رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تحقق في انتحار سيدة تحت عجلات مترو دار السلام.. القطار حوّل نصفها الأسفل إلى أشلاء.. «نوال» لفظت أنفاسها الأخيرة بعد نصف ساعة من الحادث.. وزوجها في لقاء الوداع: «ليه عم

فيتو

شهدت محطة مترو دار السلام، أمس الأحد، حالة من الهلع عقب قيام ربة منزل بإلقاء نفسها أمام قطار رقم 213 اتجاه المرج، الذي حول نصفها الأسفل إلى أشلاء، وظلت في وعيها أكثر من نصف ساعة حتى لفظت أنفاسها الأخير بسبب النزيف.



"فيتو" انتقلت إلى موقع مسكن السيدة المنتحرة بجوار محطة مترو دار السلام، ورصدت مسرح الجريمة التي أدمت قلوب أهل المنطقة.



قال "أسامة"، قهوجي، جار المنتحرة "نوال"، إنه يعرفهم من فترة، إنها متزوجة من "سيد" صاحب محل "عالم الريموت"، منذ أكثر من 7 سنوات، ويقيمان مع والدة زوجها وأشقائه في شقة بالطابق الثامن في أحدى العقارات أمام محطة مترو دار السلام، وأنجبت منه 3 أطفال أعمارهم من 7 أشهر إلى 7 سنوات.


وأضاف أن "نوال" دائما في خلافات مع زوجها بسبب معاكسته للسيدات في الشارع «عينه زايغة»، ومعاملته سيئة لها، كما أنها في خلافات دائمة مع «حماتها وسلايفها» بسبب الغيرة، ما سبب لها حالة من الاكتئاب فقررت الانتحار.


وتابع أنه في صباح يوم الحادث شاهدها أثناء خروجها من المنزل لإيصال نجلها إلى المدرسة، وفى حدود الثانية والنصف ظهرا خرجت من البيت ودخلت المترو، ثم ألقت بنفسها أما القطار لمرورها بأزمة نفسية وضغط الحياة، مضيفا أن القطار حول نصفها الأسفل إلى أشلاء، وظلت بوعيها أكثر من نصف ساعة وحاول المسعفون إنقاذها لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة.



لقاء الوداع
وقال صاحب محل أحذية بالمنطقة إنه في نحو الثانية والنصف تلقيت اتصالا من شقيقى يخبرنى أن "زوجة سيد صاحبنا انتحرت في المترو"، مضيفا: «زوجها إنسان محترم ومصاحب كل المنطقة، والزوجة لا تخرج من منزلها سوى لإيصال نجلها إلى المدرسة».

وأوضح أن زوجها وصل محطة مترو دار السلام عندما علم أن زوجته ألقت بنفسها أمام المترو، وقال لها: «عملتى له كده يا حبيبتى» فردت عليه: «ده نصيبي والحمد لله» ولفظت بعدها أنفاسها الأخيرة.


وقالت شقيقة زوج المنتحرة إن «نوال» خرجت من الشقة لتحضر نجلتها من الحضانة في الطابق الثانى بنفس العقار، وبعد مرور نصف ساعة سمعنا أنها ألقت نفسها أمام القطار في محطة مترو دار السلام التي لا تبعد عن المنزل سوى أمتار.

وأضافت: «قبل يومين من الحادث كانت بتهزر وتضحك مع حماتها، ومنذ زواجها حتى يوم الحادث لم يحدث بينها وبين حماتها خلافات على الإطلاق، وأن حماتها كانت بتتعامل معها على إنها بنت من بناتها، كانت هي اللى بتشيلها أيام الحمل والولادة».


وأشارت إلى أنه إذا كان هناك أي شك نحو زوجها أو حماتها لحرر أهل المنتحرة محاضر ضدهما، لكنهم يعلمون مدى معاملتنا الطيبة لها، مضيفة أن شقيقها لم يبخل عليها في أي شيء.

وأضافت أنه عندما علمنا بخبر انتحارها توجهت مع والدتي إلى محطة محطة مترو دار السلام، وعندما شهادتها والدتي انهارت في البكاء قائلة: «انتى كنتى بتتكلمى معايا وبتضحكي.. إحنا كنا بنهزر مع بعض.. ايه اللى حصل».

وذكرت أن شقيقها زوج المنتحرة ذهب مع والدته إلى المشرحة واستلما الجثة ثم توجها إلى محافظة الفيوم لدفنها في المقابر الخاصة بعائلتها.

وكانت غرفة عمليات النقل والمواصلات تلقت إخطارا من الخدمات الأمنية، المعنية لتأمين محطة مترو دار السلام، بإلقاء سيدة نفسها أمام القطار، ما تسبب في توقف حركة القطارات.

وكشف الفحص أنه أثناء دخول القطار رقم 213 محطة مترو دار السلام في اتجاه المرج فوجئ قائد القطار بإحدى السيدات تلقى نفسها أمام القطار ما أدى إلى دهسها ومصرعها على الفور.

المناظرة الأولية
وكشفت المناظرة الأولية أن المنتحرة كانت ترتدي عباءة سوداء، وتحول نصفها الأسفل إلى أشلاء بفعل إلقاء نفسها أسفل عجلات قطار المترو، وظلت تنزف لمدة نصف ساعة، وحاول المسعفون علاجها بمكان الحادث؛ نظرًا لصعوبة نقلها، ولكنها توفيت متأثرة بإصابتها البالغة.

وأمرت نيابة دار السلام بنقل أشلاء جثة إلى مشرحة زينهم لتشريحها، وإعداد تقرير حول الوفاة، والتصريح بدفنها وتسليمها لذويها عقب ذلك.
الجريدة الرسمية