رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل انفجار «مدينة نصر».. استشهاد رائد وإصابة أمين شرطة.. إمام مسجد بعزبة الهجانة ينقذ مئات الأقباط.. مصدر قضائي: 4.5 كيلو جرام وزن العبوة الناسفة.. والأزهر والأوقاف يدينان الواقعة

فيتو

حادث إرهابي غاشم جديد، فوجئ أهالي عزبة الهجانة بمدينة نصر، في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس السبت، بانفجار عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء وأبوسيفين، أسفر عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد وإصابة آخر، أثناء فحص حقيبة كانت تحتوي على العبوة.


بطولة إمام المسجد

وبدور بطولي، أنقذ إمام مسجد الحق بعزبة الهجانة مئات الأقباط، بعدما أبلغ النقطة الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء وأبوسيفين بوجود أجسام غريبة أعلى سطح أحد العقارات المجاورة، ربما تكون عبوات ناسفة يمكن أن تستخدم ضد الأقباط في احتفالات عيد الميلاد.

وتوجهت قوة أمنية للموقع، وعثرت على 3 عبوات ناسفة، وأثناء العمل على إبطالها انفجرت إحداها، وأسفرت عن استشهاد ضابط الشرطة وإصابة اثنين من الأمناء، كما أبطلت القوة الأمنية مفعول باقي العبوات وقامت بتمشيط المنطقة.

وكشف كاهن الكنيسة أن حرص إمام المسجد ومحبته للأقباط ودوره الوطني أنقذ مئات الأرواح، حيث لاحظ وجود أجسام غريبة أعلى سطح المسجد فأبلغ قوة الشرطة، التي تحركت وأبطلت العبوات الناسفة.

وأشاد كاهن الكنيسة بالدور الوطني للإمام وضابط الشرطة الذي ضحى بحياته أثناء تأدية عمله، وأنقذ مئات الأرواح.

فحص كاميرات المراقبة

ومن جانبها، تفحصت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة كاميرات المراقبة بمحيط انفجار عبوة ناسفة بالقرب من كنيسة العذراء وأبوسيفين بعزبة الهجانة، للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المتهمين.

وكان فريق من نيابة مدينة نصر الكلية وأمن الدولة العليا قد انتقل لمعاينة مكان انفجار عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء وأبوسيفين بعزبة الهجانة.

وانتدبت النيابة رجال المعمل الجنائي لإجراء المعاينة والفحص ورفع البصمات، وتحفظت على المواد التي عُثر عليها في مكان الحادث، وأمرت بنقل جثة الضابط الشهيد إلى المشرحة لإعداد تقرير بالصفة التشريحية والتصريح بالدفن.

وأرسلت إلى المستشفى للاستعلام عن حالة المصاب في الحادث، كما كلفت بسرعة إجراء تحريات المباحث الجنائية والأمن الوطني عن الواقعة، وتفريغ كاميرات المراقبة في مكان الحادث.

شهود العيان

وبدأت نيابة مدينة نصر الكلية في الاستماع إلى أقوال شهود العيان في مكان انفجار عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء وأبوسيفين.

وأكد شهود العيان أنهم فوجئوا باشتباه قوة أمنية متمركزة لتأمين محيط الكنيسة في حقيبة، وعقب توجههم اكتشفوا أنها عبوة ناسفة.

وأضاف الشهود أنه على الفور بدأ ضابط المفرقعات التعامل معها، إلا أنها انفجرت أثناء تفكيكها؛ ما أسفر عن استشهاده وإصابة آخر.

وأكدت النيابة أن التقرير الطبي الأولي للمصاب كشف عن إصابته بجروح قطعية بالساق اليسرى.

كما أكد مصدر قضائي أن العبوة شديدة الانفجار، وتزن نحو 4.5 كيلو جرام.

وحصلت «فيتو» على أول صورة للرائد الشهيد مصطفى عبيد ضحية انفجار عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء أبوسيفين بعزبة الهجانة.

المؤسسات الدينية تدين الحادث

ومن جانبه، أدان الأزهر الشريف حادث الانفجار الذي أسفر عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد، وإصابة أمين شرطة.

وأكد الأزهر الشريف، في بيان له، أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء عمل إجرامي أثيم، يخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم كل الأديان التي دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها، معلنا تضامنه الكامل مع كافة مؤسسات الدولة في مواجهة الإرهاب الخبيث، الذي يسعى إلى إفساد احتفالات الأخوة الأقباط بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.

وتقدمت مؤسسة الأزهر بخالص العزاء لأسرة شهيد الواجب الوطني الرائد مصطفى عبيد، سائلة الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يمن على المصاب بالشفاء العاجل.

كما أدان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، محاولة استهداف الكنيسة، مشيدًا ببسالة الرائد مصطفى عبيد شهيد الشرطة الذي لقي ربه وهو يحاول تفكيك عبوة ناسفة وضعها أحد العناصر الإرهابية بالقرب من الكنيسة، سائلا الله عز وجل أن يتقبله في الشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وأشاد بدور أحد رواد مسجد الحق المجاور للكنيسة بإبلاغ قوات الشرطة عن وجود الجسم الغريب بمحيط الكنيسة، الذي انفجر أثناء محاولة الضابط الشهيد تفكيكه.

وأكد وزير الأوقاف أن هذه المحاولات الإرهابية لن تزيد الشعب المصري إلا قوة وصلابة وإصرارا على دحر الإرهاب والإرهابيين، ولنا أن نفخر بشرطتنا الوطنية وبقواتنا المسلحة الباسلة وبوحدتنا الوطنية، مشيرًا إلى أنه لا سبيل لنا سوى الحسم مع فلول الجماعات الإرهابية الضالة المارقة وسائر المتعاونين أو المتعاطفين معها.

كما أدان الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – العملية الإرهابية الخسيسة التي قام بها متطرفون، وأسفرت عن استشهاد رائد شرطة وإصابة شرطيين من قوة تأمين الكنيسة.

وأكد مفتي الجمهورية – في بيان له – أن ما قام به المتطرفون من الاعتداء على حرمة دور العبادة من مساجد أو كنائس واستهدافها وترويع الآمنين فيها هو أمر تحرمه الشريعة الإسلامية، وتأباه الفطرة الإنسانية السليمة.

وأضاف المفتى أن هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي قامت بتلك العملية الخسيسة أصبحوا خصومًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: "ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة" أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه إلى صدره "ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا".

وشدد مفتي الجمهورية على أن الإسلام ترك الناس على أديانِهم، وسمح لهم بممارسة شعائرهم داخل أماكن عبادتهم ليس ذلك فحسب، بل إن التشريع الإسلامي ضمن لهم أيضًا سلامة كنائسهم ومعابدهم، فحرَّم الاعتداء عليها بل ذهب الإسلام لِمَا هو أبعد من ذلك، حيث أمر بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة، يقول تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

ودعا مفتي الجمهورية المصريين جميعًا إلى الوقوف حصنًا منيعًا أمام جماعات الإرهاب التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

وتوجه المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشهيدة داعيًا الله أن ينزله منازل الشهداء الأبرار، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يشفي المصابين شفاءً تامًا عاجلًا لا يغادر سقمًا، ويحمي البلاد والعباد من كيد الخائنين.

جنازة عسكرية

وأعلنت مديرية أمن القليوبية اليوم تشييع جثمان الرائد مصطفى عبيد، شهيد الواجب الذي استشهد إثر تفكيك عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء وأبوسيفين بمدينة نصر، من مسقط رأسه بقرية جزيرة الأحرار التابعة لمركز طوخ، حيث تقام جنازة عسكرية بحضور القيادات الأمنية اليوم عقب صلاة الظهر.

ومن جانبه، نعى الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية الشهيد، مؤكدا أن الإرهاب ليس له دين ويريد زعزعة استقرار الوطن، ولن يثني المصريين عن بناء دولتهم الحديثة، وسوف يزيد تماسكهم، وأن الديانة الإسلامية السمحة بريئة من هذه الأفعال والأعمال الإجرامية الخسيسة.
الجريدة الرسمية