رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجأة.. لوحات ديفيد روبرتس النادرة عن «مصر والنوبة» في مكتبة حسن كامي (صور)

فيتو

الحديث عن مكتبة "المستشرق" المملوكة للفنان الراحل حسن كامي لن ينتهي، خصوصًا أن المكتبة تضم بين جدرانها كنوزًا تراثية لا تقدر بمال، ففيها مجموعات من الكتب التراثية والخرائط والمخطوطات واللوحات الفنية النادرة التي يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.


ونجحت «فيتو» في حملتها التي قادتها للحفاظ على هذا الإرث، والتي لاقت قبولًا كبيرًا بين أوساط المهتمين بالثقافة المصرية وعدد من الشخصيات المصرية الوطنية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مكتبة «المستشرق»، من قبل الجهات المعنية بالأمر، وبالفعل تم التحفظ على المكتبة.


ومن أهم اللوحات الفنية النادرة التي كان يقتنيها الفنان الراحل حسن كامي داخل مكتبة "المستشرق"، مجموعة اللوحات النادرة للرسام الإسكتلندي "ديفيد روبرتس" عن مصر عندما جاء إليها في 31 أغسطس 1838، إضافة إلى عدد كبير من لوحات نادرة لرسامين مستشرقين رسمت أيضًا عن مصر ومنطقة بلاد الشام.



وتتميز مجموعة "ديفيد روبرتس" بأنها لوحات توثيقية عن مصر وبلدان الشرق الأدنى، أنتجها خلال فترة أربعينيات القرن التاسع عشر، رسمها خلال رحلاته في المنطقة (1838 – 1840).



جاء ديفيد روبرتس إلى مصر يوم 31 أغسطس 1831، بعد نصيحة صديقه ج. و.تيرنر للسفر إليها تلك النصيحة التي خلدت اسم روبرتس في ميدان الاستشراق، وكانت مصر في بؤرة الأحداث في ذلك الوقت وكان الرحالة وجامعو التحف ومقتنوها ومحبو الآثار يتواجدون بها إما لمشاهدتها وأما لشرائها والحصول عليها، وخلال ذلك العام قام ديفيد روبرتس بزيارة الإسكندرية والقاهرة والصعيد والنوبة وشبه جزيرة سيناء والقدس والأردن ولبنان.



رسم ديفيد روبرتس عشرات اللوحات الرائعة والخالدة عن تلك الأماكن ومعالمها، والتي ضمها في كتابه الشهير "مناظر من مصر والنوبة والشرق الأدنى".



ولما سمع محمد علي باشا عن الرسام الإسكتلندي "ديفيد روبرتس"، استقبله في قصره بالإسكندرية في 16 مايو 1839، بعد جولته الفنية، وصور ديفيد روبرتس تلك المقابلة في المجلد الثالث من مجموعته عن "مصر والنوبة"، وقامت الملكة فيكتوريا بشراء مجموعته الكاملة وما زالت موجودة في مجموعة المقتنيات الملكية بقصر باكنجهام بلندن.



صنع الرسام الإسكتلندي "ديفيد روبرتس" نسختين من مجموعته عن مصر والنوبة والشرق الأدنى، تلك المجموعتان كان يقتنيهما الفنان الراحل حسن كامي داخل مكتبة "المستشرق"، وفي عام 2001، اشترى مسئول أمريكي رفيع المستوى إحدى نسخ مجموعة «روبرتس» الفنية بما يعادل 35 ألف دولار، ليتبقى نسخة واحدة فقط من تلك المجموعة النادرة لدى كامي.



ولد الرسام ديفيد روبرتس في أدنبره، إسكتلندا في 24 أكتوبر 1796، وتوفي في 25 نوفمبر 1865 م. اشتهر بمجموعة لوحاته التوثيقية عن مصر وبلدان في الشرق الأدنى، أنتجها خلال فترة أربعينيات القرن التاسع عشر من استكشاف صنعها خلال رحلاته في المنطقة (1838 - 1840)، حيث دارت تلك الأعمال إضافة لمجموعة لوحاته الزيتية الأخرى حول موضوع متشابه، جاعلة منه من المستشرقين البارزين. انتخب كأكاديمي ملكي في 1841 م في الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون.
الجريدة الرسمية