رئيس التحرير
عصام كامل

الألوان والزخارف والصبار.. شواهد قبور الموتى في قنا (صور)

فيتو

لم يحترموا حرمة الموت والأموات، ولم يردعهم مشهد القبر ولا سكينة المتوفين، ولم يقفوا عند الوازع الديني وتجاهلوه وتتبعوا خطوات الشيطان إرضاء لملذاتهم، فطالت أيديهم الخبيثة سرقة شواهد القبور والتي من خلالها يستدل أهل المتوفى على قبر موتاهم.


ولجأ العديد من أهال قرى مراكز قنا المختلفة إلى تلوين القبور بألوان مختلفة، فضلًا عن أعمال النقش والزخرفة وزرع الصبار، وذلك لتمييز قبور موتاهم بعد انتشار سرقة شواهد القبور المصنوعة من الرخام والجرانيت والتي تحمل اسم المتوفى وتاريخ مولده ووفاته وآيات من القرآن الكريم.

أعرب محمود طاهر سيد، أحد أبناء مدينة قنا، عن أسفه الشديد نتيجة انتشار سرقة شواهد القبور، قائلًا: "لم يتركوا الحي ولا الميت والسرقة طالت شواهد قبور الموتى، وهنا في مدينة قنا القبور كلها متجاورة، وقليل من الأهلي لديهم مقابر خاصة، وكنا نضع شاهدة قبر يحمل اسم وتاريخ مولد ووفاة المتوفى وآيات من القرآن، لكن بسبب ارتفاع أسعار الرخام والجرانيت اقترحوا فكرة الألوان لتغيير شكل القبور".

وأشار محمد على سالم، أحد الأهالي، إلى أن كل عائلة متوفى تختار لونا خاصا بها، حتى يتمكنوا من معرفة قبرهم، مشيرا إلى أن المقتدر ماليا يقومون بزخرفة القبر.

وعلى الجانب الآخر نجد الكثير من يزرعون الصبار كنوعٍ من تمييز القبر، ويوجد العديد من عيون المياه الموجودة بجوار القبور تخرج مياه لري تلك الزراعات.

وأكد ممدوح سليمان، أحد أبناء مدينة قنا، أن زراعة الصبار بجانب قبور الموتى من العادات المنتشرة منذ القدم، لكن هذه الأيام أصبح لها تصنيف وميزة ويزرعها الكثيرون لمعرفة قبور موتاهم خاصة الفقراء، ويوجد عيون مياه تخرج من باطن الأرض لري تلك الزراعات، مشيرا إلى أن الفقراء لن يستطيعوا شراء رخام بمبلغ 400 جنيه بل ويأتي بعد ذلك اللصوص والمدمنون لسرقتها لشراء المخدرات.
الجريدة الرسمية