رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس دار الأوبرا: «ضعف الأجور» سر رحيل الفنانين.. و«الغناء الأوبرالي» مظلوم بمصر

فيتو

  • منصب الرئيس «صعب».. ونستشير وزيرة الثقافة في كل كبيرة وصغيرة
  • نسعى لوضع برنامج سنوي للأوبرا في المحافظات
  • رئاسة الموسيقى العربية بالأوبرا «تحكمها قواعد» ونقيم المطربين دوريًا
  • الباليه المصري يتبع «المدرسة الروسية» ونعاني عجزا في العنصر النسائي
  • نساء الباليه المصريات يرقصن للترفيه ويعتزلن بعد الزواج
  • دور الأوبرا العربية مجرد «مسارح عرض» ولا تملك المقومات العالمية

لسنوات عديدة لم يكن المجتمع المصري متقبلًا لفكرة أن يرقص الرجل، فما بالك بـ«رقص الباليه»، عدم التقبل هذا لم يصل إلى مرحلة الاستهجان أو الرفض، فالموهبة كانت – في كل الأوقات- هي صاحبة الكلمة الأخيرة في الحكاية، ولعل التاريخ الفني للدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، يثبت هذا الأمر.
«الصدفة».. كتبت السطر الأول في رحلة «د.مجدي» على مسارح الأوبرا وقاعات التمرين، وبمرور السنوات والنجاحات المتتالية التي حققها، يجلس الآن «د. مجدي» على مقعد رئيس دار الأوبرا المصرية، ليكون صاحب الترتيب الثاني في قائمة «راقص باليه يتولى رئاسة الأوبرا»، بعد رئيسها الراحل عبد المنعم كامل.
بعد 10 أشهر من رئاسته لــ«الأوبرا»، التقت «فيتو» رئيس الدار لتحاوره حول الصعوبات التي يواجهها في منصبه الجديد، ولإلقاء نظرة حول تاريخه الفني والشخصي في رقص الباليه.. وكان الحوار التالي:

= مرت 10 أشهر على توليك رئاسة دار الأوبرا.. بداية حدثنا عن أبرز التحديات التي واجهتك خلال الفترة هذه؟
أعتقد أن إنجاح الفعاليات أكبر التحديات التي واجهتني، التي كان أبرزها مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، لا سيما أنها الدورة الأولى للمهرجان بعد اكتساب الصفة الدولية، لكن أثبتت الأوبرا نجاحها في إقامة المهرجان من حيث التنظيم والكثافة الجماهيرية واستضافة عناصر جديدة للمهرجان، وإلى جانب المهرجان، فقد واجهت تحدي حفلات نهاية الموسم للأوبرا، وإعداد البرنامج الكامل للعام الجديد، وهو أمر مرهق للغاية أن تعد برنامجا سنويا يتضمن 14 فرقة تقدم فنون مختلفة، والحرص على وجود التوازن فيما نقدمه من برنامج فني.

صراحة.. هل كان المنصب أكثر صعوبة من توقعاتك؟
بالفعل.. الأمر غاية في الصعوبة، فكثيرا ما ظننت أن رئيس الأوبرا شخص يعطي تعليمات وتوجيهات وهو جالس على كرسيه، لكن اتضح العكس تماما، فنحن أشبه بخلية نحل تعمل طيلة اليوم، خاصة مع وجود الدكتورة إيناس عبد الدايم كوزيرة للثقافة، وهي ابنة الأوبرا، وتعلم كواليسها جيدًا، إضافة إلى كونها شخصية غاية في النشاط، وأعطت للمكان وتيرة نشاط وحركة لا يمكن وصفها، لذا نسير على نفس النهج لتبقى شعلتنا في أوجها.

= إذن.. هل يمكن اعتبار وجود د. إيناس كوزيرة للثقافة داعما ومحركا أكبر للأوبرا؟
بالطبع.. فهي ابنة الأوبرا ودائمة الدعم لنا، خاصة كون الأوبرا محطة رئيسية في المنظومة الثقافية في مصر.. وصراحة ما زلنا نعود لها في كل كبيرة وصغيرة لأخذ المشورة والنصيحة، نظرًا لامتلاكها قدرا كبيرا من الأفكار والابتكارات التي تضيفها على كل حدث، فهي بصراحة موجودة معنا 24 ساعة.

= في الفترة الأخيرة شاركت الأوبرا في العديد من الفعاليات التابعة لقطاعات أخرى بالوزارة في المحافظات.. فهل هي خطوة لبدء تفعيل برامج الأوبرا في محافظات مصر؟
بالفعل.. خطوة لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه، لكن لم يكتمل لدينا برنامج سنوي لفرق الأوبرا في المحافظات، ونتمنى إتمامه في القريب.

