إحسان عبد القدوس يكتب: خواطر فنية
في مجلة روز اليوسف عام 1964 كتب الأديب إحسان عبد القدوس بعضا من خواطره قال فيها:
* المثقف الذي تستفيد منه أمته هو الذي ينزل إلى الشعب، يضع ثقافته في خدمة مشكلات الشعب مهما بدت هذه المشكلات تافهة صغيرة.. أن يعيش مع الشعب في الكوخ، الخيمة، الحقل، الحارة، المصنع، يعيش معه بعقله ويتحدث اليه باسلوبه حتى ينشر ثقافته ويشد إليه عناصر مثقفة جديدة.
* قلت لكاتب شاب قرأ كثيرا وتزود بثقافة عالية وبدأ ينشر مقالات في الصحف، قلت له فكر بعقلية الأستاذ حتى يحترمك القراء، ولكن لا تكتب بلهجة الأستاذ حتى لا يفر منك القراء.
* أنا أحب الشبان الذين يعتنون بمظهرهم باختيار البدلة والكرافتة واختيار حركاته وكلماته، ولكنى كلما عرفت واحدا منهم صدمت فيه فما السبب؟ الإجابة أن الرجل الذي لا يعتنى بنفسه لا يستطيع أن يعتنى بغيره.. وهذا هو السبب.
* فاتن حمامة تقضى أيامها تبحث عن قصص، أنها لا تبحث عن دور تمثله، ولكنها تبحث عن قصة تقتنع بها، وقد يعجبها دور ورغم ذلك ترفضه لأنها لم تقتنع بالقصة كلها.. وليس كل الفنانات مثل فاتن حمامة.
* أذكر أن جاءتنى ممثلة يوما قائلة :والنبى يا أستاذنا عايزة امثل دور واحدة سكرانة.. وعندما لم تجد قصة فيها دور سكرانة حشرت هذا الدور حشرا في أي قصة.. وباظت القصة وفشل الدور.
* حكاية القصة التي أعطيتها للتليفزيون عرضت حتى الآن أكثر من خمس مرات دون أن أتقاضى حق الأداء العلنى، ومن الأفضل أن يذيع التليفزيون قصة جديدة قبل أن يمل الجمهور القصة القديمة.. فالقصة ليست أغنية تعاد كل يوم.. ولكن التليفزيون كسلان وبيسد خانة.
