رئيس التحرير
عصام كامل

عميد معهد الأورام: لا نرفض استقبال أي مريض.. والموازنة 55 مليون جنيه

فيتو

  • نستقبل 250 ألف مريض سنويا.. وانتهاء المرحلة الأولى من مستشفى 500/500 في 2020 
  • سرطان الكبد والثدي الأكثر شيوعا في مصر.. وانضممنا لمبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي 

يعد المعهد القومي للأورام، الحصن الأخير لمرضى السرطان، الذين لا يملكون تكاليف العلاج من المرض اللعين، يفتح المعهد أبوابه مجانا أمام مئات الآلاف من المرضى، ويوفر لهم الكشف والعلاج بلا أي مقابل يذكر، الأمر الذي جعله قبلة لمختلف المرضى من كل محافظات الجمهورية، ورغم الخدمات الجليلة التي يقدمها المعهد لزواره إلا أن مشكلة التمويل تبقى واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الإدارة خصوصا أن الميزانية المخصصة لأنشطة المعهد لا تتخطى الـ55 مليونا، في حين أن النفقات تتخطى 250 مليونا. 

الدكتور حاتم أبو القاسم عميد المعهد تحدث إلينا عن أهم الخدمات التي يقدمها المعهد، وكيف يواجه مشكلة التمويل، وكم عدد المرضى الذين يستقبلهم سنويا، وكيف تغلب المعهد على مشكلة قوائم الانتظار ونقص الأدوية، وتفاصيل أخرى كثيرة في الحوار التالى..

بداية.. كم مريض يعالجهم المعهد؟

نستقبل 250 ألف مريض سنويا.

هل يوجد وحدات علاج اقتصادي، وما سعة المعهد؟
يوجد لدينا دور واحد فقط اقتصادي، والمعهد بسعة 460 سريرا، تقريبا كلها مجاني، حيث نعمل بنسبة 90% علاجا مجانيا، ويستقبل المعهد 10% من مرضى التأمين الصحي.

كم تبلغ مديونية التأمين الصحي ووزارة الصحة للمعهد؟
المديونية مستمرة لأن العلاج مستمر، التأمين الصحي يرسل دفعات مالية متأخرة، ونعالج مرضى جددا، لكن مديونية التأمين الصحي تصل إلى 30 مليون جنيه، تزيد وتقل على حسب الظروف.

وأين وصلت خطة تطوير المبنى الجنوبي للمعهد لزيادة طاقته الاستيعابية بنسبة 30%؟

من المفترض أن ينتهي تجهيز المبنى الجنوبي خلال سنة ونصف السنة أو سنتين على الأكثر، وسيرفع هذا التطوير من كفاءة المعهد بنسبة أكبر.

حدثنا عن مستشفى المعهد بالتجمع الأول؟
المعهد يملك مستشفى لسرطان الثدي بالتجمع الأول، بدأ في 2013، وتبلغ سعته 80 سريرا وهو أول مستشفى جامعي حكومي متخصص في سرطان وتجميل وجراحة الثدي.

كيف تغلبتم على مشكلة نقص الأدوية؟
لا توجد مشكلة.. الأدوية متوفرة، لأن المعهد يجري تعاقدات طول السنة، وأولا بأول، كما أن له الأولوية في صفقات الأدوية لكبر حجمه، والمعهد يضغط على شركات الأدوية لتسليم الأدوية في موعدها، ونطبق غرامات وعقوبات على الشركات المقصرة.

كيف تغلب المعهد على مشكلة طول فترة الانتظار بالعيادات والعمليات؟

لم نتغلب بنسبة 100% ولكن قللنا هذه الفترة إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كفترة انتظار للعمليات الجراحية، كما فتح المعهد عيادات مسائية تعمل حتى 8 مساء، كما أن العمل بحجرة العمليات مستمر حتى 9 مساء، لإنهاء أكبر قدر ممكن من العمليات.

هل انضم المعهد لمبادرة الرئيس السيسي لحل مشكلة قوائم انتظار العمليات؟
نعم بالتأكيد، انضم للمبادرة، ويعمل مع مستشفيات قصر العيني، وأصبحت القوائم أقل من شهر.

هل هناك شروط خاصة لقبول المرضى مثل عدم حصولهم على أي علاج أو دواء قبل مجيئهم مثلما تفعل بعض المستشفيات؟
لا يوجد عندنا شروط خاصة لقبول المريض، ولا نغلق أبوابنا أمام أحد، ومعهد الأورام مستشفى حكومي، ولا نرفض أي مريض لكن المستشفيات الخاصة لديها شروط تناسبها، لأنها ليست مطالبة بعلاج كل المرضي، كما أن لها شروطها وأهدافه، والمعهد هو الملاذ الأخير لمريض الأورام، وتأتي إلينا حالات محولة من كل مستشفيات الجمهورية، وتكون صعبة وبمضاعفات خطيرة.

متي ينتهى مشروع مستشفى 500/500، ويخرج للنور؟

تنتهي المرحلة الأولى من المشروع في أكتوبر 2020 حيث يخرج المستشفى للنور وخدمة الناس.