=مؤخرًا.. حقق مهرجان القلعة نجاحا كبيرا وهي الدورة الأولى التي تمر عليك بعد رئاستك للدار، فكيف تقيمها وما العوامل التي ساعدت على نجاحها؟
في تقييمي الشخصي.. أعتقد أنها كانت دورة أكثر من ممتازة، وساعد على ذلك عدة عوامل، من ضمنها أننا استضفنا مجموعة من كبار الفنانين الذين يشاركون في المهرجان للمرة الأولى، ومنهم الفنان هاني شاكر، إضافة إلى استضافة مجموعة جديدة من الفرق الشبابية والفرق الأجنبية والعربية التي أكسبت المهرجان أبعادا جديدة وثقلا فنيا كبيرا.

= هل يمكن في الدورات المقبلة رؤية الموسيقار عمر خيرت بطابعه الكلاسيكي في مهرجان جماهيري مثل مهرجان القلعة؟
أتمنى ذلك، وأرى أنها فكرة جيدة للغاية، وبالفعل سأعرض عليه المشاركة في الدورة المقبلة.

لننتقل إلى ما يتردد حول الأوبرا.. مؤخرًا قيل إن الشخص المسئول عن فرق الموسيقى العربية في الأوبرا غير متخصص فيها ما يسبب نوع من الخلل في الإدارة.. تعقيبك؟
هذا من الجهل وليس الخلل، فالسيدة جيهان مرسي المسئولة عن فرق الموسيقى العربية في الأوبرا خريج المعهد العالي للكونسرفتوار قسم أصوات، أي إنها أعلى درجة من درجات الغناء، ثم إن الدكتورة الراحلة رتيبة الحفني كانت نفس تخصص جيهان مرسي، فلماذا لم يقال نفس الشيء عن الدكتورة رتيبة، وهذا يوضح أن السبب الرئيسي فيما أثاره الشخص الذي ردد هذا الحديث، هو خلاف بينه وبين رئيسته في العمل، هذا إلى جانب أن المناصب القيادية بالأوبرا تحكمها قواعد وشروط لابد من توافرها في الشخص قبل تعيينه، أي إن الأهواء الشخصية لا مكان لها بيننا.

= قيل أيضًا إن هناك مجموعة من مطربين الأوبرا يحتكرون المشاركة في الحفلات دون غيرهم، في حين أن هناك مجموعة أخرى لم تشارك في حفلات منذ زمن.. فما ردك؟
لو أن منتخب مصر لديه مباراة مع دولة أخرى، وعليه أن يظهر أفضل ما لديه، فهل سيشكل الفريق من الاحتياطي والهواة أو الأندية الصغيرة، أم سيختار المحترفين الذين مثلوا مصر كثيرا واثبتوا جدارتهم، أعتقد الإجابة واضحة، وهي أن المحترفين هم من سيتم اختيارهم، وهذا هو الحال نفسه في دار الأوبرا، فخروجنا لحفلات في جميع دول العالم يستدعي الاستعانة بأفضل كوادرنا من المطربين والموسيقيين الذين يتم اختيارهم وتقييمهم بناء على آراء قادة فرقهم الموسيقية، أي إن المايسترو هو من يقيم المطربين لديه.

= هل هذا يعني أن هناك تقييما دوريا في الأوبرا لكوادرها؟
بالطبع.. هذا الأمر يتم في جميع الفرق، ليس الموسيقى العربية فقط، إنما في الباليه والغناء الأوبرالي والرقص المعاصر أيضًا، فمديرو الفرق يقيمون فناني الفرقة بشكل منتظم ويقدمون ذلك التقييم الذي يتم الاختيار على أساسه.

= انتقالا إلى فن الباليه.. بصفتك راقص باليه بالأساس، هل يوجد فرق بين التكنيك والمستوى الفني عند راقص الباليه المصري عن الأجنبي؟
نحن كراقصين مصريين نتبع المدرسة الروسية في الباليه، المسماة بـ«فاجانوفا»، وراقصو الباليه المصريون مستواهم الفني متميز للغاية، ولدينا تميز في العنصر الرجالي في فرق الباليه والرقص الحديث أيضًا، والعجز في العنصر النسائي.

= ما أسباب العجز في العنصر النسائي؟
العجز إلى حد ما ناتج من ثقافتنا كبلاد العربية وعاداتنا وتقاليدنا، فراقصة الباليه هنا عادة ما تعتزل الرقص بعد الزواج، أو تتعرض للسمنة بعد التقدم في العمر، هذا إلى جانب أن معظم الفتيات يرقصن بهدف التسلية، وليس بهدف استمرارية الرقص حتى سن الـ50 على سبيل المثال.

