رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يوسف السباعي يتحدث عن منزلة العقاد عند عبدالناصر

يوسف السباعى
يوسف السباعى

في مجلة المصور 18 نوفمبر 1970 يروى الأديب يوسف السباعى موقف الرئيس جمال عبد الناصر من الأديب عباس محمود العقاد فيقول: القصة تبدأ عام 1958 حيث انعقد في القاهرة أول مؤتمر للأدباء العرب، وبعد انتهاء المؤتمر طلب الأدباء لقاء عبد الناصر والحديث معه، فدعاهم الرئيس إلى لقائه في قصر القبة.


وقفت مع عبد الناصر في حجرة مكتبه قبل أن يدخل الأدباء لأعطيه فكرة عن الموجودين سالنى الرئيس :هل العقاد موجود ؟ فقلت: نعم.
ابتسم الرئيس قائلا: هذه أول مرة أراه فيها، ثم استطرد قائلا: كنت دائما معجبا بالعقاد وأسمع عنه الكثير وأقرأ عنه لاسيما في الفترة التي خرج فيها على الوفد وكان يكتب ــ يومئذ ـــ في جريدة روز اليوسف.

وصمت الرئيس ثم قال ضاحكا: خلال الحرب العالمية الثانية كان العقاد يكتب مؤيدا للحلفاء واتهمه البعض بأنه عميل للحلفاء، ولكنى لا أعتقد أن العقاد يمكن أن يكون عميلا لأحد، أنا لا أكره أن يكتب الكاتب عن أي اتجاه بشرط أن يكون معبرا عن رأيه وليس عميلا لأحد.

والقصة إن دلت على شيء تدل من قريب أو بعيد عن كيفية احترام عبد الناصر للعقاد وتقديره لكفاءته وثقافته وعلمه. كان عبد الناصر عظيما منذ صباه في تلامذته على يد رواد الفكر، كان لا يفتأ أن يتتبع قراءة كل ما يكتب عن العقاد ورفيقاه توفيق الحكيم وطه حسين.

وهذه الفترة التي أشار إليها عبد الناصر على وجه التحديد فترة خروج العقاد على الوفد وكتابته في جريدة روز اليوسف خليقة بكلمة تقال عن العقاد تكون له وليست عليه.

فلم يتقاض العقاد من الوفد ولا غيره من الأحزاب درهما واحدا من المصاريف السرية التي كانت تدفع للصحفيين وقتئذ.. حتى أنه جاء عليه الوقت الذي باع فيه صحفه ومجلاته ليقتات من عائدها ووصل الأمر أنه هاجر إلى أسوان حتى يضمن قوت يومه.

أما بالنسبة لكونه مؤيدا للحلفاء فهو موقف يحسب له، لأن المحور في الحرب العالمية الثانية ألمانيا وإيطاليا دولتان تمثلان النازية والفاشية وهما نظامان لا يمكن أن تنهض في ظلهما حرية، ولو انتصر العرب في الحرب فلن يبشر العالم بتحرير وسيضاف لون من ألوان الاستعمار الجديد الذي يحل محل الاستعمار القديم.
Advertisements
الجريدة الرسمية