رئيس التحرير
عصام كامل

8 أسباب وراء احتلال سوهاج المرتبة الأولى للمحافظات الأكثر فقرا.. ضيق الوادي في الصعيد عن الدلتا.. الكثافة السكانية المرتفعة.. إهمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. وغياب المصانع وارتفاع نسبة الأمية

فيتو

فور إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة "حياة كريمة"، اتجهت أجهزة الدولة لرصد القرى والمحافظات الأكثر فقرا لتكون الأولى بالرعاية، لكن المفاجأة أن تتصدر قرى محافظة سوهاج القائمة بنسبة تتعدى 50%، وذلك وفق ما أعلنته وزارة التضامن الاجتماعي.


وشمل البيان الصادر عن الوزارة 62 قرية في محافظة سوهاج وحدها ضمن القرى الأكثر فقرا والبالغ عددها 100 قرية على مستوى الجمهورية، لتحتل المحافظة المرتبة الأولى في عدد القرى الأكثر فقرًا.

قرى المحافظة الأكثر فقرا
وكشف البيان أن القرى الأكثر فقرا في سوهاج تشمل قرية نزلة عمارة بمركز طهطا، والتي يعيش أبناؤها في حضن الجبل الغربي وقرية بناويط بمركز المراغة وقريتي البلابيش بحري والبلابيش المستجدة بمركز دار السلام والرييانة بالحاجر في ساقلتة، ونجوع مازن غرب وقرية الباسكية بمركز البلينا.

وتضمن البيان كلا من قرى بني عيش بمركز جرجا، وفاوجلي بمركز ساقلتة، وأولاد إسماعيل بمركز المراغة، والخيام بمركز دار السلام، وكوم اشقاو بطما والخزندارية بمركز طهطا، وأولاد عليو بمركز البلينا، والطليحات بمركز جهينة، والحرجة قبلي بمركز البلينا، والواقات بمركز طما، وأولاد خلف بمركز دار السلام، والحرجة بحري والحجز بمركز البلينا وأولاد حمزة بمركز العسيرات.

كما شمل البيان كلًّا من نجع سعد الله بمركز سوهاج، وحاجر مشطا بمركز طهطا، ومزاتة شرق بمركز دار السلام، وأقصاص بمركز المراغة، والعوامر قبلي بمركز جرجا، ونزلة القاضي بمركز طهطا، وعمر بن الخطاب بمركز جهينة الغربي، والعوكلية بمركز البلينا، وأولاد على بمركز المنشاة، والصفيحة بمركز طهطا، والجباب بمركز طما، والرياينة بمركز ساقلتة، وأولاد طوق غرب بدار السلام.

كما تضمنت الإحصائيات كلا من البلابيش قبلي بمركز دار السلام، والكوم الأصفر بطهطا، وبرديس بالبلينا، ونقنق بدار السلام، والصوامعة شرق بأخميم والشورانية بالمراغة، والغابات في البلينا، والنغاميش بدار السلام، وبنجا في طهطا، وأولاد يحيى بدار السلام، وأولاد يحيى بدار السلام، والقرامطة شرق بمركز ساقلتة، والعوامر بحري بجرجا، وقرية السلام بدار السلام وأبو عزيز في المراغة.

وتضمنت أيضا بني واصل بساقلتة، والخنانسة بالمنشاة، والتحرير بطما والشيخ رحومة بطهطا، والحسامدة بطما، والحلافي في البلينا، والغريزات في المراغة، وكوم بدر في طهطا، والمحاسبة في جرجا وفاو غرب في طما، وداود في طهطا، والشيخ مكرم بمركز سوهاج، وأبو بكر الصديق في جهينة.

ضيق الوادي والتعداد السكاني
وكان لابد من الوقوف على الأسباب الرئيسية لتصدر محافظة سوهاج قائمة أكثر المحافظات فقرا، وهو ما كشفه خبراء التنمية المحلية في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، حيث يقول اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن من أبرز الأسباب ضيق الوادي 12: 18 كم في محافظات الصعيد، في حين أن الدلتا كلها أراض صالحة للزراعة، وبالتالي فالمنتج في الصعيد أقل.

وتابع: "تعداد السكان في محافظات الصعيد يمثل 1/3 تعداد سكان مصر، وتعتبر سوهاج أكثرها"، مؤكدًا أن الزيادة السكانية مع نقص التنمية تؤدي إلى الفقر.
 وأشار النعماني إلى أن الاهتمام بالتنمية ضرورة في تلك المناطق من خلال استصلاح الصحراء، وتدشين مشروعات صناعية تعتمد على الخامات وتستغل قرب الصعيد من مناطق البحر الأحمر ودول أفريقيا، تلك الفكرة الأساسية التي أقيمت عليها مشروعات هيئة الطرق هناك بالربط بين أماكن التصدير ومواقع الإنتاج.

نقص فرص العمل والمشروعات
ويقول محمد عطية، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن مستوى معيشة الأفراد في سوهاج منخفض جدا، بسبب نقص فرص العمل وإهمال المسئولين للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهناك نقلة حضارية كبيرة تنتظرها المحافظة بعد المشروعات التي أقامتها الحكومة الفترة الأخيرة.

المصانع وهجرة الأهالي

وأشار الدكتور حمدي عرفة، خبير التنمية المحلية، إلى أن غياب المصانع في تلك المحافظة على مدار 4 قرون كان سببا في هجرة معظم أهالي تلك المحافظة لمحافظات الدلتا والقاهرة الكبرى وإهمالها.

أسباب تعليمية وإعلامية
ولفت إلى أن فقر المحافظة يرجع لأسباب ثقافية وتعليمية وإعلامية، فالتركيز الإعلامي على تلك القرى ضعيف، كما أن نسبة الأمية هناك كبيرة، فضلا عن غياب المصانع، وإهمال استخراج المواد الطبيعية منها كالمحاجر والثروات المعدنية.

خطة المحافظ
وأكد الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، أنه تم بالفعل البدء في تشكيل فرق لمسح القرى المستهدفة، وبحث الاحتياجات الخاصة بـ 60 قرية، وتحسين الخدمات بها في جميع القطاعات من تعليم وصحة ومياه شرب وصرف صحى وطرق وكهرباء، ووضع خطط تنموية تهدف لرفع مستوى تلك القرى، وإنشاء مشروعات تنموية، وتحسين البنية الأساسية بها.

وكلف المحافظ بضرورة الانتهاء من أعمال المسح لتلك القرى خلال أسبوعين، وتسخير جميع إمكانيات المحافظة، على أن يتم الانتهاء من رفع كفاءة تلك القرى وتحويلها من قرى فقيرة إلى قرى تتمتع بجميع المزايا والخدمات في مختلف القطاعات خلال 6 أشهر فقط من بدء تنفيذ المبادرة.
الجريدة الرسمية