رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلادها.. سهير زكي راقصة تحدت أم كلثوم

فيتو

احتفل محبو الراقصة سهير زكي بذكرى ميلادها الرابعة والسبعين حيث ولدت في الرابع من يناير عام 1945، واحترفت الرقص الشرقي بمدينة الإسكندرية لتنتقل بعدها إلى القاهرة لتكون على موعد مع النجومية والتربع على عرش الرقص الشرقي في مصر والوطن العربي.


لم تكن سهير زكي مجرد راقصة شهيرة تجيد الرقص الشرقي فحسب، بل كانت تتميز بلون خاص لا ينافسها فيه أحد وتبحث دائما عن الاختلاف الذي يجعل الأنظار تتجه إليها.


يقول الموسيقار فاروق سلامة أحد أعضاء فرقة أم كلثوم وأشهر عازفي الأكورديون، إن هناك تحديات كثيرة دخلتها سهير زكي خلال مشوارها مع الرقص الشرقي، لكن التحدي الأكبر والأصعب هو عندما قررت أن ترقص على أنغام أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، حيث كانت أمام عقبتين، تتمثل الأولى في اختيارها لأغاني سوما الشهيرة التي يصعب على أي راقصة تقديم وصلات رقص على أنغامها، فمن ينظر إلى تفاصيل الموسيقى التي تحتوي عليها أغاني "الست" يجدها أنها ليست إيقاعية، بينما تحتوي على العديد من ألوان الموسيقى المركبة والمقامات الشرقية الممزوجة ببعضها البعض، لذلك إذا أقدمت أي راقصة مهما كانت درجة حرفيتها على تقديم وصلة رقص على أنغام أي أغنية من هذه الأغاني سوف تكون محل سخرية من الجمهور.

ويضيف سلامة أن سهير زكي تدربت كثيرًا على هذه الأغاني، حتى إنك عندما تشاهدها ترقص على أغنية من أغاني كوكب الشرق، تشعر أنها أحد أعضاء الفرقة الموسيقية، وتشرح بحركاتها كل تفصيلة موسيقية تحتوي عليها الأغنية مثل "هذه ليلتي" و"ألف ليلة وليلة".


أما الصعوبة الثانية التي قررت سهير زكي مواجهتها هي تجرؤها على الرقص على أغاني أم كلثوم التي كانت ترفض بشكل قاطع أن ترقص أي راقصة على أغانيها مهما كانت شهرتها، وكانت من الممكن أن تقوم الست بمنع الراقصة من الرقص نهائيا في حالة تجرؤها على ذلك، أو مقاضاتها لكن يبدو أن سهير كانت تعلم مدى إمكانياتها الفنية التي سوف تشفع لها لدى الست.

وجاء أحد الأشخاص للموسيقار بليغ حمدي وأخبره بأن هناك راقصة تقدم وصلات رقص على أنغام أغنية "ألف ليلة وليلة" التي لحنها لأم كلثوم، فغضب للغاية وقرر الذهاب لمنع هذا الأمر، لكنه منح نفسه فرصة لمشاهدة هذه الراقصة التي كانت وقتها حققت بعضا من الشهرة والانتشار.



وأعجب بليغ بأداء سهير زكي، لكنه لم يلتق بها في هذه الليلة، وأخبر أم كلثوم بالأمر، التي غضبت أيضا، لكن استطاع بليغ تهدئتها وطلب منها أن تشاهد هذه الراقصة أولا، لتذهب كوكب الشرق إلى المكان التي تقدم فيه سهير رقصاتها بشكل يومي، لتفاجأ بأداء مختلف من راقصة ذات ملامح جميلة، لتلتقي سوما بعدها بسهير زكي وتقول جملتها الشهيرة " كنت ناويلك على نية سودا بس بعد لما شوفت تأكدت إنك إضافة".


لم تستمد سهير زكي شهرتها الكبيرة من حرفيتها في الرقص الشرقي فقط، بل إنها رقصت في العديد من الحفلات المهمة التي حضرتها رؤساء عدد من الدول وكان أشهرهم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي أعجب بها كثيرًا، وكذلك الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة، كما رقصت أمام شاه إيران، كما زارت موسكو بدعوة من الجنرال جريتشكو وزير الدفاع السوفيتي إبان حكم الرئيس بريجينيف.



حازت سهير زكي على إعجاب الرئيس السادات الذي قال لها في إحدى المرات: "كما تغني أم كلثوم بصوتها، تغنين أنتِ بجسدكِ" وشبهها بكوكب الشرق الرقص.

وسبق إعجاب الرئيس السادات، إعجاب الرئيس عبد الناصر الذي استعان بها لإحياء حفلات كل أبنائه، وكان دائما يبدي إعجابه برقصها.
الجريدة الرسمية