رئيس التحرير
عصام كامل

فتحي رضوان يكتب: خلعت أضراسي قبل خلع الملك

فتحي رضوان
فتحي رضوان

في مجلة "الجيل الجديد" عام 1953 كتب المحامى السياسي فتحى رضوان عن ذكرياته في السجن تحت عنوان "7 شهور في السجن" قال فيه: "واجهت الدولة مشكلة من أعقد المشكلات أثناء اعتقالى وهى مشكلة خلع أضراسي، بدأت المشكلة بألم في ضرسى بالفك السفلي الأيمن احتملته صابرا، وأحيانا بالمسكنات، لكن الالتهاب البسيط في الضرس تحول إلى خراج".


وتابع: "كتبت إلى المأمور أحمد بليغ طلبا لتأذن الدولة بخلع ضرسى، وحول الطلب إلى الحكمدارية ومنها إلى مصلحة الأمن العام وانتدب طبيبا للكشف على ضروسى.. دار طلبى دورته بين باب الخلق وميدان لاظوغلى في عدة أيام، وجاءنى طبيب المحافظة ووقف على رأس السرير وكتب تقريرا عن حالة الضرس، وتصورت يومها أن خلع الضرس سيتم في اليوم التالى حتما".

وأضاف: "إلا أننى فوجئت أن تقرير الطبيب عاد إلى طبيب المحافظة لبحث هل يخلع الضرس في السجن أم في المستشفى، وعاد طبيب المحافظة للكشف علي وكتب تقريرا وضرسى يزيد في ورمه.. خرجت الداخلية من هذه الورطة بحل سعيد موفق أرسلت طبيب متخصص هو الدكتور عز الدين هلال الذي رأى أنى أعانى حمى ونصح بعمل أشعة وأعطانى كورس بنسلين، وعادت دورة الأوراق من سجن الأجانب إلى المحافظة إلى الداخلية لتأذن لى مصلحة الأمن العام بالذهاب إلى قصر العينى".

واستطرد "رضوان": "وفى اليوم التالى حضرت حملة عسكرية لحراستى إلى قصر العينى مدججين بالسلاح، وعملت الأشعة وعدت إلى السجن.. زارنى مصطفى مرعى المحامى بالسجن فوجد وجهي متورما فثار واتصل بصلاح مرتجى مدير الأمن العام ليراعى الإنسانية، أما أنا فقد استسلمت لإدارة القدر وعشت على المسكنات وعلمت من أحد أنسابى أن جلالة الملك مشدد بتعليماته على أن يمرمطونا".

واختتم مقاله قائلا: "وعادت الدولة بعد مماطلة فوافقت على خلع ضرسى في عيادة الدكتور عز في غير مواعيد العيادة مع الحراسة المشددة وخلعت ثلاثة أضراس.. قامت الثورة وخرج الملك الذي كان يتحكم في خلع ضرسى وهو الملك الذي حكم على نفسه بالخلع".
الجريدة الرسمية