= لكن.. المفترض أن معهد الباليه يقدم سنويًا عشرات الخريجيين فلماذا لا تتم الاستعانة بهم؟
بالطبع نستعين بهم لفرق الباليه والرقص الحديث بشكل سنوي، لكن في الوقت الحالي أصبحت هناك مغريات أخرى أمام الراقصين الخريجيين، فهم يقومون بحساب الأمر من الناحية المادية، حيث ضعف الأجور في دار الأوبرا، أمام الأسعار العالية التي تعرض عليهم مقابل العمل في الأندية الخاصة لتدريب النشء، لذا أصبح غالبية الخريجين يختارون التوجه للعمل في الأندية بدلا من الانضمام لفرق الأوبرا، ورغم من ذلك نحن مستمرون في عمل اختبارات سنوية للخريجين لاختيار الكوادر المميزة منهم وضمها لفرق الأوبرا.

= ما حقيقة ما يتردد حول أن راقصين الباليه المصريين لا يسيرون وفق حمية غذائية محددة؟
للأسف صحيح، عادة راقص الباليه الأجنبي يسير وفق نظام غذائي محدد لا يمكن كسره، لكن الراقصين المصريين يأكلون ما يحلو لهم، وهذا أمر مؤسف ويعمل على زيادة وزنهم وإصابتهم بالسمنة بعد تقدمهم في العمر.

= ما الخطة التي ستتبعها للتخلص من أزمة ضعف الأجور التي يعاني منها العاملون والفنانون في الأوبرا؟
نعمل على زيادة الحوافز والمكافآت للعاملين والفنانين، حتى يستطيعوا المواصلة في عملهم دون الالتفات لمغريات العالم الخارجي، لكننا ما زلنا نواجه المشكلة ذاتها، فمهما استطعنا زيادة المكافآت لن تكون قريبة من الأسعار التي تعرض على فنان الأوبرا من الخارج.

= بناء على حديثكم، هل يصح القول إن دور الأوبرا التي أنشئت حديثًا في الوطن العربي استطاعت سحب البساط من تحت أقدام الأوبرا ؟
صحيح في أمور وغير صحيحة في أمور أخرى، فدور الأوبرا العربية تستطيع سحب العازفين التابعين للموسيقى العربية والأوركسترا، لكن لا يمكن إغفال أن تلك الدور مجرد مسارح عرض، وليست دور أوبرا حقيقية، فمعظم دور أوبرا الوطن العربي مجرد مبانٍ تستضيف فرقا وعروضا من الخارج، لكنها لا تمتلك الكوادر التي تملكها الأوبرا المصرية، لذلك لايمكن تسميتها بدور أوبرا من الأساس، وإنما مسارح عرض.

= هذا يعني أن العالم العربي لا يحتوي على دور أوبرا سوى المصرية والسورية التي تمتلك أيضًا فرق داخلها؟
بالطبع صحيح، فلا يمكن أن تسمى مسرحًا على أنه دار أوبرا دون امتلاك فرقة أوركسترا وباليه وغناء أوبرالي على الأقل، وهذه مواصفات عالمية.

= برأيك.. ما نقاط القوة والضعف إذا ما قارنا بين فناني الأوبرا المصرية ونظيرتها الأوروبية؟
نتساوى في عدة فنون، فيما تتقدم الأوروبية في أخرى، على سبيل المثال هم أكثر تقدمًا في العنصر النسائي في الباليه، ويتقدمون عنا في عزف الأوركسترا لأنها ثقافتهم الموسيقية بالأساس، في حين نتساوى في الغناء الأوبرالي والعناصر الرجالية من الباليه.

توجد العديد من الأوبرات العربية.. لكنها منذ فترة طويلة فلماذا لا تنتج الأوبرا أعمالا جديدة؟
مازلنا ننتج أعمالا جديدة، لكن لا يمكننا الإنتاج بكثافة نظرًا للميزانيات المحدودة، خاصة أن إنتاج عمل جديد وتسجيله يتطلب الكثير، وهو ما ليس متوفر بشكل كبير لدينا، إضافة إلى أن الجمهور عاشق للمسرحيات والأوبرات العالمية التي حققت نجاحا ولاقت انتشارا واسعا، هو ما يجعلنا حريصين على إعادة تقديمها بشكل دوري.

هل يمكن القول إن الغناء الأوبرالي والباليه من الفنون «المظلومة» في مصر؟
الباليه أصبح له شعبية حديثًا في مصر، وعلى الرغم من زيادة جمهور الغناء الأوبرالي أيضًا لكن يمكن بالفعل القول أنه فن مظلوم في مصر، لأنه من الفنون غير المرتبطة بثقافة ولغة المصريين، فهم غير معتادين على اللون الأوبرالي رغم قدمه.

