فتحي رضوان يكتب: حزب الوفد صنعته الصدفة

في مجلة روز اليوسف العدد 1439 عام 1956 كتب الوزير فتحي رضوان مقالا قال فيه:

"قبل ثورة 1952 كان في مصر حزب أوحد هو حزب الوفد، بدأ حياته بالصدفة المحضة عام 1918 حينما ذهب ثلاثة من الأعيان المصريين إلى السير وينجت ليحدثوه في شئون عامة".

وتابع: "وقع هؤلاء الثلاثة وعلى الذين أيدوهم عدوان من الإنجليز، فهبت الأمة كلها احتجاجا، وتوالت الاعتقالات فنشأ لهذا الحزب وأصبح هؤلاء الزعماء فيما بعد هي القيادة السياسية التي خلقتها الصدفة، ونشأت جميع الأحزاب في مصر حتى قامت الثورة، لكل ذلك كان من السهل جدا أن يخرج الإنسان من حزب إلى حزب دون أن يرى هو في ذلك غضاضة، أو يلقى عناء أو حرجا ولو بينه وبين نفسه".

وأضاف "رضوان": "كانت الأحزاب تتبادلها أعضاؤها وأحيانا زعمائها كما تتبادل أندية كرة القدم اللاعبين، ولم يشترط في الزعيم السياسي إلا أن يحسن القراءة والكتابة، فلا مانع من أن يجهل كل شئون العالم السياسية الدولية والعربية وأن يكون بيته خاليا تماما من الكتب، كانت الزعامة السياسية وظيفة يرقى إليها الوزير عند خلوها من شاغلها، كان يحدث هذا والشعب لا شأن له به ولا دخل له فيه تماما كالمتفرجين الذين لا يعرفون ماذا يحدث وراء الستار وفي حجرات الممثلين حتى ترفع الستار فيصفقون أو يبكون أو يضحكون.

واختتم الوزير مقاله قائلا: "أيضا لم تكن الأحزاب تمثل الشعب تمثيلا نيابيا صحيحا، بل كانت جماعة تألقت في مناسبات تاريخية، وكانت تربط أعضاءها علاقات شخصية أكثر مما تربطهم أفكار ومبادئ".