رئيس التحرير
عصام كامل

45 عاما على استشهاده.. الأسطورة إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال

 إبراهيم الرفاعي
إبراهيم الرفاعي

إبراهيم الرفاعي اسم سيخلده التاريخ فالبطل اختار القتال خلف خطوط العدو لسنوات ولم يستسلم أبدا للهزيمة.

الشبح الذي خلق الرعب لجنود العدو الإسرائيلي عند سماع اسمه إبراهيم الرفاعي أصبح الأسطورة التي تتوارثها الأجيال، يوافق اليوم الجمعة 19 أكتوبر 73 الذكرى 45 على استشهاده أثناء تصديه للقوات الإسرائيلية في الثغرة.


ميلاده ونشأته:
ولد الرفاعي في محافظة الدقهلية في 27 يونيو 1931، وقد ورث عن جده (الأميرالاى) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداء للوطن، كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه.

حياته العسكرية:
التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج فيها في1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة، وكان ضمن أول فرقة صاعقة مصرية في منطقة (أبو عجيلة) بسيناء، ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير في جميع المواقف، تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة، وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية، وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد.

تولي منصب قائد كتيبة صاعقة خلال حرب اليمن بفضل جهوده، والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك، خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال البطولية التي قام بها في الميدان، عندما اعتدت إسرائيل على مصر في 5 يونيو 67 كان يؤمن بأن ما أخذ بالقوة لابد أن يعود بكل قوة وعنف، ولابد من الانتقام السريع، وبدأ مع مجموعة صغيرة من زملائه القيام بعمليات خاصة وانتقامية بدأها بتفجير مخازن الذخيرة والأسلحة التي خلفتها القوات المسلحة خلال انسحابها من سيناء، ثم تفحير القطار المصري الذي كان يربط بين مصر وغزة، والذي قامت إسرائيل بتحميله بالأسلحة والذخيرة من خلف قواتنا بسيناء.

بعدها بدأ بتشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها ورفع الروح المعنوية للمقاتلين والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن.

تشكيل المجموعة 39 قتال:
قام الرفاعي بتشكيل مجموعة مكونة من رجال الصاعقة والمظلات والصاعقة البحرية للقيام بعمليات خاصة منظمة خلف خطوط العدو، وتم تسميتها 39، كان وقتها رقم عدد العمليات التي قاموا بها منذ احتلال سيناء في 67 حتى وقت إنشاء المجموعة في 70، وكانت تأخذ أوامرها مباشرة من المخابرات والرئيس عبد الناصر شخصيا.

وكانت المجموعة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقية روجرز لوقف إطلاق النار، عندما تم تغيير اسم الفرقة من المجموعة 39 قتال إلى منظمة سيناء العربية، وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم على العمليات الفدائية، وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهامهم بحرية خلف خطوط العدو.

حرب أكتوبر

صباح الخامس من أكتوبر 73 استردوا شاراتهم العسكرية، وتم إسقاطهم خلف خطوط العدو، لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخبارية أرضية تمهيدا للتحرير.

وظلت هذه المجموعة تقاتل على أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من أكتوبر من رأس شيطاني حتى العريش ومن شرم الشيخ حتى راس نصراني، وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاثة في اليوم يوقعون فيها عشرات القتلى من القوات الإسرائيلية.

استشهاده:
عندما حدثت ثغرة الجيش الثاني في منطقة الدفرسوار عاد الرفاعي ليدافع عن الإسماعيلية، وقابل الفريق الشاذلي في مكتب قائد الجيش وقتها اللواء عبد المنعم خليل، وسأل عن الموقف فقال له الشاذلي الموقف صعب اذهب وأوقف تقدم الدبابات الإسرائيلية، لأنها على مشارف الإسماعيلية في منطقة أبو عطوة، خرج الرفاعي غاضبًا يريد الثأر، وأخذ رجاله إلى منطقة نفيشة القريبة من أبو عطوة، وأخذ المنظار وظل يرصد حجم القوات وتحركاتها، وصعد على تبة عالية، وأخذ يضرب عليهم الصواريخ بنفسه ويوقع فيهم خسائر حتى رصدت مكانه إحدى الدبابات، وأطلقت عليه قذيفة فأصابته الشظايا فوقع على إثرها مصابا، واستشهد قبل نقله إلى المستشفى، وفاضت روحه إلى السماء في أذان ظهر الجمعة يوم 19 أكتوبر 73 ليترك العالم مخلفا وراءه  سجلا حافلا بالبطولات التي لن ينساها التاريخ ويتوارثها الأجيال.
الجريدة الرسمية