رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة بيئية تهدد الوادي الجديد (تقرير)

فيتو

يعتبر التصحر من أقوى الظواهر البيئية التي تهدد مستقبل عدد كبير من المزارع والقرى الصغيرة بمحافظة الوادى الجديد، وذلك بسبب التقلبات المناخية المستمرة، والعوامل الأخرى المختلفة التي يصاحبها التدخل البشري.


ويعرف التصحر علميا بأنه ظاهرة تحدث نتيجة تحول مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، وذات الإنتاج المرتفع، إلى مساحات فقيرة وضعيفة، وذلك نتيجة للعديد من العوامل أهمها النشاط الإنساني الخاطئ بالإضافة إلى التغيرات المناخية الحاصلة.

ويرجع الخطر الأكبر المتسبب في التصحر بالوادي الجديد للعوامل البيئية وليس تدخل الإنسان، وذلك نتيجة الطبيعة الصحراوية للمحافظة وكثرة مناطق الكثبان الرملية والرياح والأعاصير التي تنشب باستمرار وتستوجب ضرورة مواجهة الظاهرة التي تسببت في محو معالم عدد من القرى وتقلص الرقعة الزراعية.

وسبب التصحر مشكلات كبيرة على مدار السنوات الماضية بالواحات، ووقف عدد من المشروعات كان أبرزها مشروع خط سكة حديد الخارجة سفاجا والذي زحفت الرمال عليه مما أدى لتوقفه وردمه بالكامل، وكلف الحكومة من نحو 20 عاما، مليارا و600 مليون جنيه.

كما تسببت الرمال في ردم أجزاء كبير من قرية جناح التابعة لمركز الخارجة، وتوقف عدد من المشروعات الزراعية ببعض المناطق، بالإضافة إلى غلق عدد كبير من الطرق الرئيسية نتيجة زحف الرمال عليها مثل طريق باريس الأربعين، وبغداد الأقصر، ولن يتم مواجهة هذه الظاهرة إلا من خلال تضافر الجهود والتنسيق ما بين المحافظة والحكومة، ممثلة في وزارات الزراعة والموارد المائية والري والبحث العلمي والبيئة، لنشر الغطاء الأخضر على الطرق وحول المدن والقرى لتكون حائط صد ضد زحف الرمال.

وأكد إمام فوزي إمام مدير عام مديرية التضامن الاجتماعي بالوادي الجديد أن عدد الأسر المستفيدة من إعانات التصحر 5370 أسرة يتم دعمهم بمبلغ مالي يصل لـ4 ملايين و896 ألف جنيه سنويا وذلك في إطار خطة الدولة لرفع المعاناة عن الأسر الأولى بالرعاية بالمناطق الأكثر احتياجا والمتضررة من الظروف البيئية.

الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، أكد أن منظمة "الفاو" العالمية بدأت تنفيذ برامج علمية لحل مشكلات التربة والتصحر والجفاف في بعض المناطق بالمحافظة منذ سبتمبر الماضي والتي بدأت من مركزي الخارجة وباريس وسيتم تعميمهما بباقي المراكز تباعا، مشيرا إلى أن هذه البرامج ستساهم في القضاء على ظاهرة التصحر وإعادة إعمار المناطق المتضررة منه بشكل كبير.
الجريدة الرسمية