يعاني مركز تنمية المواهب في الأوبرا عدم قدرته على قبول طلاب جدد.. ما خطتك نحو هذا الأمر؟
الأمر غاية في الصعوبة، فنحن نمتلك طلابا ومواهب أكبر من قدرتنا الاستيعابية، لكننا نحاول في الفترة الأخيرة زيادة عدد القاعات في محاولة لقبول أطفال ومواهب جديدة، لكن يبقى الحال على ما هو عليه، فكلما حاولنا زيادة طاقتنا على الاستيعاب كلما فاق عدد المتقدمين لقدرتنا، لذا أفكر في وضع خطة لقبول أفضل العناصر المتقدمة من خلال زيادة مستوى الاختبارات التي يتم على أساسها قبول المتقدمين.

= لننتقل إلى بعض الجوانب الشخصية.. متى اكتشفت موهبتك في رقص الباليه؟
لم اكتشفها، وإنما تم الأمر بالصدفة، فأثناء دراستي في المرحلة الابتدائية جاء خبير روسي وطلب من الطلاب التقدم لمعهد الباليه، فتقدمت مع 60 طالبا، ووجدت أنه تم قبولي مع ثلاثة طلاب آخرين، ومن هنا بدأت قصتي مع الباليه.

= هل تقبلت عائلتك الأمر بسهولة.. خاصة مع ثقافتنا العربية حول رقص الباليه؟
عاندوا في البداية، ولم يكن الأمر باليسير، لكن بعد عدة سنوات أمضيتها في معهد الباليه، وجدوا أنني متفوق في هذا المجال، لذا تركوني أحقق رغبتي في استكمال الطريق.

= هل كنت تتعرض لمضايقات من زملائك في الدراسة بسبب الرقص؟
لم تكن مضايقات وإنما استغراب، فلم يكن شائع لدينا أن يرقص شاب الباليه، ولم يكن هذا الفن متداولا بالأساس، ولكن من كان يستغرب الأمر في البداية أصبح يتمنى لو أنه تقدم لرقص الباليه، عندما كانوا يرون صورتي على شاشات التلفاز خلال عروض الأوبرا والمعهد.

= عندما تقدمت لخطبة زوجتك الحالية.. هل وجدت صعوبة في إقناع عائلتها بزواج ابنتهم من راقص باليه؟
زوجتي هي ابنة خالتي، لذا لم يكن هناك صعوبة على الإطلاق، لكن خلال حياتي قابلت العديد من الشخصيات المتحفظة من الرقص بشكل عام، لذا كنت أقول لهم إني أملك بكالوريوس تجارة أيضًا.

صممت أكثر من 50 عرضا راقصا.. متى قررت التوقف عن الرقص والتوجه لتصميم الرقصات؟
بدأت بتصميم الرقصات خلال رقصي للباليه، لكن بعدما زادت العروض التي تلقيتها لتصميم الرقصات وبدأت الانشغال بها، قررت التوقف عن الرقص والتركيز في التصميم، ولكن بقيت أعمل في الأوبرا واستمريت في مساعدة الدكتور الراحل عبدالمنعم كامل.

= بجانب مهام عملك كرئيس للأوبرا.. هل مازلت تعمل على تصميم الرقصات؟
حاليًا لا أستطيع التفرغ لتصميم الرقصات، لذا نادرًا ما أقبل عروض.

= نظرًا لخبرتك.. ما العوامل التي يمكن أن تؤثر على راقص الباليه وتجعله يتوقف عن ممارسة الرقص؟
عندما يشعر أنه يؤدي الحركات بصعوبة، أو أن نفسه لم يعد منتظم، وهذا عادة يحدث عند التقدم في العمر.

= هل تشعر بالندم على قرار اعتزالك الرقص؟
بالطبع نادم، فقد توقفت في سن السادسة والثلاثين، وأشعر حاليًا بالندم، وأتمنى لو كنت استمررت في الرقص للخمسينيات والستينيات، وهو ما أقوله دائمًا لراقصي الباليه الحاليين في الأوبرا «ألا يتوقفوا عن الرقص نهائيًا».

= ما أكثر الأعمال التي كانت مقربة لقلبك؟
روميو وجوليت وبحيرة البجع.

= ما الذي فقدته من روحك عندما توقفت عن الرقص؟
«يضحك».. يبدو أنني فقدت رشاقتي.. فقدت صحتي وشبابي.

= هناك العديد من راقصي الباليه في الأوبرا توجهوا إلى التمثيل.. لماذا لم تسلك هذا الدرب؟
لم أكن أحب التوجه للتمثيل، لأنني كنت شاب خجول للغاية.

= وهل لا تزال تعاني من الخجل؟
نعم.. حتى الآن تصاحبني تلك الصفة، فأحيانًا أكون قد قمت بعمل رائع أو أنهيت عملي على أكمل وجه، ثم أجد نفسي أقف في آخر الصور التذكارية، فلا يوجد عندي أي شغف أو حب للظهور.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية