رئيس التحرير
عصام كامل

كن فخور بأنك مصري


الحديث عن مصر ومكانتها حبيب إلى النفس لأنني عندما أتكلم عن مصر أتكلم عن نفسي التي تهيم في حبها وتتمنى أن تراها في أحسن حال وفي مقدمة الأمم، وتكون لها الريادة كما كانت من قبل، لذا فحينما أكتب عن أرض الكنانة أتحدث بعواطفي ومشاعري وقبلها حبي وشوقي.


فحديثي عن مصر يأتي لتوضيح مكانة مصر في الإسلام من خلال القرآن والسنة التي يحق لأي مصري تربى في تلك البلد الجميل أن يكون فخورا بها، باعتبار أن مصر لها مكانة كبيرة بين دول العالم لما تتمتع به من مزايا جغرافية كثيرة، كما أن مصر كانت مهد أعظم الحضارات على مر التاريخ التي يفخر بها الجميع.

فمصرنا لها مكانة سياسية أخدتها من موقعها الجغرافي في قلب العالم، وليس من أجل هذا فقط تفتخر بأنك مصري، فقد ذكرت مصر في القرآن الكريم عدة مرات، وهذا تكريم من رب العالمين لهذا البلد الأمين، فقال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" (99) يوسف.

كما وصى رسولنا الحبيب بأهل مصر خيرًا فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحما".

ومن وقت أن فُتحت مصر أصبحت قلعة الإسلام الأولى لصد أي عدوان على العالم الإسلامي، كما أن آيات القرآن الكريم وأحاديث سيد المرسلين تحمل عن مصر الكثير والكثير فضلا عما ذكره التاريخ مما يدل ويؤكد على حقيقة خصوصية مصر ومكانتها في الإسلام.

ولا يعتبر ذكرها في القرآن ولا الأحاديث النبوية الشرف الوحيد، بل إن العديد من أنبياء الله مروا بها، فقد زار مصر سيدنا إبراهيم وذلك بعد أن هاجر من فلسطين وتزوج من السيدة هاجر رضي الله عنها، بعد أن قام الملك إمنمحات الأول بإهداء السيدة هاجر له وكانت أميرة أسرها في حروب تمت في مصر، وليس هذا فقط بل تولى النبي يوسف بن يعقوب عزيزا على مصر وحاكم خزائنها، أما نبي الله موسى فقضى طفولته وشبابه في مصر، كما تحدث مع رب العالمين من جبل طور سيناء، في الوادي المقدس طوى..

نبي الله إدريس وهو أول من بعث بأرض الكنانة، واستمر فيها داعيا إلى الله، إلا أن ملكها في هذا الوقت حاول قتل إدريس، وبعد ذلك عاد بعد أن هلك ملكها ومكث فيها قرابة العشرين عاما.

وإذا تحدثنا عن مصر ومكانتها فنحتاج إلى الآلاف المقالات لأننا سوف نتحدث عن حضارة عريقة تمتد من آلاف السنين، فكل ما أود قوله للجيل الصاعد يجب أن تفتخر ببلدك وجيش بلدك وشرطة بلدك فهم خير أجناد الأرض.

كما أن مصر فيها خزائن الأرض بشهادة القرآن الكريم في سورة يوسف عندما قال عليه السلام (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)) [يوسف]

كما أن هاجر زوجة النبي الله إبراهيم عليه السلام أم النبي إسماعيل جد نبينا عليه الصلاة والسلام مصرية من القبط، ومارية سرية رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأم ولده إبراهيم هي مصرية أيضا، كما أنه يوجد في مصر وأرضها الوادي المقدس طوى، وفيها الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، كما أن يوشع ابن نون ولد في مصر وعاش فيها، وهذا الخضر، وهذا أيوب وأشعيا وأرميا- عليهم أفضل الصلاة والسلام- كلهم دخلوا مصر ومنهم من مات فيها.

كما أنه من حق المصريات أن يكن فخورات أنهم مصريات وذلك باعتبار أن سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم كانت جدته هاجر مصرية، وأم ولده مارية مصرية، ويكفي المصريات فخرا أن ماء زمزم تفجر إكراما لامرأة مصرية ولابنها، ويكفي المصريون فخرًا أن المرأة الصالحة التي كانت ماشطة لبنت فرعون كانت مصرية.

نعم أيها السادة من حق المصريين أن يفخروا بمصريتهم وأرضهم وأنهم مصريون.. عليك أن تفخر بجيش بلادك عليك أن تفخر بأن بلدك بلد الأمن والأمان، بلد الأزهر الشريف والكنيسة التي لا تعرف أن تفرق بين أي شخص فيها، فكلهم شعب واحد ونسيج واحد ومهما حدث من الفتن وإرهاب، فلن يستطيع أحد أن يفرق بين الشعب الطيب، ولن يستطيع أحد أن يخرب هذه البلد لأنها محفوظة بأمر الله.
الجريدة الرسمية