رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد قاضي «شاهد ماشفش حاجة».. كيف قضى نظيم شعراوي آخر أيامه؟

 نظيم شعراوي
نظيم شعراوي

الفنان القدير نظيم شعراوي، لم يكتب اسمه يومًا كبطل الشباك الأول في الأعمال التي شارك بها، ولكن ما من عمل شارك به إلا وكان له بصمة واضحة تركت أثرًا في أذهان الجمهور المتابعين للعمل سواء على الشاشات الفضية أو المسرح، التي قدم خلالها قرابة الـ100 مسرحية، منذ أن بدأ المسرح مع يوسف وهبي، كما شارك في 120 فيلمًا.


الفنان نظيم شعراوي أشهر من جسد دور القاضي على خشبة المسرح وكان ذلك من خلال مشاركته في مسرحية «شاهد ماشفش حاجة» أمام الزعيم عادل إمام، وترك الفنان الراحل نظيم شعراوي عددا من الأفيهات المستمرة منذ تاريخ عرض المسرحية وحتى الوقت الحالي.

«يا ابني أنا هنا سيادة الرئيس.. رئيس المحكمة.. ومتوديناش في داهية»، «البيه ممثل الادعاء.. يعني وكيل النيابة.. مش ممثل وياك»، كانت العبارات السابقة من أشهر الجمل التي علقت في أذهان جمهور مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»، رغم أن الفنان الراحل نظيم شعراوي كان صاحب الـ 55 عامًا ولكنه كان صاحب حضور بروح الشاب الذي لم يتخط الثلاثين من عمره، حيث إن الفنان الراحل من مواليد 7 يناير 1921، والمسرحية من إنتاج عام 1976.

تميز الفنان نظيم شعراوي بالصوت الفخيم والملامح الجامدة الجادة التي أهلته لأداء أدوار الشخصية الرصينة على سبيل المثال لا الحصر «القاضي في شاهد ماشفش حاجة»، «أحد الرجال المنتفعين من ثورة يوليو في فيلم آه يا ليل يا زمن أمام الفنانة وردة الجزائرية والفنان رشدي أباظة»، وغيرها من الأعمال.

«أخد السلم من أوله»، هذا ما ينطبق على المشوار الفني للفنان الراحل الذي بدأه في أوائل الأربعينات حينما اشترك بمعهد خاص يديره الريجيسير قاسم وجدي، وكانت المحاضرات يلقيها كبار الممثلين المصريين في ذلك الوقت، وبعد المحاضرات كان قاسم وجدي يصطحب الطلاب لأداء أدوار تمثيلية، فكان أول أدوار نظيم شعراوي دور طيار في فيلم «فتاة من فلسطين» عام 1948، ثم دخل المعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه عام 1953، وكان من بين زملائه برلنتي عبد الحميد وكذلك سناء جميل ومحمد رضا، اللذان اشترك معهما في الرائعة الدرامية الكوميدية «ساكن قصادي» مع الفنانين عمر الحريري وخيرية أحمد.

عمل نظيم شعراوي بعد ذلك بالمسرح القومي لكنه لم يستمر به طويلا، لينضم إلى فرقة يوسف وهبي، وقدم معه عددا من الأعمال الخالدة في تاريخ المسرح منها «كرسي الاعتراف» و«راسبوتين» و«الأخرس».

ومن أشهر أعماله السينمائية أدائه لدور «الأعور» أمام الكوميديان إسماعيل ياسين في فيلم «إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة» عام 1955، وكذلك تجسيد شخصية أحد رجال عتريس في فيلم «شيء من الخوف» أمام الفنانين محمود مرسي وشادية.

وكما كان لنظيم شعراوي تاريخ ثري من الأعمال الفنية، كانت حياته الشخصية مليئة بالمفارقات الإنسانية، حيث عانى في أواخر أيامه من العزلة والمرض، خاصة مع تقدمه في السن، حيث عاش بين زوجته وولديه علاوة إلى انحسار الأضواء عنه وعدم زيارة زملائه من الوسط الفني إلا قليل منهم -بشهادة زوجته-، «أشرف زكي وزوجته روجينا، دلال عبدالعزيز، تامر حسني الذي قال لنظيم شعراوي: "اعتبرني ابنك ولو احتجت أي حاجة اطلبها مني"».

ووفقًا لما تداول عنه الفنان الراحل في آخر أيامه أنه عانى أكثر من مرة من فقدان متكرر للذاكرة، حتى أن زوجته اضطرت لإنهاء مداخلة هاتفية له مع الإعلامي محمود سعد في برنامج «البيت بيتك»، بعدما نسى الفنان الراحل مع من يتحدث أثناء المداخلة.

وتوفي الفنان نظيم شعراوي في 30 يونيو عام 2010 عن عمر ناهز الـ89 عامًا وسط غياب ملحوظ من الفنانين عن عزائه، واقتصر الحضور على مشاركة أشرف زكي، ومحمود ياسين، ونهال عنبر، ودلال عبد العزيز، وجمال إسماعيل، ومحمد فريد، وسمير خفاجة مدير عام فرقة الفنانين المتحدين الذي حرص على الحضور رغم حالته الصحية المتدهورة آنذاك.
الجريدة الرسمية