رئيس التحرير
عصام كامل

الشيماء سعد.. رائدة أعمال فن التطريز بدرجة «أفوكاتو» (صور)

فيتو


عام 2011، تخرجت الشيماء سعد، ابنة البحيرة، البالغة من العمر 28 عامًا، في كلية الحقوق بتقدير عام جيد، كان من المفترض أن تبدأ طريقها في المحاماة، والعمل الحقوقي، لكن الحظ لم يحالفها، وبين عمل وآخر، لم تتمكن من نسيان هوايتها الأقرب إلى قلبها، والتي تعلمتها منذ أعوام.

تعلمت «شيماء»، فن التطريز، لتتمكن من تطريز مفارش «جهاز العروسة» الخاص بها، لكنها لم تكن مجرد مُتعلمة عابرة، فاحترفت فن التطريز على المفارش، كما نقلت خبرتها إلى السيدات في القرى لتوفير مصدر دخل لهن لتكون بذلك من رائدات الأعمال في هذا المجال.



عملت «شيماء»، بالمستشفيات، وترددت على مكاتب التوظيف لمدة لا تقل عن عام كامل باحثة عن مصدر رزق بشهادة التخرج، لكن لم يحالفها الحظ، فبدأت تعلم التطريز، كنوع من الهواية وتفريغ الطاقة «كنت شغوفة بالخرز، والكريستال، وفضلت شغالة على نفسي لمدة 5 سنين واحترفت بالفعل»، المرحلة التالية بالنسبة لها كانت نقل خبرتها لسيدات البحيرة البسطاء، ليتمكنَّ من ملء فراغهن، في عمل مفيد «بدأت أعلم الستات في كل حتة، لحد ما بقى لينا زباين من كل المحافظات بيطلبوا شغلنا مخصوص بسبب جودة الشغل والأسعار المخفضة».


لم يكن هدف ابنة البحيرة المحترفة، البحث عن المكاسب، بقدر ما كان هدفها الأول، نقل خبرتها لسيدات المنازل للاستفادة منها، وكذلك بيع منتجاتها بسعر «على قد الأيد»، كذلك تحطيم فكرة العمل بالشهادة الجامعية «منتجاتنا أفضل من منتجات الهند والصين، أفضل كجودة وأقل في السعر»، فكان هدفها توصيل رسالة رزق، لكل سيدة مصرية بالمحافظات شتى، فالمرأة تتمكن من العمل سواء كان لديها شهادة جامعية أو لا، فيمكن لأي سيدة أن تتعلم مهنة يدوية، وتتفوق بها وتنقل خبرتها لغيرها بعد ذلك.


على الجانب الآخر من قصتنا، كانت «دارين»، ابنة «شيماء» الصغرى، تبلغ من العمر عامين و3 أشهر، فرغم تحملها مسئولية ابنتها الصغيرة، إلا أنها ما زالت تسافر كل يوم من بلد لآخر، داخل المحافظة وخارجها، لتعليم السيدات التطريز، بصحبة صغيرتها ورفيقة الرحلة، وبمساعدة زوجها ودعمه فتقول «زوجي دايمًا بيشجعني إني أسافر وأكمل شغل، عمره ما منعني، ونادي مبارك الرياضي، إداني جزء منه عشان أعمل أنشطتي براحتي».


تبدأ الأسعار بمشغل ابنة البحيرة من 10 جنيهات، وتتزايد حسب القطعة المطلوبة، ورغم بُعد المشغل عن منزلها بالبحيرة، ألا أنها تواظب على الذهاب بشكل يومي، لتعليم السيدات، ونقل خبرتها، وبجانبها صغيرتها، وبنهاية اليوم، تعود للمنزل لطهي الطعام، وترتيب منزلها، وتنظيم الأوردرات المطلوبة باليوم التالي، محاولة عدم التقصير في أي من محاور حياتها، فتأمل أن تحقق طموحها الفني بالتطريز، وتصل لمستوى احترافي خاص، وتعليم غيرها بكافة المحافظات.
الجريدة الرسمية