ما حجم التبرعات التي يحصل عليها المعهد؟
يمكن القول: إن حجم هذه التبرعات ليس كافيا بسبب زيادة أعداد المرضي، وتراجع الحالة الاقتصادية، والتي تجعل المرضى يلجئون إلى العلاج المجاني، المعهد ينفق 250 مليون جنيه على المرضي والدواء، كما أن 75% من تمويل المعهد يأتي من التبرعات، ويحصل على من 50 إلى 55 مليون جنيه كموازنة من الدولة، تذهب كبند لأجور العاملين بالمعهد، كما تغطي بعض المستهلكات، أما تمويل الأجهزة والأدوية فيكون من التبرعات.

هل يطلق المعهد قوافل طبية للأماكن البعيدة؟
نطلق قوافل للكشف المبكر عن الأورام، وقوافل توعية بالمرض، ونشترك مع قصر العيني في القوافل التي يطلقها، لأنه يملك كل التخصصات الطبية.

ما حجم التعاون بين معهد أورام القاهرة وباقي المعاهد في الأقاليم وعلي مستوى الجمهورية؟
ننظم مؤتمرات مشتركة، ويوجد تبادل طلابي وأكاديمي وتدريب مشترك، مشاركة في امتحانات، ومشاركة في أسبوع العلم، بالإضافة إلى مشاركة معاهد في المؤتمر الدولي السنوي للمعهد في نوفمبر لاكتساب الخبرة، وخاصة مع مشاركة أساتذة أجانب فيه، كما يدعم المعهد المراكز الخارجية ومعاهد الأورام بالمنصورة وأسيوط وأسوان، ونرسل لهم أطباء مدربين للمساعدة في العمليات والعلاج، بحيث نوفر جهد السفر على المريض.

ماذا ينقص علاج السرطان في مصر للوصول إلى شكل العالمي؟

نتبع أحدث التطورات العلاجية، ونتواصل مع كل مراكز الأورام خارج مصر، كما ننظم مؤتمرات دولية نستعرض فيها جديد طب الأورام، وما ينقصنا في مصر هو الإمكانيات وقلة عدد مستشفيات الأورام، وخاصة مع زيادة عدد المرضى، وارتفاع تكاليف العلاج، لكن عموما مصر تملك كوادر طبية مؤهلة، كما أن العلاج موجود.

هل وقع المعهد اتفاقيات تعاون دولي مع الجهات الأجنبية؟

لدينا اتفاقيات تعاون دولي مع جامعات بأمريكا وأوروبا وفرنسا واليابان، كما نستقبل وندرب طلاب أفارقة.

المعهد يملك أحدث تقنية جراحية (الروبوت الجراحة)، حدثنا عنه؟
هي تقنية جراحات الإنسان الآلي، وهي تطور طبيعي لشكل الجراحة العادية ثم جراحة منظار، الروبوت عبارة عن جهاز منظار في البطن يتحكم فيه الطبيب عن بعد، وتوجد شاشة إلكترونية ترصد حركة المنظار في البطن، وهي أشبه بلعبة البلاي ستيشن التي يحكم فيها اللاعب باللعبة عن طريق ذراع وشاشة ثلاثية الأبعاد، وهي تكلفة عالية وتقنية متطورة وأسعار مستهلكاتها عالية، وهي مفيدة للوصول إلى الأماكن البعيدة التي لا تستطيع يد الجراح الوصول إليها، كما أنها أقل في مضاعفاتها من الجراحة العادية.

هل يستخدم المعهد العلاج بالخلايا الجذعية؟
لا نستخدمه كعلاج، لكن الوحدة البحثية تجري أبحاثا كثيرة على استخدامه كعلاج للسرطان، والمعهد أنتج أبحاثا كثيرة عنه.

أين وصل النشر الدولي بالمعهد؟
نحقق معدلات عالية في النشر الدولي، ونتتج أبحاثا عن علاج السرطان من خلال مركز أبحاث المعهد ووحدة أبحاث الأورام.

كم عدد طلاب وباحثي الدراسات العليا بالمعهد؟

المعهد يمنح درجة الدكتوراه والماجستير في علوم الأورام، ويوجد لدينا عشر تخصصات مثل طب أورام الأطفال، باثولوجية الجراحية، والجراحة، والتخدير والأشعة، يدرس بكل تخصصات نحو 150 باحث دراسات عليا، أي إن عدد الباحثين نحو 1500 طالب دراسات عليا، يوجد ضمن الباحثين عدد من الطلاب الوافدين من دول أفريقية وعربية.

ماذا تأمل من قانون المستشفيات الجامعية الجديد؟
نأمل أن يحسن وضع الأطباء، وأن ينظر لهم نظرة مختلفة تساعدهم على العمل بالمستشفيات والحصول على مستحقاتهم.

ما أكثر الأورام السرطانية شيوعا في مصر؟
سرطان الكبد بسبب انتشار فيروس سي في مصر، ويتوقع أن ينخفض بعد مبادرة الرئيس السيسي لعلاج فيروس سي، كما يوجد سرطان الثدي منتشر لدى السيدات، ثم أورام الرئة بسبب التدخين والتدخين السلبي ثم سرطانات الجهاز الهضمي والقولون وأخيرا سرطانات الغدد الليمفاوية والدم.

قدم نصيحة للشخص العادي ليتجنب الإصابة بالسرطان؟
أنصحه بالالتزام بالحياة الصحية وتناول الأكل الطبيعي والصحي، والابتعاد عن الأكل المصنع والوجبات السريعة وتناول الخضراوات والبعد عن التدخين والجو الملوث وممارسة الرياضة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية