رئيس التحرير
عصام كامل

«حكاية عالم».. أحد الطيور المهاجرة يروي لـ«فيتو» قصة كفاحه.. محمد سليمان بدأت الرحلة العلمية من هولندا..وحاربت من أجل السفر..نُجري 10 عمليات «قلب» في كل زيارة لمصر.. ووفر

فيتو

الدكتور محمد على سليمان حماد، واحد من أبرز العقول المصرية المهاجرة، التي استطاعت بمرور السنوات أن تحقق نجاحات منقطعة النظير فيما يتعلق بـ«أمراض القلب»، غير أنه ما بين نقطة البداية وخط النجاح هناك العديد من الحكايات والكواليس والتفاصيل التي تؤكد أن الرحلة التي بدأها «د. سليمان» من «طب طنطا» إلى هولندا لم تكن بالسهلة.


البداية
«د. سليمان» تخرج في كلية طب طنطا عام 1987 وحصل على درجة الدكتوراه من عين شمس، وبعدها سافر بعثة إلى هولندا عام ١٩٩٧ ومن وقتها عمل جراح قلب بمستشفى كاتارينا في إيندهوفن.

وعن البداية قال: «في بداية حياتي واجهت أزمة كبيرة كادت أن تحول دون حصولي على البعثة إلى هولندا، لا سيما أنه كانت هناك مقاومة كبيرة من بعض الأساتذة لفكرة سفري إلى الخارج، غير أنني حاربت بشرف للحصول على البعثة التي كنت أستحقها نظرًا لتقديراتي العلمية».

وعن مجال تخصصه قال «د. سليمان»: مرض القلب يمكن وصفه بـ«مرض العصر»، وأسباب الإصابة به متعددة، فهناك عوامل وراثية وهي معروفة، وهناك أمراض أخرى تشمل الضغط والسكر والسمنة وزيادة الدهون والتدخين، وتتسبب أمراض القلب في الوفيات في أعمار صغيرة، ومن جانبنا نحاول من خلال زياراتنا لمصر أن نقدم مثلا لكل الخبراء المصريين في الخارج ومحاولة تسخير هذه الخبرة لدعم الخدمة الصحية في مصر، ونجري زيارات دورية لمستشفيات وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع جمعية الصداقة الهولندية المصرية والفريق الطبي يضم استشاريين في جراحة القلب والقسطرة والعناية المركزة والتخدير وكذلك خبراء التمريض.

10 عمليات
وأضاف: خلال كل زيارة إلى مصر نجري في المتوسط ١٠ عمليات جراحة قلب، و٢٠ عملية توسيع للشريان التاجي بالقسطرة، كما نحاول إدخال أحدث الطرق العالمية في جراحة القلب، كما يتم مناقشة الحالات الصعبة مع زملائي من الأطباء المصريين، ويتم إلقاء محاضرات لشباب الأطباء، وعمل دورات تدريبية لتمريض العناية المركزة وجراحة القلب والقسطرة.

وأكد أنه أجرى زيارات لمعهد القلب ومعهد ناصر ومستشفى الدمرداش وكذلك مستشفيات وزارة الصحة في الأقاليم مثل شبين الكوم وبنها وطنطا والأقصر وأسوان وغيرها.

العنصر النسائي
وعن العنصر النسائي في جراحة القلب، قال «د. سليمان»: إن المرأة أصبحت عنصرا أساسيًا في الخدمة الصحية في كل التخصصات، ورغم صعوبة تخصص جراحة القلب وقسوة ظروف العمل فإن عنصر المرأة أصبح أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه ويجب على المسئولين عن الخدمة الصحية تهيئة الظروف حتى تستطيع المرأة التوفيق بين عملها وبين وضعها الاجتماعي والأسري.

وأضاف: خلال الأيام القليلة الماضية أجرى فريقنا الطبي زيارة إلى معهد القلب القومي وذلك لإدخال جراحة الذبذبة الأذينية للقلب بالمنظار ودون فتح جراحي تقليدي، وهذه الجراحة يتم إجراؤها بصورة روتينية في مستشفى كاتارينا في ايندهوفن ولا تجرى في مصر، وسنحاول أن نقوم بزيارات متكررة لتوطيد نتائج هذه الزيارة الناجحة.

وتابع: كان هناك رد فعل إيجابي وعظيم من كل المسئولين فوزارة الصحة استضافت الفريق وهيأت كل الظروف لإنجاح الزيارة، ووزارة السياحة تستضيف الفريق يوما كاملا لزيارة المعالم السياحية، وذلك يسهم في دعم السياحة، حيث يعود أعضاء الفريق بانطباع هائل ينقلونه لأسرهم وأصدقائهم في هولندا عن الأمن والأمان في مصر وروعة معالمنا السياحية، كما أن وزارة الهجرة تدعم المصريين بالخارج وتدعمهم في كل جهودهم لتطوير الرعاية الصحية في مصر، والسفارة الهولندية في القاهرة نظمت حفل استقبال في منزل السفير لتكريم الفريق حتى السفير المصري في لاهاى سيستقبل الفريق ويكرمه الأسبوع المقبل في مقر إقامته.

«د.سليمان» كشف أنهم تمكنوا من توفير الأجهزة والمعدات الطبية التي تحتاجها بعض المستشفيات، بالتعاون مع جمعية الصداقة الهولندية المصرية كذلك مستشفى كاتارينا، وتسهل وزارة الهجرة بدعم من صندوق تحيا مصر إجراءات دخول هذه الأجهزة والمعدات وآخر مثال هو التبرع بعدد ٨٠ سرير عناية مركزة هيدروليك لمستشفى السرو بدمياط ومستشفى كوم أمبو العام، ومن المقرر في فبراير المقبل تلبية دعوة جمعية القلب المصرية لحضور مؤتمرها السنوي، وإلقاء بعض المحاضرات وكذلك إجراء جراحات تنقل مباشرة من معهد القلب لقاعة المؤتمر.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية