رئيس التحرير
عصام كامل

نفحات وإشراقات


الإنسان العاقل هو من خلا عقله من دخنة هوى نفسه، وإذا خلا العقل من دخنة الأهواء عقل عن الله واستنار بنوره، فاستقام على أمره ونهيه والتزم بأوامره تعالى ونواهيه. والعقل السليم هو الرقيب على النفس والمانع لميلها وهواها، والعقل هو نعمة الله، والميزان وبه يتفاضل الإنسان ويقارن ويفاضل بين الأمور والأشياء.


وسبحان الله.. فيه أودع سبحانه القدرة على التفكير والإبداع والابتكار، وهو المهيأ للتعمير والخراب هذا وهناك رابط وثيق بينه وبين النفس والقلب والروح فكلما تزكت النفس وصفا القلب وسمت الروح استنار العقل واتزن ورشد وعقل..

لسان حال أهل المحبة في حال الوصل يقول: صفت أوقاتنا لما وردنا ذلك المعنى.. وبتنا في حمى ليلى وبالمقصود قد فزنا.. ومن نهوى لنا ساقي وساقي الحي ساقينا.. فساقي الحي كم أحيا بكاسات وكم أفنى.. فإن تفهم فكن معنا وإلا فاترك المعنى.. فمن هام بمعناها فلا عار إذا غنى فقد زال العنا عنا فيا قلبي لك البشرى"..

تحن الروح إلى لقاء ورؤية أصحاب أرواح لم نر أصحابها جمعتنا المحبة في الله، أحببناهم لمحبتهم لله تعالى وللحبيب وآل بيته صلى الله عليه وسلم. هذا ولهذا الحنين أصل أشار إليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله.. الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف..

لا شك أن لله حكمة في اختلاف العقائد والملل، إذ إنه تعالى لو أراد غير ذلك لكان، وفي قوله تعالى: "ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة".. إشارة إلى ذلك.. الدين لله وهو تعالى المحاسب والواجب أن تسود روح المحبة بيننا وأن يحسن كل منا للآخر فالدين المعاملة.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قادرا على قتل مشركي قريش والثأر منهم، فكم آذوه، وكم قتلوا من الصحابة ولكن أراد إحياءهم وعفا عنهم وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. فأين هؤلاء السفلة القتلة الذين يستبيحون الدماء البريئة باسم الدين، من هديه القويم وسنته الرشيدة. لعنهم الله.

كسر هوى النفس وشهوتها يكون بالجوع والمخالفة وغض البصر، ويعين على ذلك مصاحبة الصالحين ومجانبة أهل الغفلة، وتذكر الموت والقبر والمحافظة على الصلاة والمداومة على ذكر الله تعالى. استباح اليهود دماء الأنبياء قديما والآن استباح إخوان الشياطين والفرق المارقة الضالة المأجورة دماء البشر بغير حق، لعنة الله عليهم، والملائكة والناس أجمعين.

تعالت حضرة الربوبية عن الوصف يقول سبحانه: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون".. والألوهية تعالت عن المعرفة والكيف والإدراك يقول سبحانه: "وما قدروا الله حق قدره"..

رب العالمين سبحانه وتعالى هو القائم على أمر العباد والمدبر لشئونهم والمتصرف فيهم وحضرة الربوبية هي الجامعة لحضرتي الأسماء الحسنى والصفات العليا وهما مناط تجلياته عز وجل على عوالم الخلق. نقول في فاتحة الكتاب: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين".

ولقد أشار سبحانه وتعالى إلى الذين أنعم عليهم بقوله: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".. والمغضوب عليهم هم أهل الكفر واليهود.. والضالين هم أهل الشرك بالله تعالى.
الجريدة الرسمية