رئيس التحرير
عصام كامل

6 أشهر من الحصار الإخواني على مطاريد الشرق.. رفض تعيين المفصولين من القناة في أي وسيلة إعلامية أخرى.. إجراءات صارمة للالتحاق بـ«إعلام إسطنبول».. وباحث: الجماعة تتبع أسلوب التخويف الممنهج

 أيمن نور، رئيس مجلس
أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية

6 أشهر من الحصار بلا عمل، هكذا أراد أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية، الاستمرار في كسر كرامة المفصولين من الشرق، والتمادي في منعهم بعلاقاته من العمل في أي مكان آخر، في رسائل واضحة للجميع: «أنا ومن بعدي الطوفان».


استبداد أيمن نور
المستبد لا يراعي أعرافا أو قوانين.. هكذا وصف عبد الله الماحي، المذيع المفصول من القناة أيمن نور، مؤكدا أنه هضم حق الإعلاميين الشباب، وما زال يمنعهم من العمل في أي مؤسسة إعلامية أخرى، ويحاصرهم جوعًا هم وعائلتهم لأكثر من 6 أشهر، في غربة لا ترحم، بحسب وصفه.

منذ 6 أشهر والإخوان وأيمن نور، لديهم إصرار واضح على ضرب أي جذور للتمرد على سياساتهم التي تريد السيطرة على إعلام إسطنبول، ومنع أي شخص آخر من الاقتراب من مصادر التمويل، وهو ما يبرر تفعيلهم وإخلاصهم الشديد لقرارات ما يسمى برابطة الإعلاميين المصريين في الخارج، التي يديرها حمزة زوبع القيادي الإخواني المقرب من نور، التي تضخمت مسئولياتها بشكل مثير، وأصبحت صاحبة قرارات باطشة على جميع العاملين بالإعلام في القنوات التي تنطلق من تركيا.

إجراءات إضافية
ورغم منع العاملين المعارضين لـ"نور" من العمل في أي مكان آخر، ولجوء بعضهم للعمل في المقاهي، فيما يعيش البعض الآخر على معونات من الأهل والأصدقاء، توشك على النفاد قريبا، إلا أن الرابطة لجأت لأساليب أشد صرامة خلال الأشهر الماضية، واستحدثت آلية جديدة بالتعاون مع جميع وسائل إعلام الإخوان، لاستصدار تصاريح موسمية، ولا تمنح إلا للأشخاص الذين يتم إخضاعهم لاختبارات قاسية، أهمها أن لا ينتمون للفكر الثوري، وأن لا يكون لهم سجل في الأزمات بمؤسساتهم السابقة، حتى لو كانت بمصر، وقبل اللجوء لمعسكر الإخوان بتركيا.

الجماعة التي عانت كثيرا من أزمات العاملين في قنواتها، بداية من مصر الآن، وانتهاء بالشرق، تعول على الرابطة لضرب أي محاولة للخروج على «ولاة أمور الإعلام الإخواني» وتعتبرها الحل الأوحد للخروج من دوامة الأزمات، لذا أوكلت القضية إلى حمزة زوبع، القيادي بالجماعة، والمقرب من جميع أطراف صنع القرار في المؤسسات الإعلامية بإسطنبول، بجانب علاقاته الواسعة مع حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بما يعني أن الرابطة لها حاليا قوة استثنائية وبحماية خاصة من الدولة التركية.

ادبيات إخوانية
ويرى منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإجراءات المشددة على المفصولين من الشرق، هدفها تخويف سوق الإعلام الإخواني، وضبطه حسب أفكار ونهج الجماعة، وإبعاد أي شخص لا يستطيع الالتزام بذلك، عن مربع الإعلام تماما، وعدم الاستعانة به في مواقع أخرى، موضحا أنها أدبيات معروفة عند الإخوان.

ويؤكد «عمران»، أن فكر الإخوان يمنعها من اتباع الثورية في التصرفات، وهو الأمر الذي يميز معارضي أيمن نور، موضحا أن الإخوان، تبحث دائما عمن يجنبها المشكلات والأزمات، خصوصا مع الخوف المتزايد من تغير سياسات الدولة التركية، ومثل هذه التصرفات من إعلام الجماعة، قد تتخذ ذريعة، لإبعادهم من تركيا للأبد، واستخدامهم ورقة لإصلاح العلاقات مع مصر، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية