رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كلمة للشباب


وصلتنى رسالة من أحد القرّاء الكرام تقول:
"يا ريت تكتب للشباب كلمة قصيرة تحثهم فيها على العمل، لأنهم يحتاجون لمن يحفزهم على العمل الجاد، خاصة العمل المجتمعي".


كانت الرسالة مختصرة جدا وعرضتها عليكم في السطور السابقة، وهي تعكس فعلا حاجة ملحة لحث الشباب على العمل، لأننا ببساطة نجد شبابا يجلسون على المقاهي بالساعات وكل منهم يتكلم عن حاجته للعمل، لكن عندما يتم عرض أحد الأعمال عليه نجده يسأل عن الراتب والحوافز دون النظر لخبرته الحقيقية ومؤهلاته التي تؤهله لشغل هذه الوظيفة أو حتى الراتب الذي يبغي الحصول عليه.

شبابنا هم مستقبلنا المقبل، عندما تضعف قوانا وتشيب رؤوسنا ويبقى الوطن أمانة في أيديكم، ولا أجد من الكلمات المحفزة لكم سوى أنكم من ستحملون الراية حينما يوارينا التراب، لا نريدكم أن تعانوا مثلما عانينا.. بل نريدكم أقوى وأفضل وأكثر علما وأخلص عملا.

نريد أن نرى فيكم ما لم نستطع تحقيقه نحن.. نريد أن نصنع منكم أبطالا تحققون المعجزات تحبون بلدكم وتحمون أرضكم وتدافعون عن أمانكم واستقراركم ومستقبل أبنائكم بالروح والدم.. وإن الأوطان تستحق منا أكثر من ذلك.. ليس هذا بالتمني إنما بالعمل المخلص الدءوب والجهد المتواصل إلى أن نطمئن عليكم.

ندعمكم بكل ما أوتينا من وقت وجهد وكلما أرى ابتسامة على الوجوه بعد اللقاءات؛ لا تتخيلون مدى السعادة التي تخفف عني كل جهد وتعب.. نريد هذه الابتسامة مستمرة.. نريد طاقاتكم توجه في الطريق السليم.. نريدكم في صورة جميلة.. نريد أن يفتخر بكم أبناؤكم كما افتخرنا بآبائنا.

شبابنا المحترم: كم أتمنى أن أرى العالم يصفكم بتلك الصفة حين تلفتون أنظار هذا العالم نحوكم فتعلموا وتدربوا ولا تضيعوا وقتكم ولا عمركم إلا فيما هو مفيد.

غدا ستتذكرون تلك الكلمات، وأتمنى أن تعملوا بها قبل أن تندموا على أجمل سنوات عمركم الذي مضى دون بذل الجهد.. إننا الآن معا لنمرر لكم الخبرات لعمر طويل تعلمنا فيه وقابلنا تحديات كثيرة لا نريد أن تندثر معنا.. إنما نريد أن ننقل خبراتنا إليكم بكل رضى.. نريدكم تبدأوا من حيث انتهينا.

قد يُتهم البعض بالكسل وقد يُتهم بعدم الاكتراث وما غير ذلك من اتهامات باطلة لكن أعتقد أن الحقيقة مختلفة تماما، فإن ما ينقص شبابنا هو القدوة والمبادرة.

انزل للبحث عن العمل.. شارك في العمل.. تعلم وغدا ستكون أنت المُعَلِّم.. تدرب وغدا ستكون صاحب مصنع.. انزل لتصنع نفسك بنفسك.. واعلم أن الأمانة هي أكثر الصفات التي ستصنع لك اسما وتحقق لك أرباحا.. الأمانة ستكون المنارة التي ستجمع حولك الطلب وحينئذ ستحقق ما يضمن لك حياة كريمة.
وفقكم الله إلى ما نصلح فيه بلادنا ونحقق فيكم أملنا بإْذن الله.
انطلق نحو تحقيق نفسك.
Advertisements
الجريدة الرسمية