاء الأطفال تختار أمهاتهم التخلي عنهم، إما عبر وضعهم في هذه الصناديق، أو وهبهم إلى عائلات ترغب بتبنيهم، مختتمة: «هذه هي الحضارة التي يعد بها العلمانيين العرب، حضارة اللقطاء وضياع الأنساب».

ولم تكتف الحملة بانتهاك عرض الحضارة الأوروبية، واعتبارها حضارة «اللقطاء»، بل روجت لمشايخها ورموزها، على أنهم قوة لايستهان بها، ويخشاهم الجميع، وخاصة من أسمتهم «أهل البدع» الذين يهربون من مناظرتهم، وعلى رأس هؤلاء الشيخ محمد الزغبي، زاعمة أنه وحده تاب على يديه 450 ألف شيعي.

كتائب دعوية

يقول الشيخ محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن دافع وغيرها من الكتائب الإعلامية الدعوية ــ أن صح التعبير ــ تتحرك في غالب الأمر بدوافع سياسية سعيا إلى مكاسب معينة مادية وغيرها، موضحا أنها تلعب دوما على وتر الخلافات الفقهية والعقائدية دون النظر إلى فقه المواءمات والأولويات ومراعاة فقه الواقع، وهذا لا يفيد كثيرا في بناء النسيج الاجتماعي والوطنى ومراعاة السلم الاجتماعي والتعايش مع الآخر في ظل ما يستجد من قضايا المجتمع.

وأكد «دحروج» أن مصادر تمويل الحملة داخلية وضعيفة، وليست حتى كما كانت في السابق، لافتا إلى أنها ستقوم بدور محدود جدًا، في ظل تعافى المؤسسات الدينية الرسمية ويقظتها، والقيام بدورها المنوط بها والداعى إلى الوسطية.

طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن السلفية العلمية التي يمثلها ياسر برهامى وحزب النور هي التي تدعم هذه الحركة، مشيرا إلى أن عودتها للنشاط من جديد، هدفه الأساسي مواجهة استهداف مواقع الإخوان لشيوخ السلفية ورموزها، بجانب الدفاع عن المشايخ في وجه التيارات المدنية.

وأوضح البشبيشي، أن الحملة عديمة الجدوى، سواء في مواجهة مواقع الإخوان التي تمول بطريقة كبيرة، أو لأنها ضيقة الأفق بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية