رئيس التحرير
عصام كامل

عمرها تجاوز ألف سنة.. حارة تتحدى الزمن بصعيد مصر (صور)

فيتو

بقايا منازل قديمة مبنية بطوب لبن.. شبابيك حديدية مزينة بصور عدة منها ما يحمل صورة الكعبة المشرفة وآيات القرآن الكريم وعبارات "لبيك اللهم لبيك.. حج مبرور وذنب مغفور.. حفرت على جدرانها القرون التي مرت عليها.. رصدت تواريخ علماء أجلّاء.. أصحاب كرامات جميعهم لا يزال التاريخ يحمل أسماءهم.


عند السؤال عن هذا المكان رد محمود القباني، أحد أبناء مركز قفط، بقوله: إن هذه الحارة تسمى بحارة ابن الحاج وتعد من أقدم حارات الصعيد، والكائنة بمركز قفط وعمرها يقارب من 1330 سنة ونشأ في تلك الحارة العديد من العلماء منهم الشيخ عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم وقيل أبو عمرو القرشي القفطي المصري والملقب بالإمام ورش القفطي، ولد في سنة 110 هجرية بالحارة، وعندما شب بدأ قراءة القرآن الكريم، ويشتاق إلى زيارة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد الرحال إليها قاصدًا العالم الجليل نافع بن أبي نعيم أحد القراء السبعة.

وعن سبب تسميته بورش قال خالد أبو الحسن، أحد أبناء المركز، إنه سمي بهذا الاسم لشدة بياضه الذي كان يشبه الورش وهو شيء أبيض يصنع من اللبن وكان صوته رخيمًا شبيهًا بصوت الورشان وهو طائر حسن الصوت، وكان قليل الأكل وفي اللغة الورش يعني تناول الشيء اليسير من الطعام، مكث في المدينة وتعلم على يد أستاذه وبعد أن أجازه واطمأن على مقدرة تلميذه تركه يعود في سنة 525 هجرية وبدأ اسمه يلمع وأصبح اسمه ملازما لاسم أستاذه نافع فيقال قراءة "ورش عن نافع" وهي قراءة منتشرة في المغرب العربي والسعودية.

بقايا حارة
قال محمود القفطي، أحد أبناء المركز، إن هذه الحارة لم يعد منها إلا حطام وبقايا بيوت قديمة، وللأسف هناك بعض البيوت تم إزالتها وشيدت مكانها منازل حديثة، مؤكدًا على أن هذه الحارة رغم تاريخها لم تسجل كآثار إلى الآن، وتربى بها الكثير من العلماء والأئمة.

وأشار يحيى القرشي، أحد أبناء قفط، إلى أن تاريخ قفط كبير وعند البحث نجد كتابات تاريخية التي تشهد بذلك، وتضم قفط دواوين تؤرخ لوجود هؤلاء العلماء والمؤرخين الذين زاروا قفط وعاش البعض منهم فيها مثل ابن ورش الذي يعد أشهر أبنائها، مطالبا بضرورة أن يكون هناك سجلات تاريخية أو مدونات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحكي للجميع قدم تلك الحارات ومن عاش بها وبخاصة أشهر العلماء والحكام.
الجريدة الرسمية