رئيس التحرير
عصام كامل

خالد محمد خالد يكتب: مولد الرسول الداعية

فيتو

في مجلة الهلال عام 1980 كتب المفكر الإسلامي الدكتور خالد محمد خالد مقالا عن مولد الهادى البشير محمد رسول الله، قال فيه: "جاء مولد الرسول الداعية، وحين نتحدث عن الرسول الكريم فإن الحديث يصعد بنا إلى آفاق عالية ومتسامية من رفعة الروح وعظمة النفس وجلاء السلوك".


وأضاف أن مهمة الرسول الكريم الذي حمله الله لواءها هي الدعوة والبلاغ لقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، متابعا:" وما كان هذا الداعية الجليل بحاجة إلى حمل السيف ابدا.. لو لم يفرض عليه ذلك الغزو المسلح من مشركي مكة واعداء الإسلام".

واستطرد المفكر الإسلامي في مقال:" محمد رسول الله جاء الحياة ليعطى لا ليأخذ، جاءها ليبلغ كلمة الله ورسالته إلى عباده جاء ليرد الخلق إلى الرب وليهديهم صراطه المستقيم، وببهاء كلماته وسمومنطقه وبنضوج حجته راح محمد ابن عبد الله ينادى التائهين، ويبث دعوة الحق والعدل والرحمة والخير بأسلوبه الأخاذ، كان يعمل على اليقين أنه يرسم القدوة والنهج والمثال الذي يطالب الدعاة من بعده عبر قرون طويلة أن يلتزموها".

وأردف:" لقد عاش حياته الطاهرة الباهرة ومعه اخلاقيات الدعوة التي صاغها له الله أحكم الحاكمين، وليس من مكارم الأخلاق أن يتألى أحد على الله في عبادة، ولا أن ينظر إلى هؤلاء العباد مهما تكن أخطائهم بل خطاياهم نظرة الاستعلاء والازدراء فلا أحد يدرى عاقبة كل حى، انظروا إلى اخلاق ابى الدعاة واستاذهم،انظروا إلى الرسول الأعظم الذي ينظر بنور الله فيرى الفضيلة المخبوءة وراء الرذيلة".

وأضاف:" داعية مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستخدم في رؤية الآخرين بصره بل بصيرته، وحين يرى حشدا من الخطايا في إنسان فإنه في نفس الوقت الفضيلة اليتيمة المخبوءة، جاء مولده الكريم يحمل رسالة ربه هاديا للبشر، وهو خيرهم ونحن نحتفل بذكرى مولده الكريم لا ننسى القدوة والعظة وليكن اليوم بداية الهداية، ولنا في رسول الله أسوة حسنة".

واختتم المفكر الإسلامي خالد محمد خالد مقاله قائلا:" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أعظمهم سيدنا محمد، والحمد لله على نعمة الإسلام الذي بلغنا به رسولنا الكريم وجعلنا مسلمين، وما كنا لنهتدى لولا أن منّ الله علينا بها وعلى رسولنا الكريم.. وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله".
الجريدة الرسمية